أخبارعراقية

“الرياضة في أسبوع”.. لم يمت.. ومؤيد البدري يظل قمراً من أقمار الزمن الجميل! 

ـــــــــ بقلم: صباح اللامي ـــــــــ     

     برقية: كان العراقيون أواخر خمسينيات القرن الفائت ومطلع ستينياته، وما بعدها حتى نهاية سبعينياته يستضيئون بأقمار الإبداع في عديد مجالات الحياة، فيوم كان صيت الجواهري يشعل النفوس بقصائده، كانت صوائت نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وحسين مردان وعبد الرزاق عبد الواحد وبلند الحيدري وسعدي يوسف، وحافظ جميل ومحمد جميل شلش وعلي الحلي، وآخرون كثيرون تهز منابر الشعر ، فيما كانت أقمار مصطفى جواد، علي جواد الطاهر، جلال الخياط، نوري حمودي القيسي، جبرا ابراهيم جبرا، محمد مبارك، طه باقر، جواد علي، سالم الآلوسي ، حسين أمين، عبد الأمير الحصيري، مظفر النواب، لميعة عباس عمارة، مدني صالح، حميد المطبعي، ومصطفى الفكيكي … وأقمار وأقمار وأقمار، تنير قلوب المبدعين والطلبة والناس أجمعين!.  

    في تلك الحقب الجميلة كانت قلوب الناس تُهرعُ إلى إطلالة مؤيد البدري في “الرياضة في أسبوع” أنجح برنامج رياضي عربي يبث تلفزيونياً لثلاثين سنة (1963-1993)، كما كانت تُهرع إلى برامج منها “العلم للجميع” الذي قدّمه كامل الدباغ، و”ركن الهواة” لكمال عاكف ، و”عمو زكي”، و”قرقوز” لأنور حيران وزميله، وغيرها، إضافة إلى عروض تمثيليات فرقة الزبانية ، و14 تموز، والفن الحديث، وما قدمه يوسف العاني، خليل شوقي، سليم البصري وحمودي الحارثي، وغيرهم كثيرون من أقمار الزمن الجميل.

        واليوم إذ فارق العراقيينَ والعربَ جسدُ الراحل كبير معلقي رياضيي العراق وأساتيذهم مؤيد البدري، تبقى الذاكرة الشعبية مستنيرة بهذا القمر الوهاج الذي تظلّ روحه الطاهرة تذكّر أولاً بخلقه ومثلِه، كما تذكر بعلمه وإخلاصه وصدقه، وأيضاً ب (هروبه الكريم) إلى حيث الغربة، هروب الصحيح من جرَبِ الصراعات وهيمنة الرأي التي حاولت كسر أيقونته الشعبية!

         اقتربت من ساحته ولا أقولُ عرفتُه -أول مرةـ مطلع أواخر الستينيات مسؤوولاً عن تحرير الصفحة الرياضية لجريدة “كل شيء” الأسبوعية لصاحبها ورئيس تحريرها عبد المنعم الجادر. وكان عرّفني إليه -برغم حداثة سني- الصديق الشاعر  الغنائي والكاتب الرياضي عزت جاسم الحياوي.

        رحم الله الراحلين إلى جنان ربهم وحرس حيوات من نعيش على وهج أقمارهم حتى اليوم كفاضل صالح السامرائي وأحمد الكبيسي وحسن العلوي وسعد البزاز ، وعالية ممدوح وغيرهم كثيرون من جهابذة استحقاق الشهرة بطيب صيتهم، لا (الشِهيرَة) بسيِّء ما عليه (شهرة) الكثيرين ممن تضيق بهم ذرعاً ذاكرة الشعب العراقي!

    جنّات الخلد لـفقيدنا الراحل ( مؤيد عبد المجيد البدري)، المولود بمنطقة السفينة في الأعظمية، وهو برغم غيابه جسدَاً عن نحو 88 عاماً، يبقى بدراً باقياً في سماء العراق!. البدري لم يمت، إذ لم يمت “الرياضة في أسبوع”. يقول الجواهري:

    ليتَ السماءَ الأرضَ ليت مدارَها   للعبقريّ به محِلُّ شـــــــــهابِ

    يومى له ويُقالُ ذاك شـــــــعاعه   لا محض أخبارٍ ومحض كتابِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هيهات هيهات يعود العراق الى الزمن الجميل .. زمن الإبداع الصحيح وحب الوطن والأخلاق العالية

زر الذهاب إلى الأعلى