ترجماتعرب وعالم

العراق على شفا “أزمات بيئية ومناخية” تعصف بالسكان..وتنذر بمخاطر وخيمة!!

“برقية”-خاص-ترجمة (1): ثمة رؤية دولية، تشير إلى أنّ العراق يعدّ “مثالاً صارخاً”، لخليط التأثيرات المدمّرة بدءاً من تغيرات المناخ، وخراب البيئة، والنزاعات والحروب، وتأثير ذلك بشكل أساس في القضايا التي يعاني منها الناس في جنوب العراق!.

    ويتساءل تحقيق مصوّر نشره الموقع الرسمي للصليب الأحمر الدولي: ما التصوّرات التي تنثال على الذهن، إذا ما فكرنا بالحرب في العراق؟. مدن، بلدات، وبيئات كثيرة، باتت شبه مندثرة، العائلة العرقية دائماً في “الحداد” و”الألم” و”الفجيعة”. والمسلحون يجوبون الشوارع!!. لكنْ ماذا بشأن الأعداد الهائلة جداً لأشجار النخيل التي ماتت؟ أو الأهوار التي تحوّلت الى أرض يباب، قاحلة، مُجدبة؟.. ربّما لا يرى البعض أنّ لكل ذلك علاقة مباشرة أكيدة بالحروب؟.

    ولندع تحقيق المنظمة الدولية يكشف عن المزيد من التفاصيل. ثمة إشارات حقيقية إلى أن صور الدمار ذات علاقة بالحروب والنزاعات، وبخراب البيئة في جنوب العراق.

    يقول “إيغور مالغراتي” مستشار الصليب الأحمر في شؤون المياه الإقليمية والبيئة الطبيعية أي “الموائل الأصلية”: إن الحرب يمكن أن تُضعف البيئة، وأيضاً أن تؤثر إيجاباً على حيوات البشر عندما تصمت الأسلحة!. وفي جنوب العراق، دُمرت البيئة الطبيعية عبر سنين الحروب الطويلة والنزاعات، وهي بالأصل بيئة لم تنل الكثير من الرعاية، جراء ضعف الحكومات. وعندما نضيف إلى هذا المزيج مؤثرات الخراب، ومتغيرات المناخ تكون النتيجة “عاصفة كاملة الدمار”!.

    وتشخص “ندوب الزمن على المشهد في الجنوب”، واضحة على امتداد أهوار العراق في منطقة تقاطع نهري دجلة والفرات، ففي وقت مبكر من تسعينيات القرن الماضي، تعرّضت هذه الأهوار للتجفيف، كوسيلة “انتقامية” وحرب ضد المتمردين الذين اتخذوا من الأهوار مخابئ لهم!.

    وفي سنة 2001، اختفى ما يقرب من 90 بالمائة من الأهوار، وهذا يعني فقدان “التنوع البيولوجي”، وتشريد السكان على نطاق واسع. وإذا ما عُدنا إلى تداعيات الحرب العراقية-الإيرانية بدءاً من سنة 1980، نرى أن “أشجار التمور الإيقونية” قد أزيلت أو “قطعت رؤوسها” لأسباب عسكرية في مناطق مثل “الفاو” جنوب مدينة البصرة!.

    كان هناك أكثر من 30 مليون شجرة نخيل، قبل الحرب العراقية-الإيرانية، أما اليوم في لا يوجد إلا أقل من نصف هذا العدد بكثير، طبقاً لما يقوله “عادل العطار” أحد مواطني البصرة، وهو مستشار للصليب الأحمر في شؤون المستوطنات البيئية الطبييعة والمياه.  

   الحروب، الإهمال، وملوحة التربة، وهناك العديد من الأسباب التي ساهمت بهذه الخسارة الكبيرة لوجود النخيل وتأثيراته وفائدته. إنها قضية مزعجة للغاية. البيئة بأسرها تغيّرت، منذ أنْ اختفت هذه الأعداد الكبيرة من النخيل!.

   إنها ليست فقط مصنعاً طبيعياً لثمرة “التمر”، إنما هي غطاء حامٍ، يوفر الظلال لمحاصيل محددة مهمة. سعف النخيل يُستخدم لصناعة أنواع من الأثاث كالكراسي وأسرّة النوم. وعدم وجود أشجار النخيل، يعني عدم وجود العمل. لهذا ترك الناس الأرض القاحلة ورحلوا الى المدن بحثاً عن فرص العمل!.  

    إنّ غياب النخيل أو “فقدانه”، وتجفيف الأهوار ، تركا ندوباً بقيت مشاهد شاخصة تذكّر بتأثيرات مباشرة للحرب في بيئة جنوب العراق التي تعرضت لكثير من الخراب. أما التأثيرات الأقل وضوحًا، لكنْ الأكثر ضررًا ، فهي العواقب غير المباشرة للحرب، سواء في العراق أو في أي مكان آخر.

   وعلى سبيل المثال ، غالبًا ما تؤدي الصراعات العسكرية إلى إضعاف قدرة الحكومية على إدارة الموارد الطبيعية والبيئية والبنية التحتية. أما مخلفات الحرب ، مثل الأسلحة غير المنفجرة أو الألغام المضادة للأفراد ، فمن الممكن أن تجعل الأرض غير صالحة للاستعمال وتضر بالحياة البرية في حين أن هناك جماعات كثيرة اقتلعتهم النزاعات من جذروهم، بعد أن فرضت ضغوطا إضافية على البيئة المحيطة بهم.

                     يتبع……

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى