آراء حرّةقراؤنا يكتبون

هل حذر السيستاني من انتخاب “عملاء إيران”.. و”الميليشيات”..وأيضاً من ضغوط “المال”؟!

   “برقية”-خاص: لم يقلها الرجلُ “صريحة” كما ذكرناها، بل أشار إليها –نقصد عبارات العنوان- “تلميحاً” في آخر بيانه بصدد “حضّه” أو حثه الصريح على (المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات المقبلة)، وبصدد تحذيره قال بنصّ عبارته (تؤكد المرجعية على القائمين بأمر الانتخابات أن يعملوا على اجرائها في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني أو التدخلات الخارجية، وأن يراعوا نزاهتها ويحافظوا على أصوات الناخبين فإنها أمانة في أعناقهم). هذا ما يستطيعه امرؤ جاوز التسعين عاماً مهما علا مقامُه، فللعمر أحكامٌ، وللحكمِ طاقة!!.  

    السيستاني رحمه الله –عدلاً أو ميّتاً- ينظر إلى الأمور حتى لكأنها “ماشية جداً” إلا “شويه”، فهو يقول في بيانه “إنها لا تخلو من بعض النواقص”..الدنيا وين وأنتَ وين يا مولانا، بربّك هل هذا كلام؟… بعض النواقص!!، سيّدنه، هي كلها نواقص، ونقص، ونقصانٌ، ونقصانية، وانتقاص من كرامات الناس، لا يمكن قبول تقييم آلام العراقيين بكلمة “بعض” فالعملية تالفة بل “خائسة” من رأسها الى كعبها، أو لكي لا تزعل: من “قُـُنَّـةِ” الجبل أو قِمّة الرأسِ حتى أخمص القدمِّ!. أو كما يقولون في الحوزات من الباب إلى المحراب!.

    أما خوف سماحتك من “الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي”، فهو أيضاً كلام ليس في محله، إذا الفوضى قائمة منذ 2003، والانسداد السياسي، عبارة عن “فشل شيعي قـُح” بلفظ زعيم آخر زمن، حفيد سلاطين الأمة سماحة القائد مقتدى الصدر!.

    يبدو لنا وربما لغيرنا كثيرين أن هذا البيان صدر “ چفيان شر ملا عليوي”، لكي لا يُقال إنّ المرجعية سكتتْ على الرغم من عصيب المرحلة الخطرة التي يمرّ بها العراقيون!. وسلام على المتقين.

     وفي الآتي نص البيان الصادر من السيد السستاني رحمه الله تعالى، والرحمة للفاني وللباقي حتى بلوغ أجله المحتوم:            


نص بيان مكتب السيد السيستاني

بسم الله الرحمن الرحيم

إن المرجعية الدينية العليا تشجّع الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات القادمة، فإنها وإن كانت لا تخلو من بعض النواقص، ولكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد الى مستقبل يرجى أن يكون أفضل مما مضى، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي.

  لإحداث تغيير حقيقي في ادارة الدولة وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن

وعلى الناخبين الكرام أن يأخذوا العِبَر والدروس من التجارب الماضية ويعوا قيمة أصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد، فيستغلوا هذه الفرصة المهمة لإحداث تغيير حقيقي في ادارة الدولة وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصلها الرئيسة، وهو أمر ممكن إن تكاتف الواعون وشاركوا في التصويت بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وبخلاف ذلك فسوف تتكرر اخفاقات المجالس النيابية السابقة والحكومات المنبثقة عنها، ولات حين مندم.

والمرجعية الدينية العليا تؤكد اليوم ما صرّحت بمثله قبيل الانتخابات الماضية من أنها لا تساند أيّ مرشح أو قائمة انتخابية على الاطلاق، وأن الأمر كله متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه آراؤهم.

  ولكنها تؤكد عليهم بأن يدقّقوا في سِيَر المرشحين في دوائرهم الانتخابية ولا ينتخبوا منهم الا الصالح النزيه، الحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره، المؤتمن على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا، وحذار أن يمكّنواً أشخاصاً غير أكفاء أو متورطين بالفساد أو أطرافاً لا تؤمن بثوابت الشعب العراقي الكريم أو تعمل خارج إطار الدستور من شغل مقاعد مجلس النواب، لما في ذلك من مخاطر كبيرة على مستقبل البلد.

كما تؤكد المرجعية على القائمين بأمر الانتخابات أن يعملوا على اجرائها في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني أو التدخلات الخارجية، وأن يراعوا نزاهتها ويحافظوا على أصوات الناخبين فإنها أمانة في أعناقهم. والله وليّ التوفيق.

)21/صفر/1443هـ) ـــ (2021/9/29م(

مكتب السيد السيستاني (دام ظله) ـ النجف الأشرف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى