تحليل معمّقتحليلات

 الصدر يراهن على اختبار (ساعة الصفر) للانتقام.. والإطار الفاشل يجرّب ما يشبه (الانقلاب المُنظّم)!.  

“برقية”-بغداد: ضاقت الدنيا بما رحُبت على جماعات الإطار في بغداد (المالكي، الخزعلي، الحكيم، العامري) ومن هم في عُدادهم، ليس لأنّ مقتدى الصدر (يقلّيهم بطاوته) منذ شهور، فصار الجميع يدورون حول أنفسهم كثيران المطحنة، إنّما لأنّ المالكي يقود الإطاريين إلى ما يشبه (الانقلاب العسكري) خشية أنْ يتعرَّضوا ذات يوم لاجتياح بيوتهم ومكاتبهم في المنطقة الخضراء، وحينئذ يُحرِق الصدريون ومن ينقادون إلى مشاركتهم الأخضر واليابس وليس من المرجّح أنْ يُبقوا المالكي والخزعلي على نحو أكيد طليقين!.    

       ويبدو أنّ إجراءات الأمن المشدّدة جداً في مركز بغداد وفي جميع المنافذ المؤدية الى (المنطقة الخضراء) بذريعة توفير الأمن لجلسة البرلمان، مرتبطة أولاً بمخاوف امتداد الهيجان الصدري إلى كل مشارك في عملية التفاوض السرّي بشأن تشكيل حكومة عاجلة، تتأسّس على سكتي تغييب رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، وإبعاد كل من يتناقض في أدائه وسلوكه ومبتغاه مع (اشتراطات الإطاريين).

    وفي خضم هذه الأجواء التي تنتظر صعقة واحدة، تشعل الحريق بين الصدريين وخصومهم، فيما ستبقى الكيانات السياسية الممثلة للسُنّة والكورد “حائرة الموقف” وإنْ كانت ستفضّل التفرّج في مراهنة على خروج جميع الأطراف الشيعية أكثر وهناً فيما سيظل طرفا النزاع العصيب برمتهما (بضمنهم أتباع الصدر) متوجّسين من احتراق الشارع، وتمكّن التشرينيين من الدخول بقوة لمعادلات الصراع على السلطة لشلّ حركة المرتبطين بإيران، لاسيما الميليشيات، خاصة وأنّ متغيّرات الشارع الإيراني، التي هتفت بموت خامنئي وداست صوره وصور قاسم سليماني وأحرقت، وجابهت الحرس الثوري، وعناصر الشرطة والاستخبارات التي مارست القتل العلني فأزهقت أرواح أكثر من 100 إيراني، وجرحت الألوف، وسجنت عشرات الألوف من الشبّان والمنتفضين الذين أقسموا أنّهم لن يتركوا الشارع حتى إسقاط النظام.

   ولأنّ إسقاط النظام الدكتاتوري الإيراني ليس أمراً سهلاً، إلا أن الشعوب الإيرانية (الأكراد، والعرب، والبلوش، والآذريين، وحتى الفرس) قدّموا المثال الشعبي الرافض بالإجماع للحكم الديني الطائفي المتخلف الذي ورّط الإيرانيين بالحروب والتدخلات المشينة في شؤون الدول العربية لاسيما لبنان وسوريا والعراق واليمن، فضلاً عن محاولاته الفاشلة لـ(تمدّد مشابه) في الأردن السودان ومصر وفلسطين والبحرين والسعودية والكويت والمغرب، بهدف نشر التشيّع الصفوي والإرتكاز الى (جيوب مُموّلة ومسلحة نائمة) تنشط ساعة تُدعى إلى إحراق البلد الذي تكمُن فيه!. 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى