سري للغايةملف عراقي

في ردّ المختار على “إزاحته” من قيادة البعث: رحيل عزة الدوري أجهض مشروع “طرد الجواسيس”!!

“برقية”-مصادر خاصة: تنشر برقية ردّ الأستاذ صلاح المختار، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي على قرار “إزاحته” من الحزب الذي وصفه بـ”الخياني”، وأنه نتاج “العفن وتسلل الجواسيس”، ومن أسماهم “الخلد النائم” أي “الجواسيس الدائمين غير المرئيين، المخترقين للحزب”. وبشّر المختار بأنّ الحزب “سيستعيد شبابه وينفض عنه غبار أشهر الجمود القليلة الماضية”. وكان المختار قد انتقى عبارة “صلاح المختار مناضلٌ بعثي لا تعنيه المناصب ويركلها بقدميه”، عنواناً لرسالته.

     وكشف المختار أن رحيل الأمين العام السابق للحزب عزت إبراهيم، أجهض مشروعاً لتطهير الحزب من بعض أعضاء القيادة القومية والكادر المتقدم. وشدّد على القول: “كان مقرراً أن تصدر قرارات حاسمة من الرفيق القائد الامين العام عليه رضوان الله ورحماته بإعفاء وطرد، نعم طرد، بعض اعضاء القيادة القومية وبعض الكادر المتقدم لكن وفاته المفاجئة كانت قاصمة لهذا المسعى الكبير والرسالي بأبعاده التاريخية العميقة واضطررنا الى الكمون بانتظار ما ستسفر عنه الامور”.

    وختم الأستاذ صلاح المختار رسالته التي استعرض فيها أهم مراحل نضاله في الحزب، قائلاً “انتظروا ما سترونه في القريب العاجل”. وفي الآتي نص الرسالة:  

      “لا تستفز الأفعى قبل أن تبيّت النية والقدرة على قطع رأسها.. ولن يفيدك القول إنك لم تبتدئ إنْ هي فاجأتك بالهجوم عليك، وأعدّ لكل حالٍ ما يستوجب، وتوكّل على الله”. صدام حسين

    صلاح المختار قبل 66 سنة التقاني الرفيق الشهيد خالد ناصر- أول مسؤول حزبي لي وأول من كسبني للحزب- في حواري كرخية ضيقة وفاتحني بالانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي. لم اتردد لحظة، وكيف يتردد شاب مندفع في حينها، ومن يومها وكنت في العاشرة او الحادية عشرة من عمري أصبحت بعثياً عندما لم يكن هناك كل اعضاء القيادات القومية والقطرية في العراق وفي الوطن العربي حاليا قد انتموا الى الحزب وبعضهم لم يولد اصلاً.

     ومع ان المناصب في السلم الحزبي حق طبيعي للمناضل البعثي ألا أن صفة المناضل هي الشرف الاكثر رفعة والاعلى مكانة من كل التسميات الاخرى. وهذا ليس ادعاء مغلفاً بتواضع مزعوم بل هو شعور حقيقي شهدته وشهدت عليه سبعة عقود من النضال في صفوف الحزب، وصلت خلالها الى درجة عضو فرع يوم كان عدد أعضاء الفروع لا يزيد عن عشرين في كل العراق مع ضخامة حجم التنظيم في العراق طيلة كل تلك المدد الزمنية.

    لكن هذه الحقيقة لا تعني تخلي المناضل الحزبي عن مواقعه القيادية لأنها فرصته لتحقيق المبادئ وتجسيد الافكار الثورية وترجمتها واقعاً، كيف لا وهو الذي يفني حياته في سبيل تجسيدها وتحقيقها.

 أقول هذا الكلام وقد طرق سمعي صدور قرار من القيادة القومية للحزب، الغائبة عن الوعي والميتة بعض اطرافها، بإعفائي من عضوية القيادة القطرية العراقية وتجريدي من كل المهام التي اتولاها في الجانب الحزبي الاعلامي ورديفيه في فيلق الاعلام وفي اللجان الاعلامية الدولية وتحويلي الى ارتباط خيطي بمكتب امانة سر القطر الذي أجهل مكانه وشخوصه.

    أيها الرفاق حذرت في مقالات عديدة لي وعلى مدى سنوات عديدة من استيقاظ // الخلد النائم // ومن الجواسيس المخفيين الذين يندسون بين صفوف الحركات الثورية ومنه حزب البعث وينتظرون لحظة الايعاز لهم بالاستيقاظ ليلتهموا ما يستطيعون التهامه من جسد هذه الحركات الثورية بعد ان تكون روحها قد تعفنت واصابها الفساد من أعلى رأسها حتى ذيلها كما يقول المثل المعروف عن السمكة التي اراد شخص شراءها ووجد البائع ان المشتري يحاول شم ذيلها ليعرف مدى طزاجتها.  

  وكانت هذه الطروحات تحظى باهتمام كبير من لدن الرفيق القائد الأمين العام للحزب عزة ابراهيم الذي كان أكثر الناس حرصا على تنقية الصفوف وفرز العناصر المسيئة، حتى أنه أوعز لي قبيل رحيله بأسابيع، بضرورة صياغة معايير جديدة للقيادات الحزبية بدءاً بالقيادة القومية التي كان يؤمن بوجود تعفن بين صفوفها وخاصة بعد وفاة الرفيق الحكيم عبد المجيد الرافعي، وصعود عناصر غير مؤهلة لصفوفها وبعض الجواسيس، اقول جواسيس مع عدم وجود دليل قاطع لكن هناك شكوكاً وقرائنَ قوية ترقى الى تكوين لائحة اتهام ضدهم.

    وبالفعل فقد شرعنا في عمل منظم سري للغاية لصياغة هذه المعايير بهدف اعتمادها في اختيار المؤهلين لملء المواقع الحزبية ابتداءا من القيادة القومية نزولاً.  

وكان مقرراً أن تصدر قرارات حاسمة من الرفيق القائد الامين العام عليه رضوان الله ورحماته بإعفاء وطرد، نعم طرد، بعض اعضاء القيادة القومية وبعض الكادر المتقدم لكن وفاته المفاجئة كانت قاصمة لهذا المسعى الكبير والرسالي بأبعاده التاريخية العميقة واضطررنا الى الكمون بانتظار ما ستسفر عنه الامور بعد ان تجنبنا المواجهة العنيفة واكتفينا بالنصح والارشاد والتوجيه انطلاقا من غيرتنا البعثية وتجرتنا الحزبية ووعينا الستراتيجي.

   ان وفاة الرفيق القائد عزة ابراهيم ليست خسارة فردية لشخصه العظيم وانما خسارة للبعث العظيم في صورته المتجددة الانبعاثية الرسالية، سواء على صعيد الاضافات الفكرية التي تفضل بها خلال قيادته للحزب في أصعب الظروف وفي ممارساته الجهادية وفي رؤيته الثاقبة وحسه الأمني. ولقد كانت خسارتي به مضاعفة فقد خسرت انسانا صديقا ورفيقا عملت مستشارا له في أحلك ظروف مواجهتنا للالة العسكرية العدوانية الامريكية وذيول إيران وخدمها في العراق وغيره.

    والجهاز الحزبي ، وقبله الأعداء يشهدون بما حققناه من منجزات عظيمة على صعيد المقاومة المسلحة وعلى صعيد البناء الفكري للجهاز الحزبي وعلى صعيد الرسالة الاعلامية رغم وجود الرفيق ابو علي الأمين في راس المكتب الثقافي والاعلام القطري بعد عودته من سوريا وعلى صعيد العلاقات الخارجية التي كنت أتولى الاشراف عليها من وراء الستار في كثير من الاحيان لمعاونة الرفيقين خضير المرشدي ومازن التميمي مع كفاءتهما العالية فضلاً عن الجهد الكبير في ادارة بعض ملفات التفاوض مع جهات عربية ودولية كثيرة لقلة خبرة الرفيق عبد الصمد الغريري في ذلك حينها .

