تحليل معمّقتحليلات

الكلام شيء والنوايا شيء في قمة (الراعي والكلب)..والعراق سيتدحرج نحو صراع الميليشيات و”حرب الشوارع”!!!

“برقية”-خاص-ترجمة: شبّه مراقبون قمة “بايدن-الكاظمي” بلقاء الراعي بكلبه. وقالوا إنّ الكاظمي العاجز عن فعل شيء، سوى “حمل البريد الإيراني”، لا يملك غير أنْ “يتوسّل” الأميركيين دعمه، و”ينحني” للإيرانيين بما يُبقيه “حيّة تسعى”، فهو لن يصطدم بمصالحهم، ولن يقف في طريق مآربهم!.

    الأميركان يدركون أيضاً أن لا خيار عندهم “الآن” غير هذا الكلب الذي ربّوه على الطاعة منذ أن كان واحداً من أتباع أحمد الجلبي أميركياً، ومن ثم برهم صالح، وحيدر العبادي بريطانياً. وكانت تجربته في رئاسة المخابرات العراقية مما يُعد جزءاً من عملية تدريب “الكلب” على الامتثال دائماً للقوّة، واللعب على حبال التوازن، فقط للاستمرار في المنصب. فالمنصب عند الكاظمي وسياسيي العراق الحاليين جميعاً، هو “الوطن”، أما الوطن فهو عندهم “غائب الحضور”، أو “الحاضر الميّت”!!.   

    وستُنهي القوات الأميركية مهامها في العراق في غضون أشهر. ذلك ما أعلنه الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض اليوم الاثنين بعد لقائه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. وسيقتصر الدور الأميركي الجديد على التدريب والمساعدة والتعامل العسكري ضد تنظيم “داعش”. لكن حتى هذه المهمات القتالية “مؤقتة” فلن يكون لها وجود مع نهاية العام الحالي، بحسب تأكيد بايدن للصحفيين.

    لكنْ الملفت في تصريحات الرئيس الأميركي أنه امتنع عن تحديد عدد القوات الأميركية التي ستبقى في العراق، عما هي عليه حالياً، أي 2500 جندي. إلا أن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جين بساكي، أوضح للصحفيين أن هذا التحوّل في مهمة القوات الأميركية لا يعني “إلغاء الشراكة” أو إنهاء الوجود الأميركي في العراق، فطبقاً لوصفه فإن “الارتباط وثيق مع القادة العراقيين”.

   ومن جانب آخر كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، قد صرح للصحفيين يوم السبت الماضي مؤكداً أن القوات الأميركية قادرة على القيام بأشياء متعددة. وفي معرض رد الوزير على سؤال لأحد الصحفيين، عما إذا كان سيصنف القوات الأميركية الموجودة حالياً في العراق على أنها قوات قتالية أو مخصصة في المقام الأول للتدريب والمشورة والمساعدة، قال: “أعتقد أن محاولة خلق هذا التمييز صعبة للغاية، لكنني سأقول إن المفتاح سيكون ما نفترضه، أي ما أردنا فعله في أي وقت”!.

   وعلى ذمة موقع (فويس أوف أميركا VOA) فإن مسؤولين أميركان أكدوا أن التركيز سيظل على ضمان عدم تكرار ما حدث قبل سنوات، عندما اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية الموصل وتدفق عشرات الألاف من المقاتلين الأجانب على العراق وسوريا. حينئذ كادت القوات الحكومية العراقية تنهار، وكانت هناك عشرات التفجيرات الانتحارية شهرياً.

    ووصف مسؤول أميركي كبير الإطار الذي ستكون عليه المهمة الأميركية في غضون السنين المقبلة بأنه أشبه بـ”التراجع نحو العمق” أي التدريب، والمشورة، وتبادل المعلومات الاستخبارية، والمساعدة في الخدمات اللوجستية. وشدّد على استمرار ما اتفق عليه في نيسان 2015 بين العراق والولايات المتحدة.  

    وقبيل ذهاب الكاظمي للقاء بايدن، كانت التحليلات تذهب الى أنّ رئيس الوزراء العراقي سيطلب “سرّاً” من الرئيس الأميركي عدم “استثارة الميليشيات الموالية لإيران”، لانها ستعمد إلى استغلال الانتخابات للهيمنة على السلطة. ومن ثم تصفية الحساب مع جميع الذين تصرّ إيران على إزاحتهم من المشهد السياسي العراقي. وكانت معلومات قد أشارت الى أن العاهل الأردني، سيطلب في لقائه مع بايدن الأسبوع الماضي “معاونة الأميركان” للكاظمي لحثه مستقبلاً على إزاحة الميليشيات الإيرانية.

   لكن الأمور إيرانياً تجري في سياق آخر –كما يرى مراقبون في بغداد- فالوضع الأمني يتدهور بأسرع مما تتدهور فيه الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية في البلد. وهم يرجحون أن أعمالاً قتالية آتية ستنشب عشيه الانتخابات أو في أعقابها بين الميليشيات، تشترك فيها “داعش” وجماعات أخرى، ولن يكون الأميركان بمنأىً عنها. وليس من المستعبد أن تتحوّل هذه الأعمال القتالية الى “حرب شوارع” و”انتقامات” و”تصفيات سياسية”، تنحدر بالعراق نحو مأسٍ جديدة، يستثمرها الإيرانيون أكثر فأكثر في بسط هيمنتهم، وتغلغلهم على نطاق واسع. ولم يعط المراقبون أي بارقة أمل في اتجاهات معاكسة، يمكن أنْ تساعد في إنقاذ العراق، غير التظاهرات الشعبية، لكنهم يعتقدون أنها ستتعرض من جديدة لهجمة انتقامية شرسة!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى