تحليل معمّقتحليلات

بعد “18 سنة”..من يتحمل أوزار دولة “جحوش العجم”؟

“برقية”-كتب صباح اللامي: ثمة ابتلاءات ثلاثة نُكب بها العراقيون في مثل هذا اليوم العصيب الرهيب، التاسع من نيسان سنة 2003، يوم بداية ضياع العراق، ببدء: الاحتلال الأميركي، نشوء الإرهاب، والتسلل الفارسي!. وفي غضون نحو سنتين تراجعت السطوة الأميركية أمام التمدّد الفارسي، وآلت الدولة بأسرها إلى “جحوش العجم” من زمرة كبيرة من شيعة يبحثون عن السلطة والثروة والجاه، تخدمهم، وتشاركهم في “بِرْكة العار” ثلّة قليلة من سُنّة، تحوّلوا أيضاً إلى جحوش أعجمية!.   

      ومنذ أول “انتخابات مزعومة سنة 2005” ساهمت مرجعية السيستاني، في النجف اعترفت بذلك أم لم تعترف، بخدمة تثبيت سلطة “جحوش العجم”، لدحر الاتجاه العلماني، فيما كانت مرجعية خامنئي في “قمّ التشيع الصفوي” أو في “طهران التسييس الفارسي” ، تشتغل على نشر “التشيّع الفارسي” مستخدمة السلاح والمال العراقيين لإشعال “حرب طائفية” قادها مقتدى الصدر وهادي العامري من جهة، ومن جهة أخرى قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. واستثمرها بقوة نوري المالكي وابراهيم الجعفري وعمار الحكيم وقيس الخزعلي وغيرهم تحت مسمّيات حزبية وميليشاوية، تتحكّم بها إرادة خامنئي في طهران!.

     ومنذ سنة 2007، باتت السلطة كاملة بيد أغلبية عميلة لإيران بكل جوارحها وجحورها الظاهرة والمستترة، تخدمها أقلية سُنّية عميلة لأطراف شتى عربية وأجنبية، أولها إيران خميني!. وفي بحر ما مضى من السنين حتى يومنا هذا، اندحرت المقاومة البعثية، وتيارات الإرهاب الإسلامي أمام التغلغل الفارسي، بتهاون العرب والأميركان والكرد. ثم تحوّلت “أسطورة داعش الإرهابية” إلى بوابة لسحق الوجود السُنّي في العراق بتدمير محافظاته الرئيسة، وتحويلها إلى أنقاض، وتهجير سكانها، وتقتيل شبّانها وتغييبهم، وتحويلهم إلى متَّهمين أو مهجَّجين.

     وبعد ثماني عشرة سنة، جميعها عجاف، بقي العراق نهباً للقوى التى تحدّثنا عنها، ملْيَنَت، فملْيَرت، فترلْيَنت، وهي “طبقة مافيات السياسة الشيعية وخادمتها السُنّية” و”مافيات الميليشات الشيعية الحصرية”، تشاركها “مافيات الحركة الكردية البارزانية والطالبانية والدينية”. ولإيران هيمنة في الأوساط الشيعية المتسلطة بنسبة 80 بالمائة، وفي الأوساط السُنّية المتسلطة بنسبة 40 بالمائة، وفي الأوساط الكردية المتسلطة بنسبة 30 بالمائة، فإذا ما نجحت إيران تماماً في ترميم علاقاتها مع إدارة جو بايدن عبر إعادة العمل باتفاقية 1+5 النووية، وما يعقبها من رفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، فإن العاقبة ستكون وخيمة في العراق بتثبيت “الاحتلال الفارسي” لا “الأميركي” وتمدّده إلى لبنان وسوريا واليمن وربما في دول الخليج العربي نفسه.

    وما لم يعمل العرب -سريعاً- على دعم عراقيي الداخل والشتات الرافضين للاحتلال الفارسي لبدء حرب تحرير سياسية وعسكرية جديدة، فإن الفرس لن يتوانوا عن “التخادم العلني” بعد “التخادم السري” مع إسرائيل للهيمنة على المنطقة العربية بأسرها.

     وحينئذ لا الإسلام إسلام فالتشيع الفارسي “مرغوبٌ” بل مطلوبٌ إسرائيلياً وأميركياً، لدحر الإسلام الحقيقي، ولا العروبة عروبة، فتجّار السياسة العربية  جاهزون لبيع العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها على طريقة بيع فلسطين!!!. ولا عزاء للساكتين، الخانعين، الخائفين!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى