
“برقية”-ترجمة-خاص: أكد إليوت إبرامز المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران وفنزويلا، أنّ “العقوبات ركّعت إيران، وأصابتها بمقتل”. وقال إبرام خلال إدلائه بشهادته – في الخامس والعشرين من الشهر الجاري أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ- إنّ الاقتصاد الإيراني يعيش الآن حالة من الفوضى بتأثير العقوبات الأميركية!.
ونقل جاك بريير في تقرير نشرته صحيفة “ذي واشنطن فري بيكون“، قول إبرامز في شهادته: “إنّ جهودنا لإعاقة قدرة النظام الإيراني على تنفيذ “أجندته الخبيثة” حظيت بنجاح حقيقي. وتابع: “بكل المقاييس، النظام الإيراني اليوم أضعف مما كان عليه عندما تولّى الرئيس ترامب منصبه الرئاسي. ولقد واجه النظام أزمات اقتصادية وسياسية غير مسبوقة ومتفاقمة، بسبب الخيارات السيئة التي لجأ إليها حكام إيران في محاولة الإستمرار بتعزيز أيديولوجيته الراديكالية”.
ولخّص المبعوث الأميركي أمام أعضاء مجلس الشيوخ إحصاءات لصندوق النقد الدولي، تصوّر ماهية الأزمة الاقتصادية لإيران، مؤكداً أنّ إيران عانت لسنوات متعاقبة من خسائر كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي إلى جانب الانكماش الاقتصادي بنسبة 5.5 بالمائة في سنة 2018، و7.9 بالمائة في سنة 2019. وتشير توقعات سنة 2020 إلى أنّ التراجع سيستمر. ومن المحتمل أنْ تفقد إيران نحو 6 بالمائة إضافية من مستويات ناتجها الاقتصادي.
وتفيد الصحيفة الأميركية، أنّ المقاييس الاقتصادية الأخرى تشير إلى “الضائقة الشديدة الساحقة” لطهران، إذ يبلغ عجز الميزانية الإيرانية 26 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي المتقلص فعلياً، مع احتمال ضئيل جداً للتعافي، نتيجة للعقوبات الصارمة المفروضة على تصدير النفط الإيراني. لقد خسرت “جمهورية خامنئ” نحو 90 بالمائة من عائدات صادرات النفط التي يبلغ مجموعها حوالي 70 مليار دولار سنوياً. ولأنّ إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، فقد أجبرتها العقوبات على التراجع كثيراً بتقليص قدرتها على إبقاء الجماعات الإرهابية واقفة على أقدامها والتي طالما ابتلي بها الاستقرار الإقليمي.
ويقول إبرامز إنّ حزب الله وحماس ينفذان الآن خطط تقشّف، تحدّ من قدرتهما على ارتكاب أعمال عنف والتحسّب من الشرعية التي تجاوزاها كثيراً. أما بشأن تخفيضات التخصيصات الإيرانية الإرهابية إقليمياً فأوضح قائلاً: “نعتقد أن أرواح عدد لا يحصى من الإيرانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم من المدنيين الأبرياء كانت في مرمى النظام قد تم إنقاذها”. وشدّد على القول: “إن الإدارة الأميركية الحالية لن تتردد أبداً في حماية أمننا القومي ومنع إيران من تعريض العالم للخطر”. وقال: بصرف النظر عن العقوبات الاقتصادية، فإن استمرار المواقف العسكرية والدبلوماسية العدائية تجاه إيران، قد جلب الكثير من المكاسب. ففي البحر على سبيل المثال، انخفض سلوك إيران العدواني بشكل كبير منذ سنوات حكم الرئيس باراك أوباما. وتواصل واشنطن ممارسة الضغط مع بمجموعات حاملات الطائرات الهجومية في مضيق هرمز.
وبيّن المبعوث الأميركي، أنّ متابعة العقوبات الأميركية، وإيرام سلسلة من اتفاقيات السلام بين إسرائيل ودول الخليج أدى إلى إضعاف موقف إيران في المنطقة باستمرار. واستنتج إبرامز أنّ هذه القضايا أدّت في مجملها إلى نشوب “أزمة ثقة” داخل الحكومة الإيرانية من جهة وبينها وبين الشعب الإيراني من جهة أخرى، حيث أشارت انتخابات 2020 في إيران إلى أدنى مشاركة شعبية، وبذلك عُدّت توبيخاً للمرشحين الذين ترعاهم الحكومة في إطار ما يمكن تسميته “انتخابات مغلقة”!. وقال إبرامز: “في كل عام يفقد النظام دعم المزيد من الإيرانيين. فالشعب الإيراني يعاني كثيراً في ظل نظام فاسد وراديكالي، يهتم قادته أكثر بملء جيوبهم وإرسال الأسلحة والمال الى الخارج أكثر من إعالة شعبهم”.
ايران تعاني من حصار جزئي وكلي منذ عقود ، مع هذا استطاعت الصمود ، اثار الحصار مدمرة على الشعوب وليس الحكام ، لنا تجربة مريرة في تسعينيات القرن الماضي.
آمل ان يتغلب العقل وتتقدم مصالح الناس على مصالح الحكام. وما على الحكام الا النزول عند مصالح شعوبهم والتخلي عن اطماع امبراطورية عقيمة كما تعسى ايران وتركيا.