تحقيق

(4-4)الاحتلال الأميركي للعراق..أسرار ظهرت..وأخرى تنتظرُ الظهور..

أحمد منصور، معركة الفلوجة، 173.

31. همج بدون عمدة !

“عندما غادر بريمر العراق في حزيران/ يونيو 2004، بلغ عدد الجنود الخاصّين أكثر من عشرين الفاً داخل حدود البلاد. وأصبح العراق يُعرف بـ (الغرب الهمجي)، لكن من دون شريف (عمدة)، وسيتم التعاقد مع هؤلاء المرتزقة الذين استخدمهم الإحتلال رسمياً، بمبلغ سيفوق بانتهاء (سنة بريمر) الملياري دولار من الأعمال الأمنية، بما يصل إلى 30 بالمئة من موازنة (إعادة بناء) العراق. ولا يأخذ هذا طبعاً في الإعتبار الكيانات الخاصة التي استخدمت المرتزقة على نطاق واسع في العراق”.

جيرمي سكاهيل، بلاكووتر، 174.

 32. أرواح العراقيين ثمن لشجاعتهم

 “لقد قاتل كثير من العراقيين بضراوة وبإنكار للذات، لكن استعداداتهم كانت ضعيفة، حيث لم يكن هناك سوى القليل من المتاريس والعوائق في الطريق، والخنادق المضادة للدبابات، وحقول الألغام الواسعة، ومواقع الكمائن، والأسلحة الثقيلة المتموضعة والمخبأة، والأساليب الأخرى الشائعة في الحروب المدينيّة الناجحة، لقد دفع العراقيون أرواحهم ثمناً لشجاعتهم”.

الجنرال ويسلي كلارك، الإنتصار في الحروب الحديثة، 92.

33. العراقيون رجال شجعان

 “كان العراقيون يلحون على استعادة السيطرة على بلدهم، وبدأنا نسمع كلمة المحتلين تتردد مراراً، أنا لم أتوقع، كما قال نائب الرئيس وغيره من المسؤولين عن سذاجة، بأن العراقيين سوف يرحبون بنا ويصفوننا بالمحررين، وقلت في نفسي إن المكان الوحيد الذي يَلقى فيه الجنود الترحيب بالورود والأزهار التي تلقى على أقدامهم هو الأفلام السينمائية التي تحكي الحرب العالمية الثانية، العراقيون رجال شجعان وشديدو البأس عرف عنهم أنهم مستقلون ونالوا استقلالهم بقوة، أذكر أن الرئيس حسني مبارك قال لستيف هادلي ذات يوم:” أنا أعرف أنكم تريدون نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن لماذا بدأتم بالعراق؟، فهم الأسوأ”.

كوندوليزا رايس، أسمى مراتب الشرف، 282-283.

 34. لا تورط للعراق مع القاعدة

“وباستخدام المبالغة والتخويف سعت الإدارة – الأمريكية – ونجحت في خلق الإنطباع أن القاعدة والعراق يعملان معاً ويمثلان تهديداً واحداً موحداً للولايات المتحدة. أما تحقيقات اللجنة- لجنة الإستخبارات الأمريكية CIA – فتتكشّف عن شيء مختلف كلياً. وجدت اللجنة أنه لم تكن هناك معلومات موثوقة عن تورط العراق في هجمات 11/9 أو أن له معرفة سابقة بها، أو بأية عملية للقاعدة. وكذلك وجدت اللجنة أن العراق لم يقدم قبل الحرب أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو اية مواد أخرى لدعم القاعدة”.

لجنة تحقيق CIA، أحمد الجلبي والمجلس الوطني العراقي في تقرير المخابرات الأمريكية، 231.

35. أزالوا صدام وعجزوا عن توفير الكهرباء!

“وبصرف النظر عن تكاليف الإصلاح، فإن ما سُرِق ودُمِّرَ من تجهيزات عرقل أعمال توفير الكهرباء واستئناف إنتاج النفط، وزاد من اهتزاز مصداقية أمريكا لدى الشعب العراقي. ومهما يكن من أمر، ففي تلك المنطقة التي يتنفس أهلها نظرية المؤامرة كالأوكسجين، تساءل العراقيون: كيف تمكن الأمريكيون، في ثلاثة أسابيع من إزالة صدام حسين القوي الجبار ولكنهم عجزوا عن منع النهب أو إعادة الكهرباء؟، فلا بد أننا بنظرهم لم نشأ القيام بذلك، بل كل ما أردناه احتلال العراق!”.

دنيس روس، فن الحكم، 156.

36. إنت مو على بعضك!

 “في طريق العودة [من لقاء صدام فور القبض عليه من قبل الأمريكان] جلس [أحمد] الچلبي بقربي صامتاً فسالته: (أنت مو على بعضك)، فقد كان يبدو خائفاً وكأن هناك شيئاً يخشى كشفه، فقال:(فكرت في هذا الرجل -أي صدام حسين- أي مكانة عالية كان فيها وإلى أي مصير وصل!، والإنسان يجب أن لا يشمت بمصائر الآخرين، فأنا لم يكن بيني وبين صدام حسين أي موضوع شخصي، ولا أستطيع الإدعاء أن البعثيين ظلموني، كلا لم يظلموني، بل على العكس كانوا دائماً يتعاملون معي باحترام وتقدير، لكنني حزنت كثيراً لما حل بشعبي وبلدي بسبب موضوع الكويت)”.

عدنان الباچة جي، لمحات صحفية، 706.

 37. لمصلحة من تدمير العراق؟

 “يقول الأمريكيون أن ليست لديهم قوات كافية لاحتواء الحرائق، وهذا أيضاً غير صحيح، إذا لم تكن لديهم قوات، فماذا تفعل هذه المئات من الجنود المنتشرة في حدائق النصب التذكارية للحرب العراقية – الإيرانية القديمة طيلة النهار؟، أو مئات الجنود المعسكرين في حدائق الزهور لقصر الرئيس قرب جسر الجمهورية؟، لذلك كان أهالي بغداد يسالون: من يقف وراء تدمير الإرث الثقافي -هويتهم الثقافية المهمة- ونهب الكنوز الأثرية من المتحف الوطني، وإحراق السجلات العثمانية كاملة، والسجلات الملكية والرسمية، والمكتبة القرآنية، والبنية التحتية الواسعة للدولة التي ندعي أننا سنؤسسها لهم؟، لماذا؟، يسألون، لم يعد لديهم كهرباء أو ماء؟، لمصلحة من يجري تفكيك العراق، تفتيته، حرقه، تدمير تاريخه، تدميره؟”.

روبرت فيسك، الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة، 3/ 427.

 38. أسئلة تحتاج إجابات !

“ظهرت أسئلة بعد توترات وتقلصات عاشتها العاصمة الأمريكية بين السياسيين والعسكريين- بعد انتهاء الحرب على العراق- لعلها تعثر على إجابات في المستقبل: لماذا ترك قائد القوات البرية الجنرال تيمسكي منصبه ولم يجدد مدة خدمته كما عرض عليه؟، ولماذا اعتذر قائد القيادة المركزية الجنرال تومي فرانكس عن قبول منصب وزير الجيش الذي عرضه عليه دونالد رامسفيلد، ولماذا صمم فرانكس على الإعتزال دون أن ينتظر لكي يسبح وسط أضواء النصر بعد غزو العراق؟، ولماذا عهد بالقيادات الميدانية الكبرى الى جنرالات ينحدرون من أقليات عرقية هاجرت عائلاتهم أخيراً إلى الولايات المتحدة مثل: الجنرال ريكاردو سانشيز، الذي عين قائداً لقوات الإحتلال في العراق (وهو من أسرة مهاجرة من أمريكا اللاتينية)، والجنرال جون أبو زيد (وهو من أسرة مهاجرة من لبنان)، الذي عين قائداً للقيادة المركزية الأمريكية، بينما المعروف أن عماد القوات المشتركة باستمرار تقوم بها العناصر التقليدية ذات الأصول الأوروبية الواضحة؟، ولماذا ولماذا ولماذا؟”.

محمد حسنين هيكل، الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق، 437.

39. تدمير العراق بنيّة طيبة 

 “لقد ساعدت المعلومات الإستخبارية التي قدمها أحمد الچلبي وإياد علاوي على تعزيز قضيتي حكومة بلير وبوش ضد صدام في مستهل الحرب. وكان كثير من هذه المعلومات خاطئة. وفي الواقع إن الإدعاء غير الموثق للحكومة البريطانية والذي تبناه الرئيس بوش بأن صدام وفي خمس وأربعين دقيقة يستطيع أن ينشر أسلحة دمار شامل كان مصدره حركة الوفاق الوطني العراقي. وسببت هذه الحادثة غضباً في بريطانيا. وأوضح متحدث باسم علاوي وهو (نك ثيروس) في ما بعد بأن (الوفاق الوطني العراقي قد سمعت هذا الإدعاء من مصدر واحد ومررته إلى المخابرات البريطانية بنية طيبة)”. 

جون لي أندرسون، رجلنا في بغداد، 105.

40. وهم النجاة !

“كان اقتناع صدام بأن نظامه سينجو من الحرب هو السبب الرئيسي في أنه لم يجعل قواته تشعل حقول النفط العراقية أو تفتح السدود لإغراق الجنوب، وهما أمران توقع الكثير من المحللين أن يكونا من أوائل التدابير التي سيلجأ إليها العراق في حال تعرضه للغزو، كان صدام يدرك أنه إذا كانت حساباته الإستراتيجية صحيحة، فسيحتاج إلى النفط لدعم نظامه. وحتى مع عبور الدبابات الأمريكية الحدود العراقية، ظل التمرد الداخلي أكثر ما يخشاه صدام، ولإخماد أي تمرد بعد الحرب، فهو بحاجة إلى أن تبقى الجسور سليمة والأرض في الجنوب غير مغمورة بالمياه، وهكذا خطط صدام لتحركاته على هذا الأساس”.

فرانك هارفي، تفسير حرب العراق، 374.

مقالات ذات صلة