تحليل معمّقتحليلات

 هل وقع الصدر في “فخّ نهايته”؟..واحتمالات تدخل طهران بقرار “استسلامه” لولائيي الإطار التنسيقي!   

تحليل إخباري-خاص

     “برقية”: صدرَت “تحذيرات جدّية” من مغبّة ابتعاد التيار الصدري عن المشهد السياسي، وعدّت التحذيرات ذلك “خطراً” سيأتي بفداحاته على مسار الأوضاع في العراق. وفي هذا السياق رأى زعيم ائتلاف الوطنية د. إياد علاوي أنّ “تشكيل الحكومة دون الكتلة الصدرية، لن يزيد الأمور إلا تعقيداً”. وأوضح أنّ “الكتلة الصدرية الفائزة في الانتخابات أثبتت أنها لا تبحث عن المناصب”!. لكنّه لم يؤصّل رأيه هذا أو يذكر مسوّغاته.

     ويبدو أنّ “منطق علاوي” في تقويمه “شبه المناصر” لمنهج مقتدى الصدر، تعبيرٌ عن ردّ فعله الأوّلي على ما يمكن أنْ يصدر من مكوّنات “الإطار التنسيقي” سواءٌ حيال التيار الصدري، أو غيره من إجراءات عنيفة متتابعة تنتمي كلّياً إلى ما تريده طهران من حلفائها في بغداد. ولعل تعهد الإطار التنسيقي –الخميس- باتخاذ إجراءات شاملة سمّاها “إصلاحية” فور تسنّمه مقاليد الحكم، سيُلغي فيها جميع الاتفاقيات مع “الدول الفقيرة” الموقعة في عهد الكاظمي. وأوضح القيادي في الإطار علي تركي أنّ أولى تلك الاتفاقيات هي المبرمة مع الأردن ومصر. وعدّها الإطار لا تخدم العراق!. هذا يعني أنّ علاوي متوجس مما سيحدث في البلد، حالما ينفرد الموالون لطهران بالسلطة!.

    ولاحظ المراقبون في بغداد أنّ الإطار التنسيقي ومنذ عقد الجسلة البرلمانية التي أدّى فيها “بديلو نواب التيار المستقيلين” اليمين الدستورية، روّجَ لفكرة “طيّ صفحة وجود التيار الصدري في البرلمان” من جهة، و”كسر التيار وإذلاله من خلال كسر الكاظمي وتهميشه، بل هدم ماجريات فترة تعاونه السرّي والعلني مع التيار الصدري”!. ويعتقد المراقبون أنّ ما سيشهده البلد “صعب التوقع”، وأنّ أية حكومة لن تصمد طويلاً، لإنّها ستواجه مدّاً من الاحتجاجات الشعبية، التي لن يتوانى الصدريون عن إشعالها بقوّة!.

   ومن الواضح جداً أنّه سيكون متاحاً للإطار التنسيقي (يحتل الآن 130 مقعداً في البرلمان) تشكيل حكومة ليس من المستبعد أن يرأسها المالكي أو العبادي، أو غيرهما لكنّه بالتأكيد لن يرضخ لأية ضغوط تسعى إلى استمرار الكاظمي في منصبه!. وبرغم وجود خلافات داخلية في أوساط مكوّنات الإطار، إلا أنّ “حظوظها باتت متيسّرة جداً لتشكيل حكومة” طبقاً لتعبير موقع “الحرة”. ويرى مراقبون آخرون أنّ تشكيل الحكومة سيتم بسهولة، وأنّ الإطار التنسيقي سيحاول فرض سيطرته على السُنّة والأكراد. وتوقعوا نشوب أزمات مع الطرفين، بالإضافة إلى استمرار الأزمة مع التيار الصدري!.

     وكانَ نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون إيران والعراق السابق “أندرو بيك” قد شدّد على وصف قرار انسحاب الصدر من العملية السياسية، وتخلّيه عن “فوزه الانتخابي وانهيار مساعيه لتشكيل حكومة جديدة بمثابة هدية لإيران”!!. وإذ يراهن التيار الصدري على فشل الحكومة التي سيشكلها التنسيقي، وبالتالي عودته مجدّداً إلى المشهد السياسي، فثمة تساؤلات تشغل المراقبين والمواطنين عموماَ، أهمها: هل يحاول التيار الصدري بموقفه حيال الإطار التنسيقي، فرز نفسه عمّن هي “قوى النظام الطائفي”، أو”قوى الولاء الإيراني”؟. أم أنّ هناك مستوى من التواصل السرّي بين الصدر وطهران في مسألة الابتعاد عن المشهد السياسي لصالح التنسيقي، لاسيما أنّ المراقبين و”التشرينيين” لا يستطيعون نسيان ما لأتباع التيار الصدري من دور خطير في التنسيق مع إيران باستخدام العنف لقمع الاحتجاجات الشعبية سنة 2020.     ومن جانب آخر ثمة من يرى أنّ الصدريين سيواجهون مصاعب جمّة ومعقدة سواء في استمالة الشارع من جديد، أو القدرة على إلى العودة إلى البرلمان، ووصفوا انسحاب التيار بـ”العملية الخاسرة”، وعلى حدّ تعبير صحيفة واشنطن بوست فإنّ “الصدر قد يشعر قريباً أنه اختار الوقت الخطأ للابتعاد عن البرلمان والعودة الى الشارع”!. وتصل أسوأ الاحتمالات لدى المراقبين إلى عدّ “المنهجية الجديدة” لمقتدى الصدر، مزيجاً من الغرور السياسي، والتصلّب الأعمى، وجموح الرغبة في الانتقام من خصومه، وتضاخم الذات، لاسيما في نفخ صورة قاعدة تيّاره شعبياً. ولا يستبعد هؤلاء أنّ “المالكي والعامري والخزعلي والحكيم” كانوا أشدّ الراغبين بوقوع الصدر في “فخّ الانسحاب”، لكنّهم من جانب آخر يعوّلون على ما يرجونه من دعم إيراني في تسديد “الضربة الإنهائية” التي تمنع الصدر وتياره من “الاستئساد عليهم” ثانية!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى