الصدريون يثقِّفون بـ”عبادة صنمهم”..على العراقيين تحمّل “وطأة خياراتهم”..وعلى الشيعة (إثبات وطنيتهم)!!

بغداد-خاص بـ”برقية”: انتخابات “فاشلة” شارك فيها أقل من 10 ملايين من أصل 20 مليون ناخب، أي أنّ الناخبين كانوا أدنى من نصف العدد المؤهّل للتصويت. وبرغم ذلك –بالنظر لظروف العراق البائسة- يمكن القول أنّ الانتخابات على ما تعرّضت له من عمليات تزوير خطرة جداً، مضت إلى الهدف الذي “رسمه” التيار الصدري!.
الآن يجري التحدّث عن حصول تيار الصدر على 73 مقعداً، وحصول كتلة الفتح أي “الحشد” على 14 مقعداً. أما المالكي فقد حصل على 37 مقعداً، إلى جانب حصول تحالف تقدم بزعامة الحلبوسي على 43 مقعداً. وهذه الأرقام زادت قليلاً أو نقصت، إنما هي نتائج أولية، لكنّها شبه مستقرة حتى الآن. وسيتقرر كل شيء بمرور ثلاثة أيام، طبقاً لتصريحات المفوضية!.
دعونا نفترض أنّ النتائج “نهائية”. ماذا قال الصدريون؟.. في أوّل ردّ فعل وصف زعيم تيارهم هذه النتيجة بأنها “انتصار للإصلاح على الفساد وللدولة على الميليشيات”. وقال أيضاً “إنّه يوم الوطن والدولة ويوم إزاحة الطائفية والعرقية والحزبية فلا تبعية لأحد بعد الآن إلا لله والشعب”.
وقال في خطاب الفوز “إن الكتلة البرلمانية ستكون عراقية ولا مكان للفاسدين بعد اليوم”. وأعلن أيضاً “من الآن فصاعداً يجب أن يكون السلاح بيد الدولة حصراً ويمنع بتاتاً استخدامه خارج إطارها، حتى إذا كان من قبل من يدّعون المقاومة”.. وقال “آن الأوان للشعب كي يعيش بعيداً عن الإرهاب والميليشيات التي تقتل وتختطف وتنتقص من هيبة الدولة”. تمام!!.
بصراحة “كلام مقتدى الصدر” لا غبار عليه، إذ ما أسهل الكلام، وما أيسره، لكنّ الصدر نفسه “ثردَ” في نحو عقدين مضيا كلاماً لا حصر له، وليس جديداً حديثه عن الإصلاح والقضاء على الفساد، لأنّ الحدود العليا عنده في مسألة محاربة الفساد، هي القضاء على عدوّه اللّدود “نوري المالكي”. أما الإصلاح فهي إنهاء “الحشد”، لأنّه نتاج زعامات مدعومة إيرانياً، لا تقبل بهيمنة زعامته!. وتدعو فقط لزعامة “ولي الفقيه”!.
وبافتراض أنّ كتلة التيار الصدري ستشكل “الحكومة المقبلة”، فإنها –طبقاً لرؤية إيرانية رسمت السيناريو المقبل- ستدخل في معركة متواصلة ذات جبهات متعددة، وستعجز –حتى لو أرادت- عن معالجة أي مشكلة من مشاكل العراق، لأن المخطط النهائي لها أنْ تطبّق منهجاً إيرانياً، نفذت القوى الأخرى جزءاً منه، وآن لمقتدى الصدر أن يقود عملية استكماله في العراق، طبقاً لرؤية رسمها له “حسن نصرالله” عبر لقاءات سرّية لهما في قم وفي بيروت، كان قد حضرها قآني شخصياً!.
انتظروا الأشهر القليلة المقبلة، ففي غضونها، سيتكشف كل شيء. أولاً بمنع أي عملية تظاهر منعاً قاطعاً، ومقابلة أي تحدٍّ بالتصفية!. ثانياً، انتهت لدى الصدريين، “الحقبة السيستانية”، فالتفسير الجديد أنّ الشارع الشيعي لمقتدى الصدر، وبالتالي فهو المرجع الأعلى، ولا قيمة لأحد في حوزة النجف!.
وستكون الحكومة والجيش وقوات الأمن الداخلي والمالية والنفط والخارجية وأهم المؤسسات السيادية بيد الصدريين في إطار “طاعة عمياء مطلقة وولاء لا مناقشة فيه لزعيم التيار”، بما في ذلك الهيمنة على جميع المناصب العليا، والوسطى، وصولاً الى (العتبات الدينية).
وليس من المستبعد أنْ يُعلن قريباً أنّ مقتدى الصدر هو “زعيم الطائفة الشيعية” فلا خَراج ولا خُمسَ ولا مقصد إلا له، ومن يرفض أو يتمرّد أو يتحدّى “يترسون فمه رصاصاً”!. سيدخل العراقيون “جحيم” هذه المرحلة الرُعاعية-الدهمائية-السُوقية-الهمجية شيئاً فشيئاً. ولا تصوّر حتى الآن غير هذا التصوّر. ولا يختلف اثنان على أنّ قوى (إيران، إسرائيل، أميركا)، وغيرها من الجهات “راضية” جداً بما سيحدث لأن الصدريين، هم الذين سينجزون ثلاثة مشاريع كبرى:
أولها: إنهاء ما يُسمى “وطنية شيعة العراق”!. هذا المسعى كانَ “مسعى بعثياً صدّامياً” نادى به خلال الحرب مع إيران، وحتى بعد سقوط 16 محافظة إبّان العدوان الأميركي، لكنّه أخفق تماماً باحتلال العراق!
ثانياً: دفع العراق الى هاوية التخلف والنهب، والمزيد من الفقر، والصراعات الطائفية، والفئوية، والشيعية-الشيعية على نحو خاص!.
ثالثاً: تهيئة الأوضاع الداخلية في العراق، لقبول أي حل لمرحلة ما بعد هيمنة الصدريين، بما في ذلك “حل التطبيع”!!!.