إبداعثقافة وفنون

يا أيها المكتوبُ فــي أعناقنا…أنتَ الكتابُ وكلّنا قـــــــرّاءُ

                 شعر: الدكتور أنس الدغيم*

وشّيْتها ذهباً وراقَ الماءُ

             في كأسِها فتسابقَ النُدَماءُ

القاصراتُ الطرفِ من خَفَرٍ لها

              دِيَــــــــــــــمٌ وأنت لمائهنَّ إناءُ  

يهمِسنَ بالمعنى ويُمسكُ بعضها

              خجلاً فلا ألِفٌ يُرى أو باءُ

يا ماءَ بدرٍ لو لمستَ قصائدي

              سَقْياً لزهرِ قصائدي يا ماءُ

آنستُ نارَك فالتمسْ لخواطري

             قبَساً يضيءُ القلبَ يا سيناءُ

ترِبتْ يدايَ إذا حُرمتُكَ شافعاً

             ومُنعتُ حوضَكَ أيها السقّاءُ

يا أيُّها المكتوبُ فــي أعناقنا

             أنتَ الكتابُ وكلنا قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرّاءُ

إي يا ابنَ عبداللهِ ما بلغَ الهوى

             منكَ الّذي يرجو ولا الشعراءُ

كمْ غادرَ الشعراءُ من نظمٍ وكمْ

          راحوا على طرق البيان وجاءوا

وتظلُّ في كل القلوب محمّداً

           الصمتُ فيــــــكم والكلامُ سواءُ

صِلني فوافقري إذا لم ترضَ عن

           وصلي وترضى القبّة الخضراءُ

وإذا قريشٌ لم تسعك بيوتُها

          فالشِعبُ قلبي والفدا الأحشاءُ

يا أمّ معبدَ ليتَ قلبيَ خيمةٌ  

                 لتدوســــــــــــها بنعالِها النزلاءُ

يا سيّداً ومحمّداً يا فوقَ أنْ

              ترقى إليك الأعينُ العميـــــاءُ

همْ حاولوكَ فلم ينالوا وانتهوا

         وسموتَ حتى لا تُرى فاستاؤوا

لم يعرفوا قدر النبوّة فارتقوا

             عبثاً لكي يصلوا إليــــك فباؤوا

وتسلّقوا سورَ الجلال فأتبعوا

          بسهام صدقٍ من يديك فساؤوا

لتظلَّ في خَلَدِ الزمانِ محمّداً

           مهما جنتهُ رســـومُهم وأساؤوا

هم حاربوكَ فأنتَ أوّلُ قومنا

           ليموتَ في أفقِ الشعوبِ ضياءُ

هم حاصرونا فاستفاقت أمّةٌ

                 في كل قلبٍ واســــــــــتبدَّ لواءُ

ولكي يظلَّ الدينُ هانتْ أنفسٌ

              وتوسّــــــدتْ هذا الترابَ دماءُ

فنموتُ ألفاً كي تعيش عقيدةٌ

               ونُهدُّ ألفاً كــــــــــــــــــــــــــــي يتِمَّ بناءُ

فليحبسوا صوتاً سيقوظ ليلهمْ

           من صُبحِ أرضِ الرافدينِ قُباءُ

وليشعلوا حرباً سيطفئُ نارَها

           حاميــــــــــــــــــــــــمُ والأنفالُ والإسراءُ     

وستعلنُ الدنيا قيادتنا فلا

           نامتْ عيــــــــــــــــــــــونٌ أهلها جبناءُ

إنْ شئتَ سلْ عنا تُجِبْكَ الصيـ

           نُ عن أخبارنا وتردُّدُ الحمراءُ

سلْ: أيُّ بحرِ ما لهُ من رَوْ

             حنا موجٌ ونجمِ ما له لألاءُ

نسقي الورود الظامئاتِ بطيبنا

              فمِنَ العيونِ الباكياتِ الماءُ

فإذا لبِسنا للحروبِ دروعَنا

              فمنَ الدماءِ المسكُ والعُرَفاءُ

ضاقتْ على وجهِ الثرى حَمَلا

             تنا فلهديها في العالمين رُخاءُ

فسيوفنا حمراءُ من وهْجِ الهدى

                 وقلوبنا من وهجْهِ بيضاءُ

في بيعة الرِضوانِ كانَ لقاؤنا

                  وعلى تخوم الروم كان لقاءُ

فرجالنا عند المعاركِ عامرٌ

                   ونساؤنا عند اللقا خنساءُ

غنّى لنا رملُ الحجازِ وأزهرتْ

                  جرّاءَ خيلِ محمدٍ سيناءُ

منْ كان في هذا الوجود محمّداً

                   أو منه فالدنيا له دهْمَاءُ

مولايَ ذكرُ الخالدين مفازةٌ

                تُرجى ووصلُكَ للقلوبِ رجاءُ

الباقياتُ الصالحاتُ وما وحوتْ

                  من غيرِ حبّكَ ما لهنَّ بقاءُ

 فعليكَ من ديمِ الصلاةِ هواطلٌ

                    مُزْنٌ ومِنْ ديمِ السلامِ رواءُ

ــــــــــــــــــــــــــــ

*في حفلٍ عراقي لتكريم الرعيل الأول من علماء العراق أقيم في اسطنبول، السنة الماضية، ألقى الدكتور الدغيم من أبناء سوريا الشقيقة الغالية، قصيدته الرائعة بحضور أ.د. الشيخ عبد الرزاق السعدي، وحضره أيضاً صديقنا الشيخ زيد عبد الكريم المطر، شيخ عشيرة البو أسود في سامراء، إضافة الى مشاركة عدد كبير من الشخصيات العربية والعراقية والإسلامية. ومن يبحث عن القصيدة بصوت الشاعر فليزُر موقع الشيخ زيد على الرابط:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100006134709167

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى