ما السر وراء اختيار إيران “نووياً”.. وتخريب “قوس العروبة” في الشرق الأوسط؟!

ــــــ بقلم: محمد الفلاحي ــــــ
لماذا يخيل لي أنّ الإجتماعات الدولية (5+1) مع إيران بخصوص المشروع النووي، إنّما هي في حقيقتها، اجتماعات لمتابعة سير العمل الذي تريده إيران. وهي في الوقت نفسه “مكلّفة” به!.
ألا يمكن الذهاب إلى أنّ هذه الدول (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، أي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة الى ألمانيا) رسمت مخططاً لإيران للسير فيه وحدّدت لها نقاطاً لا يمكن تجاوزها.. وإلا ما سرُّ هذه المفاوضات المستمرة منذ سنة 2006؟
وبصرف النظر عن حاجة إيران (كأي دولة في الشرق الأوسط) في مجالات الطاقة والتطوير، فإنّ ما يؤكد أن نيّاتِ طهران ليست حسنة في مشروع المفاعل النووي، وبالتالي إمكانية صناعة “قنبلة ذرية”، اختيار دول كبرى لإيران كي تمارس دوراً في النشاط النووي.
تُرى، لماذا يختار الغرب إيران وهي عدو حقيقي لدوله؟!
لماذا لم تخترْ دول الغرب بلداً عربياً، أو بالتحديد دولة من دول الخليج الست لهذا المهمّة، وهي المعروف بتحالفها مع الغرب ومولاتها لدوله منذ نحو قرنٍ مضى؟
فما الذي يكمن وراء اختيار الغرب لإيران كي تتحكم بالمنطقة في قوس التدخل والتخريب واللعب بسيادات دول عريقة في عروبتها كالعراق، وسوريا، ولبنان، واليمن على وجه الخصوص؟!
المؤكد أنّ الدور الذي تقوم به إيران في المنطقة، يستحيل على نظام آخر في الشرق الأوسط القيام به، أو قبول القيام به، لاسيما أنّ ذلك كلّه يجيء في أعقاب حرب طويلة استنزفت موارد العراق برغم انتصاره في الحرب، ثم الانشغال بحرب اجتياح الكويت وما بعدها، وما أعقبها من حصار اقتصادي شديد اللؤم في عواقبه، ثم احتلال العراق، والتغلغل الفارسي فيه، وما جرى بعد ذلك من شناعات مستمرة حتى اليوم.
إننا نعتقد أنّ إيران تلعبُ دوراً إجرامياً غوغائياً تخريبياً بامتياز. ويتمتع هذا اللاعب بواجهةٍ ذات “شرعية دينية”، لكنّها ادعائية باطلة.
ولسان حال حكام الغرب في هذه المسألة بالتحديد، يقول عدو عدوي صديقي..على الأقل فقط في هذه النقطة. وبرغم أنهم مختلفون مع إيران في جميع المسائل تقريباً، إلا أنّهم متفقون معها في هدفِ تخريب المنطقة العربية، فهم جميعاً سعوا سعياً حثيثاً مترابط الحلقات لتحقيق هدفهم هذا.