
“برقية”-خاص-ترجمة: قال خبير عسكري استراتيجي إسرائيلي “إذا منحت الولايات المتحدة –تحت إدارة جو بايدن- مباركتها لهيكل تحالف استراتيجي إقليمي يضم مصر، السعودية، الإمارات، البحرين، الأردن، وإسرائيل، فلن يكون الوجود والتدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط مطلوباً. وشدّد الدكتور “إفرايم سنيه” على القول: “هذا التحالف الجديد، القائم على مزيج من القوة الاقتصادية والتفوق العسكري، سيكون قوياً بما يكفي لإحباط الخطر الإيراني وتغيير التوازن العسكري في المنطقة”.
وقبل كل شيء على القارئ “التنبّه” إلا أنّ هذا التحليل السياسي الاستخباري، نشرته صحيفة “الجيروزليم بوست” الإسرائيلية!. وعلى الضد من الرأي القائل إنّ جو بايدن، والكونغرس الأميركي سيواجهان شرق أوسط مضطرب وقابل الاشتعال، فإنّ “النهج البناء الذي يحقق استقرار المنطقة، سوف يحسّن النفوذ والمصداقية الأميركية في المنطقة. لكنّ التوقعات تذهب إلى أنّ أجندة الرئيس المنتخب بايدن، لا تحمل في أولوياتها، إلا بنداً منخفض الأهمية فيما يتعلق بأزمات بالشرق الأوسط، ربما بسبب اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان، بالإضافة إلى قرب “حل مشاكل الخليج” لضمان ذهاب الجميع وراء “التطبيع” مما يعني التغيير نحو “الحج السياسي” إلى تل أبيب بدلاً من واشنطن!!.
ويقول كاتب التحليل “إفرايم سنيه”، وهو طبيب، وسياسي، وعميد متقاعد في الجيش الإسرائيلي: لإنني كنت أول وزير إسرائيلي زار الإمارات العربية المتحدة “سراً” لكنْ “رسمياً” قبل 19 عاماً، وكنتُ المدافع منذ ذلك الحين عن ضرورة قيام تحالف استراتيجي بين إسرائيل ودول الخليج، فأنا سعيد جداً باتفاقيات التطبيع هذه. ومع ذلك فإنّ “وكلاء” عدم الاستقرار والتطرّف في الشرق الأوسط، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، حيال هذه الاتفاقيات، حتى لو انضم المزيد من الدول العربية إلى التطبيع. بمعنى أنها لن تخيف أو تردع “أعداء السلام”!!.
وتابع قائلاً: في الماضي دفعتهم “اتفاقيات السلام” مع إسرائيل إلى المزيد من العنف، بهدف تعطيل “الواقع الجديد”. وأضاف: “نحن الإسرائيليين نتذكر بوضوح موجة الإرهاب المروّعة التي بدأتها إيران في السنوات التي تلت اتفاق أسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية الموقعة في عام 1993. وأوضح أنّ إسرائيل ودول الخليج تتفقان على أنّ تهديدات إيران تشمل “تقدم إيران نووياً”، و”تعزيزاتها العسكرية” مقابل “فشل ترامب في حظر مبيعات الأسلحة لإيران دولياً”، وكذلك “سعي طهران العدواني للهيمنة في المنطقة”. وذكر أنّ عملية اغتيال العالم النووي الإيراني “محسن فخري زاده” لم تُحدث أي تغيير جوهري في ما أسماه “مثلث الصراع الأميركي-الإسرائيلي-الإيراني”.
ويرى السياسي الإسرائيل، أنّ الشراكة السياسية الحميمة التي دامت أربع سنوات بين نتنياهو وترامب، أثارت قدْراً كبيراً من الغضب في أوساط صانعي السياسة في الحزب الديمقراطي الأميركي. لهذا قد يسمح البعض لغضبهم أنْ يُفسد حكمهم السابق على إيران وتهديداتها، فيحاولون “معاقبة” إسرائيل، كعقوبة لترامب من خلال تنفيذ “سياسة متجدّدة من اللين تجاه نظام آيات الله، وهي سياسة فشلت فشلاً ذريعاً”!.
وشدّد إفرايم سنيه على القول: اسمحوا لي أنْ أقول بوضوح شديد، لن تقبل أي حكومة إسرائيلية حتى الأكثر “حمائمية” في توجهها للسلام، بإيران نووية، ولا بهيمنة إسلامية راديكالية في الشرق الأوسط، أو حكومة تتسامح مع ترسيخ السيطرة الإيرانية العسكرية في سوريا أوالعراق أو لبنان. وأضاف: لذلك يجب على سياسة إدارة جو بايدن الجديدة في الشرق الأوسط أن تأخذ في الحُسبان “المخاوف الجسيمة” التي تثيرها إسرائيل ودول الخليج بشأن إيران. وعلى الإدارة أن تتشاور معها حول الإجراءات الدبلوماسية وغيرها التي تنوي اتخاذها بشأن إيران. وقال: “إن هؤلاء الحلفاء لواشنطن لا يمكنهم البقاء خارج قاعة التفاوض مع طهران”!!.
وتابع المسؤول الإسرائيلي العسكري السابق قائلاً: لقد تآكلت على مدى السنوات الأربع الماضية، مصداقية الولايات المتحدة وصورتها كشريك موثوق به بشكل كبير بين حلفائها العرب في المنطقة. وتوصّلت هذه الدول الى استنتاج مفاده أنه لم يعد بإمكانها الاعتماد على الولايات المتحدة لمواجهة العدوان الإيراني. وقال إن مقتل سليماني قائد فيلق القدس لم يعوّض عن الرد الأميركي الضعيف المخيّب للآمال على الهجوم الإيراني على منشآت “أرامكو” النفطية بالإضافة الى أن البيع المكثف للأسلحة الأميركية ليس بديلاً عن تحالف استراتيجي حقيقي بين “مصر، السعودية، الإمارات، البحرين، الأردن، وإسرائيل.
وأكد الدكتور “إفرايم سنيه”: من أجل ردع قوى التطرّف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، يجب أن تسعى السياسة الإقليمية لإدارة بايدن إلى تقوية حلفاء أميركا التقليديين، أي الدول المعتدلة في المنطقة، وجمعهم معاً في تحالف قويّ. وتابع: وعزل الفاعلين الراديكاليين، وبالتحديد إيران ووكلائها!. واختتم تحليله بالقول: يتعيّن على الولايات المتحدة أن تستعيد مكانتها كوسيط نزيه بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي مكانة دُمّرت خلال السنوات الأربع الماضية، جنباً الى جنب دعم “الرباعية العربية التي تضم مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات”. ومن جانب آخر، دعا الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى استئناف جهود “حل الدولة” للصراع الإسرائيلي-الفلسيطني كضرورة ملحة للغاية.