تحليل معمّقتحليلات

سيناريو اغتيال الكاظمي برصاص وكلاء طهران في بغداد!!

“برقية”-كتب صباح اللامي: بدأت بشكل فعلي نقطة الصفر لتنفيذ وكلاء إيران من الميليشيات  المتشددة “النافذة” في العراق، سيناريو ذا وجهين، الأول الانتقام من الأميركان باغتيال مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء، والثاني، خطوة استباقية، تقطع الطريق على الولايات المتحدة لتنفيذ سيناريو “تصعيد قوة الكاظمي لإنهاء الهيمنة التدخلية الإيرانية في العراق.  وكان قد انتهى بـ”التصادم بين الحكومة وميليشات حزب الله في العراق” مفعول الصفقة المؤقتة بين واشنطن وطهران عبر وكلائهما، والتي تحدث عنها الدكتور نبراس الكاظمي، المحلل الستراتيجي الذي نشرنا له حلقتين من تقرير تحدث فيه بإسهاب عن خطة، جرت بعض تفاصيلها فعلياً. ولمزيد من المعلومات راجع المقالين “تغيير كاسح قد يقلب الدنيا في بغداد” و” انقلاب تنفذه المخابرات والمارينز في المنطقة الخضراء“.

     وفي رأي المحللين الستراتيجيين ومنهم الزميل الزائر في مركز بروكينز بالدوحة رانج علاء الدين، أنّ طهران، والميليشات المتشددة التي تعمل وكيلة لها في العراق، تتهمان رئيس الوزراء “علناً” بمساعدة الأميركان في عملية قتل سليماني. ولهذا تتولى الميليشات مهمة تنفيذ “خطة الانتقام” لمقتل سليماني، بالصواريخ التي توجهها على المنطقة الخضراء، مستهدفة السفارة الأميركية. وليس من المرجّح أنْ تصل طهران الى مبتغاها عبر وكلائها، فالسفارة الأميركية محصّنة بشكل جيد. والقوات الأميركية في “عين الأسد” بصحراء الأنبار يمكن أنْ تردّ بقوة كما يؤكد الأميركان أنفسهم.

   لهذا –كما تذهب الى ذلك تحليلات المراقبين والمحللين الستراتيجيين- فإنّ الجزء الثاني من السيناريو هو الذي سينفذه وكلاء طهران في العراق، باتفاق مع أطراف عديدة متحالفة معها في السر. وما نقصده هنا آسفين، أنّ “الأيدي القذرة” ستنفذ عملية اغتيال مصطفى الكاظمي، أي “ستتغدى به قبل أن يتعشّى بها”، برغم أن الأميركان وعدوا رئيس الوزراء بدعمه وحماية سلطته. لكنّ التغلغل الإيراني في العراق يبلغ الآن أوجه. وربما تعجز القوات الأميركية عن حماية سلطة الكاظمي، أو ربما تكون هي الأخرى بانتظار “إسراف إيران في المواجهة” لتنفذ واشنطن “ما برأسها” حيال حرب إيرانية-أميركية على أرض العراق واقعة لا محالة في غضون الأشهر الستة المقبلة.

    ويرى محللون أنّ مسرح المواجهات بين الطرفي سيسفر حتماً عن مقتل “أعداد غير قليلة من قادة وكلاء إيران في العراق”، وهي العملية التي كان قد تحدث عنها الدكتور نبراس الكاظمي في التقريرين اللذين أشرنا إليهما. هذا يعني أنّ “الضربة” ستكون بمستوى “ضربة سليماني-المهندس”. لكن العملية الأميركية لن تأخذ فقط منحى القتل، بل “الاعتقال” و”نقل المعتقلين” الى قواعد عسكرية أميركية خارج العراق.

     الجدير ذكره هنا، أن مقربين من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، كشفوا عن تلقيه رسالة تهديد تحمل كلمة واحدة هي “القتل”. وهو نفسه أعلن أكثر من مرة، أنّه مهدد بالاغتيال، وأنه لن يخسر شيئاً حتى إذا قتل أو غادر المنصب. ويرى محللون أن مسألة الاغتيال قد تكون “حتمية” لأنّ إيران ووكلاءها في العراق، أعلنوا صراحة، أنّه “تحرّش بمقدساتهم”، وأنه “يهدّد النفوذ الإيراني”، وأنّه ربما يسعى إلى تحويل العراق إلى المواجهة السياسية والعسكرية مع إيران. ونقطة المواجهة، “تصرُخ” الميليشات التابعة لإيران بوصفها أنها “مؤامرة عودة البعثيين”!. بالطبع ليس عندهم إلا هذه “القوانة” المشروخة. كأنهم بذلك يخيفون الناس، ويهدّدونهم، غير مدركين أنّ غالبية الشعب العراقي من دون أي توصيف طائفي أو ديني أو قومي، تفضل جداً عودة البعث، أو حكم الشيوعيين، أو احتلال الأميركان للعراق، أو أي حكم من أيما جهة في العالم، سوى هيمنة “المتأسلمين”، سواء أكانوا عملاء لإيران أو غيرها. يعني لا حكم دينياً أو طائفياً مرغوبٌ في العراق، أكان زعم أصحابه أنهم شيعة أم سنّة أم غير ذلك. كلا الأخوين “ضراط” ولكنْ شهاب الدين أضرط من أخيه. هذا هو رأي الغالبية العظمى من شبّان العراق وشابّاته. وعلى حد قول أحدهم: “وجود سلطة المتأسلمين، تشعرنا أننا نعيش في كومة زبالة”!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى