تحليل معمّقتحليلات

المفكّر الأستاذ حسن العلوي أشهرَ (سرَّ الخلاص) في كتابه صراع الأجناس!

  “برقية”-خاص: أنا شخصياً قرأتُ جُلَّ ما كتبه أستاذنا حسن العلوي في قديمه وجديده. ولم يفتني من حواراته التلفزيونية شيءٌ، وقبل سنين ليست بعيدة، أجريتُ معه حواراً في بيته بأربيل، نشرتُه في صحيفة (الغد)، وتعرّفتُ إلى نجله النبيل (عمر) وولديه باديي العبقرية التوأمين هادي وهيا.

 سِنُّ العلوي الآن تناهز التسعين، أدامه الله، وأبقاه ومتّعه بالعافية والسداد. وأرى أنّ الاحتفاء به يجب أنْ يكون لا على غرار ما احتفى الجميع بلاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم، إنما أزيدُ عطاءً، وأشدّ مبالغة، ذلك لأنّ العلوي عِدْلُ منتخب العراق لكتابات الرأس، فقد حقق ما لم يحققه غيره (في مضمار الثقافة الحقيقية، المبدعة، الخالقة، المؤثرة في المجتمع بأسره)، أي بوزن ما أنتجه السوسيولوجي العالم علي الوردي، والكاتب السياسي المفكر المبدع سعد البزاز، ذو العطاء الاجتماعي الثر، وغيرهما من قامات العراق!.

  وفي عودة إلى كتاب العلوي (شيعة السلطة وشيعة العراق-صراع الأجناس)، المطبوع سنة 2009، وجدتُ أنّه كشفَ للعراقيين (باسوورد) أو كلمة سر عملية الخلاص العراقي من أزمته الحالية. وعن هذا السر أي عنوان (شيعة السلطة، وشيعة العراق) يقول العلوي: ((فلعل فيه، إجلاءُ الغموض، ودرءُ الأذى عن شيعة العراق في العالمين العربي والإسلامي، المتّهمين بأوزار سلطة تعمل بهويتهم، وهم لو راجعنا تاريخ الأمس العراقي، مثل سُنّة السلطة الذين حكموا في العراق البريطاني، فاستأثروا بامتيازات الدولة دون سُنّة العراق، وعقدوا المعاهدات والأحلاف، واتفقوا مع القوى الأجنبية ضد مصالح شعبهم، فتصدّى لهذه السياسة الخرقاء، معارضون وطنيون سُنّة، وقادة عسكريون سُنّة، وشكلوا أحزاباً تتسع للعراقيين الوطنيين إلى أن تمكّن سنّة العراق من إنهاء حكم سُنّة السلطة، بعد سلسلة حركات وطنية كان قادتها ومعظم ضحاياها من أهل السُنّة، كحركة اللواء بكر صدقي 1936، وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941، وثورة تموز 1958 التي كان معظم قادتها ضباطاً من سُنّة العراق، كزعيمها عبد الكريم قاسم، ونائبه عبد السلام عارف، وزملائه رجب عبد المجيد، وعبد الوهاب الأمين، ومجيد السبع وآخرين..)).

  ولخّص العلوي ميكانيزمات (سرّ الخلاص) بالتعريف في مقدمة كتابه قائلاً: ((الكتاب مشروع لفصل شيعة السلطة عن شيعة العراق وتبنّي كاتب وسياسي شيعي فكرة أن ينهض شيعة العراق لتصحيح أوضاعهم مثلما حدث لسُنّة العراق الذين أنهوا عصر العراق البريطاني، وإشاعة مفهوم شعبي لدى عامّة الشيعة بضرورة العمل على نيل حريتهم، ورفاههم، وتمتعهم بخيرات بلد نفطي، وشمولهم بتوزيع ديمقراطي عادل لتمثيل عادل في إدارة الدولة وإخراجها من حيازة ضيقة وفاسدة)). وفي إطار تشوّفاته يرى الأستاذ العلوي المستقبل قائلاً (إنّ شيعة السلطة أجناس وسلالات سحيقة… وشيعة العراق جنس واحد يريدونه مسحوقاً… وهو لا شك ساحق!)).

   أستاذنا العلوي، الذي قاطعني هاتفياً بعد إحجامي لثلاث مرّات عن العمل في مشاريع (صحفية-سياسية)، حدّد سنة 2009 في كتابه (شيعة السلطة، وشيعة العراق-صراع الأجناس) مرحلتي:

  -الفصل بين الشيعتين.

  – نهوض شيعة العراق بمهمة إسقاط شيعة السلطة، تماماً كما أسقط سُنّة العراق سُنّة السلطة.

   وكما قال الأستاذ العلوي: فإذا بلينا فلا تبلى السطور الطوالعُ!.

                                       أربيل-صباح اللامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى