هكذا يُجفِلُ الموتُ القلوب…

ما إنْ نسمع خبر وفاة صديقٍ عزيزٍ، أو رفيق نبيلٍ، أو زميل كريم، حتى ينهدَّ شيٌ من “حِيْلِنا”، فما أشدَّ رُعبِ صَليلِ الموت في ساعاتِ الغفلة، والتيهِ، واللااهتداء!. اللهمَّ إنّا نسألُك العفو، والمغفرة، والرحمة. إنّك سميع مجيب.
فأينَ المفرُّ وفيمَ الرجاءْ
وكيف وماذا إذا الموتُ جاءْ
إذا باغتتكَ نيابُ الفَنا
إذا عَصَرتك يدُ الابتلاءْ
سينقضُّ عزريلُ يطوي المدى
ليقطعَ منك وريدَ البقاءْ
فلا ناصراً يُرتجى عونُه
ولا حارساً من صليل الشقاءْ
سترجُف حتّى احمرارِ العيونْ
وتذعَنُ حتى تَهاب البقاءْ
*****
وتذكرُ فيما نسيتَ الرَّدى
ولكنْ يُفاجيك منهُ العَفاءْ
كأنّك ما كنتَ يوماً فتىً
وما كانَ صوتُك ملءَ السماءْ
ستذكرُ ما مرَّ من داهياتْ
وما كان يُبقيكَ فيما يُساءْ
وما كان يُلهيك عمّا يُراد
وما كان يبقيك طيّ الخواءْ
ظللت تعاندُ فيما تُريدْ
إلى أنْ تولّى جمالُ الرخاءْ
*****
فلم يبق إلا الونى والأسى
ولم يبقَ إلا رهيبُ العناءْ
فجرّبْ بما استطَعت أنْ تتَّقي
بقايا المآثمِ في كلّ داءْ
وكنْ في تمامِ الرضا سابحاً
بفيض من النور يُجلي العماءْ
ولا تنسَ أنّكَ في ساعةٍ
تحينُ ستنسى نعيمَ الهناءْ
هنيئاً لمنْ تابَ في لحظةٍ
يراها بدايةَ خيرِ العطاءْ
صباح اللامي