تحقيق

في تاريخ شرطة العراق: “النجدة” أو “104”..مقرها الشارع..ودورها  وسيط بين “أبو اسماعيل” والمكافحة

      مديرية شرطة الاستعلامات والنجدة إحدى المديريات التابعة الى مديرية الشرطة العامة، ومن مديريات الشرطة الميدانية التي تتخذ من الشارع محلاً لعملياتها، وتوفر وسائل تواصل هاتفية مع المواطنين الذين يرومون طلب النجدة، فتنطلق دورية واحدة أو أكثر لنجدة طالب النجدة، واتخاذ اللازم الامني وفقا لحالة الحادث. وتمارس شرطة النجدة دور الوسيط بين المواطن الذي طلب النجدة، وبين الشرطة المتخصصة (الشرطة المحلية او مكافحة الاجرام) حسب التخصص الجنائي. 

          كما تقدم شرطة النجدة خدمة التواصل بالمعلومات مع جهات الانقاذ )الدفاع المدني، الاسعاف، وغيرها( لايصال طلب النجدة من المواطن المتعلق بالحرائق او بالانهيارات او الزلازل او الغرق او ما الى ذلك لتوجيه طلب النجدة لتلك الجهات كل حسب اختصاصه .

            المديرية اتخذت اسم( مديرية شرطة  الاستعلامات والنجدة) لكون واجبها الاساس تسلّم النداءات من المواطنين على أرقامها المعلومة من قبل المواطنين(04) في اول عهد النجدة ثم تحول الرقم الى(104) فيما بعد في عام 1969.

           إن شرطة النجدة، جزء مهم وحساس من تشكيلات الشرطة العراقية، ومختلف أجهزة الشرطة في العالم وبتسميات مختلفة حسب البلد، ففي دولة قطر مثلا يطلق على شرطة النجدة تسمية(شرطة الفزعة) لأنها تفزع لنجدة الناس، وتعنى بتقديم المساعدة في حالات  الطوارئ والكوارث الطبيعية والحوادث المرورية والحرائق والإنقاذ والبحث عن المفقودين وتقديم المساعدة في الحالات الانسانية.  وفي دول أخرى تسمى مديرية الدوريات ،او قوات التدخل السريع كما في تونس.  

1- تطبيق القانون.

2- حفظ الأمن والنظام.

3- تأمين السلامة العامة.

    4- الاستجابة السريعة للاحداث الجنائية والامنية.

    5- تعد النجدة من الاجهزة المعلوماتية توفر قاعدة معلومات عن الحوادث الامنية.  

              تاريخ استخدام الدوريات الآلية في العراق:

       كانت الشرطة العراقية منذ تأسيسها عام 1922 تستخدم الخيول في تجوالها ومراقبة المدن والاحياء والطرق والاسواق، وتنفيذ المهام والواجبات، وبدأت عام  1954  تسيير دوريات آلية ، وكانت قوة انضباط الشرطة أول من أخرجت دوريات آلية بسيارات صغيرة مخصصة لتجوال رجال الشرطة ومراقبة الشوارع والاسواق وكان يديرها المرحوم شهاب المختار الذي يعتبر المؤسس لانضباط الشرطة.

              

  أول مدير لشرطة النجدة بعد ثورة 1958  

    العميد عبدالكريم فتاح  القره غوللي يرحمه الله، كان اول مدير لشرطة النجدة بعد 1958 ويرى في (الصورة رقم1) حينما كان مدير تحقيق الادلة الجنائية وهو يسلم السيد على غالب خضر شهادة التخرج من الدورة الاولى لاعداد خبراء الادلة الجنائية 1971.

       عميد الشرطة عبدالموجود الصميدعي (ابو انس) الاول الى اليمين (في الصورة رقم 2) وهو من ضباط الشرطة اللامعين والمعروفين، خريج الدورة الثامنة لكلية الشرطة وشغل مناصب عديدة لعل اهمها مدير شرطة النجدة اوائل تاسيسها.. حتى انه سمّى ابنته البكر ((نجدة)).. تشرفتُ باللقاء به لآخر مرة في اسطنبول قبل سنوات وتناولنا الحديث عن ذكرياته في مسلك الشرطة..

     ومن ابرز ذكرياته قصة تكليفه يوم ١٤ تموز ١٩٥٨ من قبل مدير الشرطة العام المرحوم طاهر يحيى بنقل الأميرة بديعة شقيقة الامير عبد الاله هي وزوجها الشريف حسين واولادها الثلاثة محمد وعبد الله وعلي الذي طالب لنفسه بعرش العراق، والجميع التجأوا الى السفارة السعودية يوم  ١٤  تموز  ١٩٥٨  حيث نقلهم بسيارته المهندس عبد القادر رانية ومعه زوجته السيدة نجاة طعيمة وحينما علم قادة الثورة بانهم داخل السفارة السعودية طلب مدير الشرطة العام العقيد طاهر يحيى من الملازم عبد الموجود ايصالهم الى القاهرة وتم ذلك لأنهم يحملون جوازات سفر مصرية وقام المرحوم عبدالموجود بايصالهم الى القاهرة سالمين بعد أن طلب منه طاهر يحيى ضمان سلامتهم ..

           (الصورة رقم 2)  يبدو فيها كل من مدير الشرطة المرحوم صبيح السامرائي الى اليسار ومدير الشرطة المرحوم عبدالموجود عبد اللطيف الصميدعي على اليمين، وهما يتحدثان الى المستر أدوارد كينيللي من وكالة الانماء الدولية الامريكية وذلك بعد حفلة توزيع الشهادات على المتخرجين، وكانوا  31  من كبار ضباط الشرطة من 16 دولة، قد أنهوا أول دورة كبرى أعدتها أكاديمية البوليس الدولية الخاصة بوكالة الانماء الدولي والتابعة لوزارة الخارجية الامريكية،  وقد القى وزير العدل روبرت كندي كلمة في المتخرجين باسم الولايات المتحدة ثم تكلم مفتش الشرطة الباكستاني مظفر بكناش نيابة عن المتخرجين وليقدم هديتهم الى الاكاديمية وهي لوحة تذكارية تخليداً لذكرى أوكست فولنر المؤلف والمحاضر الامريكي ذائع الصيت دوليا في علم الجنايات ومن ضباط الشرطة الآخرين الذين تخرجوا أيضاً اثنان من كل من الأردن، واثيوبيا، وايران وثلاثة من الباكستان. الصورة والخبر من جريدة الفجر الجديد العدد 664 بتاريخ 25 آذار 1964

              معاناة شرطة النجدة في زمن الحصار بالتسعينات   

          عانت دوريات النجدة من مشاكل عديدة خلال فترة الحصار  المفروض على العراق  1990  الى  2003  حيث تقلصت اعداد اليات  النجدة وكذلك انقطاع الادوات الاحتياطية والعدُد مما ادى لتقليص دوريات النجدة في الشرطة فبعد ان كانت دوريات النجدة في الثمانينات في محافظة بغداد بحدود 200  دورية انخفض العدد الى اقل من خمسين دورية وبامكانات ضعيفة جدا مما اثر على مستوى ادائها.

            تحية لابطال شرطة النجدة في بغداد والمحافظات وهم يؤدون واجبهم الوطني  في خدمة المواطن وتقديم العون للمحتاجين للنجدة والعون،  والرحمة لشهداء النجدة الذين سقطوا شهداء بسبب اداء واجباتهم في حفظ الامن والنظام.  

مقالات ذات صلة