غيابُ “القائد”..ودونكيشوتُه ينازلُ طواحين “الإطار”.. والشارع يسخر من تحقيق الكاظمي!

“برقية”-خاص: في أوّل تناقض صارخ بين ما قاله زعيم التيّار مقتدى الصدر (القاتل والمقتول في النار!!!) وبين ما أعلنه لاحقاً وزيرُه الذي انتقدَ ممثلي (الإطار الوقِح) بمحاولة تشكيل (حكومتهم الوقحة) فيما (دمُ المعدومين غدراً من المتظاهرين السلميين وبطلقاتِ ميليشياتهم القذرة لم يجف)، طبقاً لما جاء في بيانٍ صَدَرَ الأربعاء باسم صالح محمد العراقي!. ويزعم محللون أنّ مقتدى الصدر تراجع عن (فتواه) غير الرصينة، حيال تذمّر عوائل الشهداء عبر (وزيره) الذي هو نجلُ أخيه (مرتضى) الوحيد الباقي، بعد مقتل أخويه مؤمّل ومجتبى مع أبيهما سنة 1999.
وهاجمَ وزيرُ الصدر أو دونكيشوتُه كلاً من نوري المالكي، وقيس الخزعلي، وهادي العامري، وعمّار الحكيم، والباقين من أقطاب (الإطار التنسيقي) و(قادة ميليشيات الحشد) واصفاً وقاحتهم بأنها (ما بعدها وقاحة)، وتابع (فلا دين لهم، ولا أخلاق ولا يتحلّون بقليل من شرف الخصومة). وأضاف مشدّداً (تلك ثلّة عشقت الفساد والمال والرذيلة، وتغذّت عليها كالدابّة). ووصفَ مراقبون ومحللون سياسيون هذه الشتائم بأنها لا تغني فتيلاً، فالشارع يعرفها ويعرف أصحابها سواءٌ أكانوا من الإطار أم من التيار. وأوضحوا قولَهم إنّ وزير الصدر إذا استمرّ على هذا المنوال، فليس من المستبعد أنْ يتجدّد النزاعُ ثانيةً، لاسيّما أنّ (أتباع الصدر) يشعرون بالخيبة والخسران والخذلان، وهم فيما يبدو كذئابٍ جريحةٍ متعطشةٍ للانتقام!.
وأكد وزير الصدر في معرض نقده الشديد لأطراف (الثالوث الوقح) قوله: (حانت بشائرُ زولها). وقال(إذا لم يعلنوا الحدادَ فليعتبروني والتيار من اليوم عدوّهم الأول بكل السُبُل المتاحة)، ووجّه نداءً لـ(الجارة إيران، أنْ تكبح جماح بعيرِها في العراق)، وهدّد قائلاً: (وإلا فلات حين مندم)، إلا أنّه لم يسمِّ (بعيراً) بعينه!.
وبحسب ما يدور في أوساط الصدريين فإن تغريدة وزير القائد الأخيرة تضمّنت إشاراتٍ للعودةِ الى الشارع ومنع الإطار التنسيقي من تسريعِ مسعاهُ لتشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ برئاسةِ محمد شياع السوداني. وكانت اشتباكات الخضراء التي استمرت لنحو 18 ساعة قد أسفرت عن أكثر من 30 قتيلاً بالإضافة إلى عدد كبير في الجرحى ناهزَ المئات!. وما فتئ الشارع العراقي يسخرُ مما أعلنته حكومة مصطفى الكاظمي عن فتح تحقيق في الأحداث!.
وإذ تصرّ أطراف التيار الصدري على تأكيد أنّ زعيم تيّارهم لم يغادر الحنّانة بالكوفة، زعم موقعُ (إيران بالعربي) أنّ مقتدى وصل أمس الأربعاء إلى طهران فيما أعلن مطار النجف خبرَ مغادرتهِ بطائرةٍ خاصّة، لكنّ مصادر أخرى ادّعت أنّ الصدر (هرب) إلى مكان مجهول، وليس من المستبعد أنْ يكون اتّجه الى دولة عربية، فيما يرى غيرُ هذه المصادر أنّ حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني الذي كان على صلة بترتيب إعلان اعتزال الصدر، وانسحاب أتباعه، وما جرى في أعقاب الإثنين الدامي، قد ضيّفه في بيروت، بناء على أوامر صادرة من المرشد الإيراني علي خامنئي. ولم يتأكد حتى الآن عن الجهة التي قصدَها الصدر، ودواعي غيابهِ عن أتباعه في ظروفٍ عصيبةٍ للغاية!.
