بوح ” المگاريد” يفنّد المزيد من كمائن الأغبياء!!*

ــــــــــــــــــــــــــ نصوص بقلم: أ.د مزهر الخفاجي ـــــــــــــــــــــــــ
أيتها السماء ..
تعرفين أنّ الفقراء المگاريد..
قلوبهم بيضٌ لم يمسسها (الدغش) ..
هم كلأمتِهم في الزهد..
يعرفون أنهم واقعون
على الموت ..
أو أن الموت واقع عليهم ..لا محال
ايتها السماء …
هلا أخشعتِ قلوبَ العالم …
وأخرجت ما بداخلها من حب ..
أيتها السماء.. هل لامستِ ..
قلوب البشر فهي صلبةكالحجار .. كما يقول (معروف الكرخي)
قاسية كالحجر كما يقول (الحسين الحلاج )
أمطري أيتها السماء..
برداً من حب كي تعود القلوب كما كانت…
وجِلة من ذنوبها..
لا حقد فيها كما يقول (جُنيد)…
نعم ..الزمان هو الزمان نفسُهُ …
لا يتغير ..لكنَّ الانسان هو الذي يتغير..
فلا تُحمِّلوا الأفكار.. وزرَ ما فعل الإنسان بها…
فحوّلها الى ذنوب..
المگاريد…
صوفيون باللاشعور..
يحولون الثورة والتمرد…
الى شعور ذاتي بالذنب..
مَنْ..يجلدُ مَنْ…
هل الافكار تجلد الإنسان؟..
أم الأنسان هو الذي يجلد أفكاره؟..
لا عليكم..تعالوا أغني مع المگاريد.. صوفية العصر…
هم علموني البكاء..
ما كنت أعرفهُ..
يا ليتهم علموني ..كيف أبتسمُ..
هم أرضعوني ..لُبان الحُبِّ في صغري…
وعندما تعلقت روحي بهم..
فطموني…
******
أرجوك..
لا تجعل طيبتَك ..كتاباً مفتوحاً للجميع..
فهناك أشخاصٌ ..
لا يستحقونَ..حرفاً منه..
لحظة من فضلكم..
الكلام هذا ..لا ينطبق على المگاريد..
فقلوبهم ..وأعمارهم ..
مباحةٌ ..بلا وجلٍ..
وكي نكمل سردية المگاريد..
كان علينا ..أن نُحسن الظن “بالسند”..
والمگاريد لا سند لهم..
إلا التوكل على الواحد الأحد..
ونوايا بيض..
وهم لا يؤمنون بالقيل والقال…
رغم أن البعض ..يسميهم غوغاء..
ويعطف على بعضهم..
فيسيء الظن ..ويسميهم بـ(الدهماء)…
وليس بعيداً عن هذا..
نقول:-
أن للمگاريد رواياتهم..
التي تعبر عن كنه محبتهم..
وهم لا يحتاجون فيها ..
الى “سند”..
التي يكتبونها ..بدموع عيونهم..ويبصمون عليها ..بالعرق المتصبب من جباههم تعباً..
ولهذا فهم ..لا يُمتحنون بانتمائهم…لأهلهم والوطن..
فكثيراً ماغنوا:-
بگد حبي إلَكْ ..آنة أعرف تحبني ..
أبدْ ..ماتلگة مثلي ..يحبك بهالكون..
وإذا تلگة مثلي ..گوملي وسبني..
شتم ياوطن..أدريك تحبني..
ألف روحي جگاير..
وأنت تشربني..
هل تحتاجون ..الى “سند ” …
لدعم روايتهم ..بعد الآن.
******
أرجوكم…التمسوا العذرَ لي……مرةً أخرى
سأواجهكم و“ المگاريد“… بالحقيقة ………………
هل صحيح…أننا يجب أن نحترم رأي الأغبياء…. لأنهم الآن اكثر من ذي قبل….. حتى أنهم أصبحوا أغلبيه!!!!!!………….
وستسألونني.. وماذا بشأن المگاريد… هل هم الأغلبية المَقودَة؟؟؟
بعد أن خانت الحرية، أغلبهم …..وخذلهم …….المدعو الوعي!!
ففرطوا بالوطن ..
وستقولون ..لماذا..ومتى..وكيف..(سأروي لكم قصة الزمان باختصار..
……كان ياما كان…
…لم يعد أحد كما كان…)
قُلِبتْ مفاهيمُ الحياةِ وبُدّلتْ………………….
وتغيّرت في عصرنا الأشياءُ………………..
مهلاً..( الزبدة لم أقلها بعد؟
سيتقاسم كل من المگاريد.. والأغبياء الوطن…وسيتخاصمون على
مفهوم العدل…… ومعاني الحرية…….
لكن الألم الأصعب كما يقول صديقي (برتراند رسل)؛
يمكن أن تعيش المجتمعات …جاهلة.. ومتخلفة..لكن الأخطر أن يرى المگاريد والأغبياء والغُمّان..…جهلهم مقدساً)……………. إذ لست بحاجة ..للتهديد بجهنم…كي أكون حسن الأخلاق!!!!!؟؟؟؟؟؟
******
كيف صار ..الفقراءُ مگاريدَ؟
البعضُ يقول ..
تشكّلوا ..شيئاً فشيئاً
بعد هوان زمانهم عليهم..
وفي روايةٍ أخرى..
يُحيل الأمر..
الى خيانة ..أولي الأمر لهم…
وفي رواية ثالثة..(لدغفل) ..او (الجرهمي) ..
يقولون:-
إنما الأمر يعود الى أن الناس…
اشتغلوا ..فتضيق عليهم القول..
إن همة السفهاء ..الرواية
وهمة العلماء..الدراية..
فكان على الفقراء..
أن يشتغلوا بالدرايات..
لا الروايات..حتى أدمنوا قول المُغني..
(آحا ..يمن كنا ..وكنت)
أيها المگاريد ..
لا تشغلوا بالكم ..بالقال والقيل..
ولا تصدقوا كل الروايات..
فأنا مثلكم أرى..
أن الرزق ..
يطلبُ أناساً ..لم يطلبوه؟؟..
وينفر من أناسٍ ..
يطلبوه!!..صباح مساء..
وصحيح أنهُ قدر..
لا حسابات لهُ..
لكننا نستحقها ..الحياة..
نستحقها ..الجنة..
فلماذا ينابزنا الدهرُ..
وهل صحيحٌ ما يقوله (خالي):-
(الدهر خَوّان)..
أم أن (ابنادم على بنادم تسودن)..
كما يقول (أبو العتاهية العطواني)..
لا عليكم ..دعوني أنفض..
غبار الحزن ..وأقول:-
…………………….
لا تنصح غشيم ..
تصير مكروه..
بوكت شاخت الدفله..
على السنابل..
النفس ما ينطي عطوه..
بعركة الشوگ..
آنه المذبوح..ليش بدمي أجامل…
******
هل صحيحٌ ..
أن بعض البشر مثل الرياضيات …
الحل في تفكيك نواياهم طويل ..والقيمة صفر ..
دعكم من شجني المتطاول …
لن ألتفت إلى الوراء ..
لأنني لم أتعلم أن اظلم احداً…
رغم ماشهدتهُ..أيامي من قسوة..
دعوني أذكركم…
بما قاله الخال(فولتير)..
علّهُ يشفع لي..ولكم..
إنّ كل أنسان..هو نتاج للعصر الذي يعيش فيه..
إلا المگاريد…
فهم يسبقون زمانهم..
لأنهم كانوا ..ومازالوا..
شُهوداً عليه..
وأنا اتدحرجُ في أفكاري..
رفعَ أحد العارفين يديه..
مبتهلاً وقال:-
(سيأتيك حقك..ولو بعد حين.. والقيمة عند الله..
لا أعرف قدرها..)
نحن الفقراء..نجوع..
نشقى..
نحزن..
لكننا لا نموت ..
لأنا في صبرنا ..حجة الله على خلقه ..
أدري ستقولون ..
لم يبقَ لنا سوى ..
الوطن فهو رغيف خبزنا..
……………………..
أغني بشجن أهلي ..
وأقول…
عمي ..مو حلوين ..
بس نرفع الراس..
وياما ياما..شگد تعبنا
ويه الترف..
عمي هسة ابتليت..
وصرت هيج ..
أدعوا لي الله..
بلكي يصنعني غني..
******
يعجبني فيك..أنك
تحسن البوح..أو قل النجوى……………
لكن .. بالله عليك….(لا تشرُشحْ)روحك الى ……هذا الغد.. يا صاح ما الذي يسمع .. وما الذي تريد أن توصله؟ لقد فطمَكَ أهلك على ناموسهم السرمدي الذي ختموا فيه .. حبلَك السري بقانون ( خل نفسك بعز دومو …….)
هذا ما كتبته لي ..إحدي زميلاتي…وأردفت…قائلة
يكفنها جلد…………….
انتبه ..فأنت مثل المگاريد تسرفون..في الأعتذار..
فانتزاع السهم..من الجرح…………………!!
أكثر وجعاً من اختراقه؟؟
قلت لروحي …صاحبتي..لا تفرق بين الجلد و البوح…رغم أن الإثنين من طينة واحدة .. وحبي للخير
نعم الخير للغير جهاد..لا تقدر عليه كل النفوس……..!!
كعادة أهلي في الحنوب…حين يصيبهم الضيم..لا ..يشبهون بانفعالهم قبائل (الزولو) ..ولا يستحضرون الحقد مثل قبائل(الهون)… هم يجيرون على أنفسهم بالصبر….
يصرخون ..حزنا حد(الثغيب)…
أو يغنون
..حد النحيب..فهم يقولون : (اكتل وحشتك..بمداور الحسبات…..
وأروي ضماك سكتة
بعبرة عيونك )
بنادم .. بنادم .. داده بهيده أعله بختك لا تعتّ بي روحي انْحِلتْ ……
******
لا تستفز فرحك..
وأبعد عنهُ…آفة الشبهات..فالمتربصون كُثر….
فالموقنون بحلوله غداً…أو ربتما بعد غد……
مشغولون بالكدحِ..
فهم موعودون بأن يلاقوا الله غداً…أو بعد غد..
والمگاريد..موقنون..
من أن الفرح الشارد هذا….
لا القوة تضمنهُ…ولا العجز يلغيه…
لا ..الأخذ يزيده..
ولا العطاء يفنيه..
إنه قدرهم المتعالي..
الذي لا يبالون به…
تدهشني ..وانا أمر بسوق المگاريد..الحكمة التي يرفعها ..أحد الباعه ..
التي تقول:
وتضيق وكأنها لم تتسع..
وتتسع وكأنها لم تضق يوماً….
ويحي لم أحدّثْ روحي
لا شيء أسوأ من ..أن يحضر بيننا الذي لا نريد..ولا شيىء أجمل..من أن..يطرق بالنا فرح طريد
سنين اشرب دمع .. واكل بصابيعي
واحسب بالعمر ..
واهمس تجاعيدي ..
الا ليت الشباب يعود يوماً ..
لا ليعود .. لان شفت الوكت شمسوي بوليدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*سيلٌ روحي يوميّ لا انقطاع له، أو قلْ هو تكوين شعري ينزعُ إلى أنْ يشكّل نفسه على هيئة ملحمة، لا أدري متى تنتهي وكيف؟!…ذلك هو بوحُ صديقنا الشاعر الأستاذ الدكتور مزهر الخفاجي، لكنّه بوحٌ يرقى إلى تفجّراتٍ صوفية، تندّك فيها الذات لتتجوهر القيّم، وتتلاشى فيها خسائر الجسد، لتتراءى مباهجَ الروح.
لا يمكن أنْ أفهم (تجلّيات الخفاجي) إلا على أنّها تعبير عن الحضِّ على الإصصدام بالحياة من أجل إعادة صنعها، تماماً كما يقول الجواهري:
إن الحياة معاناةٌ وتضحيةٌ
حبُّ السلامة فيها أرذلُ السُبُلَ
برغم أنّه القائل أيضاً..وفي القصيدة نفسها:
لا تنسَ أنّكَ من أشلاءِ مجتمعٍ
يَدينُ بالحقدِ والثارات والنِحلِ
أخي العزيز الدكتور مزهر، لم يصادفني من قبل ما تدرُجُ عليه منذ نحو سنة أو أكثر في الكتابة الشعرية المتواصلة التي تتباين مفرداتها ومعانيها ودلالاتها، لكنها –برغم يوميّتها تقريباً- لا تكرّر نفسها إلا لتؤكد العزف على الأوتار نفسها التي اخترتها لتنشئ مناخاً إيقاعياً واحداً لملحمة شعرية في تصوراتها وصورها وتشكيلاتها اللغوية، ربما هي حتى الآن تعدلُ ما يمكن أنْ يُطبع في عشرة دواوين من نسق ما كتبه نزار أو درويش أو القاسم أو الفيتوري أو عبد الصبور..أنت لا تنتمي لأحد، فاللغة التي تكتب بها أشبه ببركان يتدفّق من غير توقف..أيها المبدع بحق، ننتظر منك المزيد.