تحليل معمّقتحليلات

هل تتطوّر (فوضى الاقتتال) إلى (ثورة شعبية) ليبدأ التغيير بالبيان رقم واحد؟!

بغداد: قُتل أكثر من 20 مواطناً بين مدنيين وعسكريين، وجُرح أكثر من 200 حتى وقت مبكّر من مساء أمس. وقبيل اندلاع أعمال عنف شديدة للغاية في المنطقة الخضراء ببغداد، ومدينة الصدر، وفي البصرة وبابل ومحافظات أخرى، واشتعال (حرب المقرّات) في أحياء الحرية، والشعلة، كانَ آية الله كاظم الحائري، تلميذ آية الله محمد باقر الصدر، والمنُصّب من قبل آية الله محمد صادق الصدر، (خليفةً موثوقاً) من بعده، قد قلبَ الطاولة على مقتدى الصدر وأتباعه في ظروف حسّاسة للغاية يعيشها تيّاره.

    والصدر الذي أعلن (اعتزاله العمل السياسي)، يُسرّب (گصاگيصه) بين آنٍ وآخر، أولاً بإعلانه أنّ بيان (تخلّي الحائري) جرى بضغط إيراني معللاً ذلك بمرضهِ وشيخوخته (84 سنة)، وثانياً بإعلان رفضه لمناشداتٍ كردية وحكومية (كاظمية) التدخل لوقف التظاهرات، وتهدئة الوضع، ثم أتبع ذلك بإعلانه (الإضرابَ عن الطعام حتى يتوقف العنف واستخدام السلاح)!.

    من جانبها أصدرت كتلة المالكي (دولة القانون) بياناً يطالب القضاء بإصدار أوامر قبض بحق ثلاثة مستشارين للكاظمي، واتهامهم (بدور مشبوه في التحريض على الفتنة وإثارة الفوضى). وألمح بيان الكتلة إلى انتقاد الصدر بالإشارة إلى (الفتنة التي يذكيها الحمقى والسفهاء) ووصفوها بأنّها (جريمة لا تغتفر، ويجب إنزال أشد العقوبات بحق مثيري الفوضى والهلع).. وكشف بيان الكتلة أنّ مستشاري الكاظمي الثلاثة (مشرق عباس، مهند نعيم، كاظم السهلاني)!. وزعمَ أنّهم (يدفعون الشباب المغرر بهم إلى الصدام المسلح مع القوات الأمنية ومهاجمة مقرات الحكومة). وختموا بيانهم بـ(ولات حين مندمِ)!.

   وكان (آية الله الحائري) قد أصدر بياناً أعلن فيه غلق مكاتبه في إيران وفي غيرها، وعدم تسلّم وكلائه أية مبالغ للخمس، ناصحاً (الصدريين من دون التصريح باسمهم) باتّباع المرشد الإيراني خامنئي. ولم ينسَ البيان توجيهَ سهامه إلى (البعثيين) واتهامهم بـ(الإجرام) وضرورة العمل على إزالة تأثيرهم، برغم مرور نحو عشرين سنة على إعدام قياداتهم، وانتهاء سلطتهم، وبلوغ جميع من تبقى من قياداتهم سنّ الشيخوخة مشرّدين في بلدان العالم!.

     في غضون هذه (التناقضات) التي جعلت جماعات الإطار التنسيقي تتحوّل الى تسمية (الإطار الشيعي) الأمر الذي يعني –بحسب تفسير أحد المتابعين- خروج الصدريين عن (شيعيّتهم). في غضون ذلك تصاعدت بقوة هجمات متبادلة لإحراق مقرات العصائب والتيار الصدري وبدر والدعوة، بالإضافة الى مناوشات عنيفة في الشوارع، وانفجارات في الأحياء الشعبية، واستهداف المنطقة الخضراء بقصف صاروخي وتبادل الهجمات في محافظات عديدة وأحياء شعبية ببغداد، لكنّ المعارك تتركّز بقوة في المنطقة الخضراء ببغداد وفي البصرة.

   وتساءل مراقبون ما إذا كانت التظاهرات وأعمال العنف بداية لـ (حرب أهلية) جديدة (شيعية-شيعية) بعد سباق (عضّ الأصابع) بين جماعتي المالكي والحشد من جهة، وأتباع الصدر من جهة ثانية على نحو خاص، وقالوا إنّ الأمور إذا لم تنزلق نحو حرب طاحنة مدمّرة يخسر فيها الجميع، فإنّ الأمور قد تتحوّل من فوضى الى (ثورة شعبية) تنتهي بالتغيير وبإعلان البيان (رقم واحد)!. إلا أنّ مراقبين آخرين يرفضون هذا المنطق ويرون أنّ الأمور قد تستمر ليوم أو يومين ثم تتدخل المرجعية أو يصدر بيان من الصدر نفسه لوقف العنف والعودة الى (الحوار). وقالوا إن الصدر طالما صعّد المواقف ثم تراجع سريعاً!.    

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى