
“برقية”-ترجمة-خاص: يشدّد تقرير نشرته صحيفة الواشنطن تايمز، على أنّ المباحثات الأميركية مع إيران “آتية” لا ريب فيها، وبصرف النظر عمّن سيفوز في الانتخابات الرئاسية. وأكدت الصحيفة قولها: سنجد أنفسنا في وقت قريب نسبياً، عائدين الى منضدة المفاوضات مع الإيرانيين. ويأتي هذا التحليل في أعقاب “جولات سرية” من المباحثات تدور مباشرة أو بوسطاء، لتهيئة “مناخات التطبيع” بين لبنان وإسرائيل، وسوريا وإسرائيل، والعراق وإسرائيل.
ويشير كاتب التحليل إلى أن “القضايا المطروحة ذات أهمية قصوى، وخطرة بالنسبة للولايات المتحدة، لعدم بذل الجهود الكافية لحلها. ويضيف: في آخرة مرة جلسنا فيها مع الإيرانيين تعرّضنا للهجوم. لذا علينا أن نواجه الخطأ الذي ارتكبناه في المرة الأولى، لينتهي بنا المطاف الى صفقة تعزز قضية السلام العالمي، ولا تثري آيات الله وأتباعهم”.
ووصف المحلل السياسي للواشنطن تايمز “خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية” بأنها قريبة من “فعل مُذَل”. وأوضح قوله: لقد بدأنا المفاوضات بقبول الشرط الإيراني المسبّق بعدم مناقشة أنظمة الصواريخ الباليستية، لأنّ إيران تخفي نيتها في امتلاك تلك الصواريخ لحمل رؤوس حربية نووية. لكنّ ما انتهى اليه الأمر كان صفقة فرضت سقوفاً محدودة وقابلة لأن تستخدمها إيران في إنتاج البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم. ولم يُطلب من إيران خلال المباحثات الابتعاد عن أي شيء. ولم تفعل الخطة المشار إليها أي شيء لـ”تبطئة” التقدم الإيراني في الحصول على سلاح نووي. أي لم تفعل الخطة شيئاً لإنهاء التهديد النووي الإقليمي بشكل دائم.
وعلى صعيد آخر يؤكد المحلل السياسي أن جميع إجراءات الأمم المتحدة لم تستطع هي الأخرى منع حصول إيران على أسلحة تقليدية متطورة، ولا إنهاء أنشطة الانتشار الإقليمي للإيرانيين. كما أن الروس أكدوا أنهم لا يستطيعون الانتظار مدة أطول لبدء شحن أفضل أسلحتهم الى إيران. وشدّد المحلل السياسي على القول: كل هذا مقابل “شروط محدودة” قبلتها إيران بيسر، إذ حصل آيات الله في طهران بسببها على “ثروة ضخمة من السيولة”. ووضع جزء كبير من تلك الأموال في ترسيخ الهيمنة الإيرانية على العراق وسوريا واليمن ولبنان أيضاً، حيث أشعل آيات الله النار في الشرق الأوسط.
ويختتم المحلل السياسي الأميركي تقريره بالقول: لا نجرؤ على المجازفة بتكرار هذا النوع من الكارثة في جولة مستقبلية من المفاوضات. لقد فعلت إدارة ترامب الكثير بالفعل لتغيير الأمور لصالح الولايات المتحدة. ومع ذلك هناك الكثير الذي يجب القيام به لتهيئة الظروف نحو مفاوضات ناجحة، ولضمان أنّ لدى الولايات المتحدة النفوذ الذي تحتاجه لعقد صفقة حقيقية.