تحقيق

(4-3) الاحتلال الأميركي للعراق..أسرار ظهرت..وأخرى تنتظرُ الظهور..

مادلين اولبرايت، الجبروت والجبار، 170.

 21. إسفين أمريكي بين العراقيين

“كانت الخطوات التي تقوم بها الحكومة الأمريكية تدق إسفيناً بين مختلف الفئات في العراق. فقد أبلغ أحد الأصدقاء العراقيين لتشارلز دولفر بأن العراقيين في الماضي لم يكونوا معتادين على التفكير بأنهم شيعة أو سُنَّة لكن طريقة تطبيقنا للديمقراطية دفعت الناس إلى الإعتقاد بأنهم يستحقون قطعة من الكعكة تستند إلى عضويتهم في مجموعة معينة. لذا فإن الحركة بأكملها كانت ابتعاداً عن المركز. وكانت القرارات المتخذة تميل إلى تجزئة العراق لا إلى جمعه معاً”.

جورج تنيت، في مهب العاصفة، 437-438.

22. كانت النتائج كارثية

 “لقد تجاهلت سياسة بوش بعد غزو العراق نصائح عدد كبير من المستشارين العسكريين المهيمنين وأصحاب الخبرة في السياسة الخارجية، وكانت النتائج كارثية. وكان لدى هؤلاء الذين يديرون دفة السياسة الخارجية الفهم القليل لتاريخ وثقافة وأمور السياسة في هذا البلد، إضافة إلى تعقيدات التركيبة الإجتماعية للشعب العراقي والمنطقة بوجه عام”.

السفير إدوارد ب. دجيريجيان، الخطر والفرصة، 217.

 23. لارؤية جماعية لمكونات العراق

 “لا تشترك مكونات العراق برؤية جماعية تجاه الدولة العراقية، كما أنه ليس لديها قيم مشتركة، وكان حتمياً بالتالي أن يشبه وضع الدستور تفاوضاً على معاهدة سلام وليس وضع أسس مشتركة، كان الشيعة يريدون دولة إسلامية لها الكثير من مميزات النموذج الإيراني، وكان الأكراد مجمعين على رغبتهم في بلد مستقل في نظام فيدرالي مرن يمنح كردستان العراق أكبر مقدار ممكن من الإستقلال، وكان العرب العلمانيون يريدون بلداً موحداً مع منح بعض السلطات إلى محافظات محددة جغرافياً، وليس على أسس عرقية، أما العرب السنة فلم يكونوا ممثلين في مجلس الحكم، لكنهم كانوا يريدون بشكل عام عراقاً مركزياً كالذي كانوا يديرونه ذات يوم. هكذا كان الشيعة ينظرون إلى إيران كنموذج سياسي لهم، وكان السنة ينظرون إلى أقرانهم العرب، بينما كان الأكراد يتطلعون إلى الغرب”. 

بيتر و. غالبريت، نهاية العراق، 159.

24. مصالح أمريكا أولاً

 “تبين أن خطط أمريكا الهادفة لبناء الدولة العراقية تخدم في الواقع المصالح الأمريكية الإستراتيجية لا رغبات الشعب العراقي، لقد أوضحت أمريكا بجلاء لا لبس فيه عزمها على خصخصة جزء كبير من الإقتصاد العراقي. مع تقديم عقود الإعمار كهدايا من دون مناقصات معلنة للشركات الأمريكية الكبرى (العديد منها مرتبط بصلات مع البيت الأبيض وسيده) بحيث تغلق مسبقاً كل الخيارات المتاحة أمام أية حكومة وطنية تنبثق في العراق في نهاية المطاف”.

ضياء الدين سردار وميريل وين ديفيز، لماذا يكره العالم أمريكا؟، 15.

 25. كنز النفط العراقي

“إن السيطرة على الإحتياطيات النفطية العراقية سوف يعطي ميزات إيجابية على صعيد سوق النفط العالمي لكل من أمريكا وبريطانيا في مواجهة كل من روسيا وفرنسا والمانيا ودول أوبك، وبعبارة أخرى، أن فوائد السيطرة على النفط في العراق عظيمة جداً بالنسبة لبريطانيا وأمريكا، ولذلك ليس من السهل أن يتخلوا عن مخططاتهم العسكرية ونياتهم في السيطرة على كنز العراق النفطي”.

ف. ي. كرلوف، إمبراطور كل الأرض، 226.

 26. خيبة إدارة المشكلات

 “كانت طريقة بوش في إدارة المشكلات في العراق تثبت خيبتها يوماُ بعد يوم في تحقيق المهمة الموكولة إليها، كان يتلقى التقارير أولاً بأول وبانتظام، كان معزولاً عن واقع الأحداث على الأرض، ومن ثم فقد بدأ السقوط بفخ الإيمان بحنكته الشخصية، إن إخفاق بوش في فتح أبواب البيت الأبيض لأفكار جديدة في مرحلة ولايته الثانية، جعله بالفعل يبدأ في دفع الثمن”.

سكوت مكليلان، ماذا حدث داخل أروقة البيض الأبيض في عهد بوش وثقافة الخداع في واشنطن، 362-363، باختصار.

27. ما علاقة العراقيين بالإرهاب؟

 “أنا لا أعرف فيما إذا كانت هذه الحرب على صواب، كنت أفكر، هناك في الصحراء، عما نفعله، أنا ضد الأرهاب، ولكن ما علاقة هؤلاء العراقيين بالإرهاب؟، أعتقد أن وراء ذلك كله هو النفط، ألا ترين؟، فوضى. الوزارة الوحيدة التي قمنا بحمايتها هي وزارة النفط، البقية نهبت واحرقت، عندما كنا في إحدى الدوريات لاحظت أن العراقيين يظهرون العداء لنا، كانت وجوههم تقطر بمرارة. لم نعد مرحبّ بنا، ماذا تعتقدين؟”.

حديث لجندي أمريكي، مئة يوم ويوم في بغداد، 328

28. لابد من إصدار الأوامر

 “عندما أعود بالذاكرة إلى ما حدث في الماضي، فإنني أدرك أنه كان يتعين عليّ أن أصرّ على إجراء المزيد من النقاش والبحث في أوامر جيري، وبخاصة فيما يتعلق بالرسالة التي يمكن أن يمثلها تسريح الجيش وبالطريقة التي كان يمكن أن يؤثر بها إنهاء عهد حزب البعث لدى الكثير من السنّة. أما الفترة الطويلة التي قضاها أحمد جلبي في المنفى، فقد تبين أن برنامج إنهاء حزب البعث كان له تأثير عميق على الكثيرين بدرجة أكبر مما كنا نتوقع بما في ذلك الطبقة المتوسطة من أعضاء الحزب مثل المدرّسين. لقد كان من الممكن أن نصدر الأوامر بشكل أو بآخر على أي حال. فقد كانت هناك دعوات قوية تطالبنا بذلك. وكان أي بديل عنها من شأنه أن يخلق مجموعة من المشاكل المنفصلة عن ذلك السياق، ولو أن الشيعة فهموا إننا لم نكن جادين في تصميمنا على وضع نهاية لعهد حزب البعث لكانوا قد انقلبوا على التحالف ورفضوا الهدف المتمثل في إقامة دولة عراقية موحدة تنعم بالديمقراطية، وانحازوا إلى جانب إيران، والواقع أنه لم يكن ثمة وسيلة تتيح لنا أن نعرف بشكل مؤكد ما كان يمكن أن يحدث، غير أن مناقشة هذا الأمر كان من شأنها، على أي حال، أن تجعلنا مستعدين بدرجة أفضل لمواجهة ما طرأ بعد ذلك”.

جورش بوش، قرارات مصيرية، 345-346.

 29. أُقْتُل من أجل حكومتك.

 “سمعت جندياً يقول إنه تكلم مع قسّيسه حول قتل العراقيين، وأن القسّيس قد قال له إنه لا بأس بالقتل من أجل حكومته طالما أنه لم يستمتع بذلك!، بعدما قتل أربعة رجال على الأقل، سمعت الجندي يقول إنه بدأت تراوده شكوك، وقال: (أين الموضع الذي ورد فيه أن المسيح قال إنه لا بأس بقتل الناس من أجل حكومتك؟)”.

إليوت وينبرغر، ما سمعته عن العراق، 63.

30. الفرار من الموت

“هل شاهدتم قبل ذلك أناساً يفرون من الموت؟، المشهد لا يمكن أن يوصف، إنهم جميعاً كانوا يريدون الفرار من الموت الذي أصبح يتخطف الناس في الفلوجة من كل مكان في المدينة. يخطف الرضيع من على صدر أمه برصاصة قنّاص، والأب من بين أبنائه بقذيفة، والطفل وسط إخوانه بشظية، والعائلة كلها بصاروخ، إنه الموت قادم يدوس فوق المنازل والبيوت، جاء به بوش وجنوده إلى أهل الفلوجة الذين كانوا آمنين مطمئنين يعيشون مثل كثير من الناس، لكن الآن كل شيء تغيَّر، الكل يريد الهروب من الموت”.

مقالات ذات صلة