    وكل ذلك بتوجيه من الرفيق القائد الامين العام بكل تأكيد وعندي كل الرسائل التي تثبت ذلك. ايها الرفاق بعد رحيل الرفيق ابو احمد، استيقظ // الخلد النائم // الذي كنت احذر من استيقاظه ونهضت جيوشه من جحورها ومعها كل قبائل القوارض المتوحشة التي أضناها طول البقاء في الجحور وانطلقت معها افاعي كوبرا سامة تطلق فحيحها المتعالي في مخطط خبيث لتحطيم الحزب بضرب قياداته المجاهدة المفكرة صاحبة التاريخ النضالي العريق والماضي المشرق المتجدد زهواً وابداعاً واحداً تلو الاخر، فقاموا بتجميد عدد من الرفاق في القيادة القطرية وفي الكادر المتقدم على الصعيدين القومي والقطري ومن التنظيمات العراقية حصراً ، لان فصائل // الخلد النائم // و// كتائب الجواسيس // التي استيقظت في هذه الشهور بعد ان وصل اليها نداء النهوض من رقدتها ، وهو نداء مزدوج من اطراف ومراكز خارجية استعمارية وداخلية طائفية ، توصلت الى حقيقة تاريخية ستراتيجية مفادها ان تنظيمات الحزب في العراق هي مهماز نهوض تنظيمات الحزب في الوطن العربي وان استكمال مهام سيطرة الجواسيس والمتعفنين على التنظيم القومي لا يكون الا بإخلاء ساحة العراق من الحزب وكوادره القيادية وتصعيد مجموعة لا إيمان لها ولا تاريخ لتكون واجهات ( حزبية ) في العراق.    

      ومن ذلك اختيار مغمور لا يستطيع اعلان اسمه ونأنف عن ذكره ليشغل موقع أمانة السر في حزب كان يقوده سيفان باشطان بعظمة صدام حسين وعزة ابراهيم وله تاريخ يزيد على سبعة عقود من الممارسة النضالية اليومية تُوّجت بجهاد السنين التسع عشرة في أعقاب احتلال العراق . واستكمالا لهذا الدور الخياني مسنودٍ بعفن المتعفنين في القيادة القومية يجري اليوم ازاحة رفيق مجاهد له سبعة عقود من العمل الحزبي النضالي وما لا يقل عن خمسة عقود من المواقع الوظيفية في داخل العراق وخارجه وفي مؤسسات عربية ودولية مختلفة الاهتمامات والفعاليات، ظنا منهم ان ازاحته ستكون لقمة سائغة وهنية يشربون بعدها قدح ماء بارد وتنتهي بذلك فصول المؤامرة.

    لكن هيهات وتخسأ أحلامهم المريضة ونفوسهم الحقود وتخسأ ارتباطاتهم التآمرية، فالمناضل الحزبي وإنْ كان لا يأبه للمواقع والمناصب الا انه يستميت دفاعاً عن حزبه وإرثه النضالي ويقاتل حتى الاستشهاد في سبيل الحفاظ على شرعيته وسلامة صفوفه وحمايتها من العفن وتسلل الجواسيس، وللعلم فإن الكتل المتعفنة تؤدي الى اصابات سرطانية وامراض خطيرة وتنشر عفنها وفطرها الاسود والاخضر وهي ربما اشد ضراوة من الجواسيس والخلد النائم لأنها تكون غالبا في مواقع لا يصل اليها النور ولا تلمحها العيون. ان استراتيجية البعث المقاوم الذي تشرفنا بصياغتها تضع في اعتبارها كل هذه المعاني التي حدثناكم عنها ايها الرفاق وان رفاقكم الأوفياء لمسيرة البعث حزباً ونضالاً وفكراً وسلوكاً وتجربة ثورية هائلة المنجزات لن يتخلوا عن واجباتهم الصميمة دفاعاً عن الحزب.

      وسترون خلال الايام القلية القادمة كيف سيستعيد الحزب شبابه وينفض عنه غبار أشهر الجمود القليلة الماضية ، وكيف سيكافح العفن الأسود الذي بات ينخر فيه ويعود اليكم حزبا رساليا جهاديا طاهرا من الجواسيس ومن المتعفنين الذين ظنوا انهم استولوا على اشرف حزب عرفه الوجود منذ ثورة الانسان الاول وعلى امتداد تاريخ البشرية دفاعاً عن الحق والعدالة والحرية .

     نعم أيها الرفاق سيعود الحزب إليكم رشيقا شابا متجدداً يملؤه الزهو والاشراق وتنبعث منه روح البطولة التي بشرنا بها القائد المؤسس الرفيق ميشيل عفلق قبل ثمانين سنة، حزباً عنفوانياً ملهماً، حزباً أبيضَ متلألئاً، يخلب الأبصار ويشدّ إليه كل المؤمنين فانتظروا ما سترونه في القريب العاجل.

       رفيقكم صلاح المختار

       24 حزيران 2021

  almukhtar44@omaralnoorigmail-com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى