إبداعثقافة وفنون

خسرنا شاعراً كبيراً..وبطلاً من أبطال كوميديا “النكتة الشعبية”!

   “برقية”بقلم: صباح اللامي: أكو فد واحد”، أحبه العراقيون، أطربوا لشعره الشعبيّ الجميل الإنساني المرهف الرفيع، وضحكوا بعمق لأستاذيته، وفذاذته في فن رواية النكتة الشعبية التي كان بطلاً من أبطال كوميدياها التي يصعب على سائر الناس أداءها بالطريقة التي كان يُجيدها أيّما إجادة. ذلك هو الشاعر، الفنان، الصديق صباح الهلالي الذي تعرّفت عليه شخصياً يوم زارني في جريدة “الغد” التي قمت بمهام رئاسة تحريرها لأكثر من سنة. كان قد افتتح ستديو خاص به في الكرادة خارج، قريباً من مبنى “الغد”، واحتاج رحمه الله إلى خط كهرباء فزوّدناه به بموافقة رئيس مجلس إدارة الصحيفة الصديق الحاج فيصل المحمداوي.

   لم أصدّق إلى الآن خبر رحيل العزيز “أبي شمس”، ولا أريد أنْ أعزّي أهله، أو أصدقاءه لاسيما باسم البغدادي، ياسر سامي، رحيم مطشر، ستار اللامي، وكاظم مدلل، وآخرين. لقد قرأتُ نعياً لنقابة الفنانين، لكنني غير قادر حتى الآن على تصديق ما قراته، برغم أنْ الموت حق، فكل نفس ذائقة الموت لا محالة، ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام. نعم سمعتُ أنّ الهلالي كان مريضاً، لكنّها ليست الإصابة بفايروس كورونا كما قالوا بدليل أن الشاعرة والإعلامية شهد الشمّري قد زارته في بيته من دون أنْ ترتدي “الماسك” الطبي.

    ولكنْ ماذا لو كان الخبر صحيحاً؟. إنْ كان كذلك، فهي خسارة كبيرة لا تعوّض، فلن نجد السبيل إلى شخصية متوازنة، لم تخضع بأي شكل من الأشكال لجنون الطائفية الذي شاع في البلد. صباح الهلالي من كبار شعراء الشعر الشعبي والغنائي. ولا أحسب أنّ أحداً يمكن أنْ يبزّه في مضمار رواية النكتة التي يُعطيها نكهته، وبريقه، وأداءه الساخر الذكي اللمّاح.

     إنْ كنت حيّاً أخي صباح الهلالي، فلك السلامة والعافية والبقاء الطويل إن شاء الله. وإنْ كنت رحلت كما يشيع خبرك بين وكالات الأنباء، فقد ربحت جنة الخلد، روحاً لم تأخذ من هذه الدنيا إلا حمد الناس، وابتساماتهم، وسعاداتهم بما كنت ترويه من بدائع نكاتك وفكاهاتك عن “أبي هارون” أو عن غيره!. وأسأله تعالى أنْ تكون جميع الأخبار التي سمعتها وقرأتها “كاذبة” لا صحة لها. ولك الخلود في قلوب الناس حيّاً وراحلاً، فكل ابن انثى وإنْ طالت سلامته  يوماً على آلة حدباءَ محمولُ!.    

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى