أخبارعراقية

الفرس يلمزون الأسرى بـ”الانتقام” من “حفاة” الفتح الإسلامي لامبراطورتيهم!!

   “برقية”-خاص-الجزء الثاني: قال محدثنا إنّ الفرس من الإيرانيين كانوا كثيراً ما يكرّرون في معسكرات الأسر جملة يتناقلونها كأنها مستنسخة: “كيف لنا أنْ ننسى أنّ حفاة شبه عراة جاءونا على ظهور الجمال، فأسقطوا أعظم امبراطورية للفرس باسم نشر الإسلام”!!. وأوضح عميد الأسرى العراقيين في الحرب العراقية-الإيرانية، الدكتور نزار السامرائي أنّ هذا نموذج واحد من مئات النماذج التي كانت تعكس عنصرية الفرس وبغضهم للعرب.          

    وفي إجابته عن سؤالنا حول ما تحتفظ به ذاكرته عن “عنصرية الفرس” في التعامل مع العراقيين الأسرى العرب، قال: من الصعب على أسير مراقبة الظروف التي عاشها بكل ما فيها من مرارة التعذيب وما يحفل به قاموس فارس عبر التاريخ من حقد على العراقيين خاصة والعرب عامة،  ومعاناة الاسرى وصبرهم على التجويع ومحاولات الإذلال لكسر نفسية الأسير الابي، ونوايا القتل بسيف الاهمال الطبي المقصود. وتابع السامرائي: أقول من الصعب على أي إنسان أن يحتفظ بحياديته ويتصرف كأنه من كوكب آخر وليس عراقيا مستهدفا بكل ما وصلت إليه مدارس الحرب النفسية التي ورثها النظام الجديد من نظام الشاه السابق الذي استطاع تسخير كل المتراكم من خبرات عهد الشاه، سواء العسكرية أو العلمية أو الدبلوماسية، لهذا ترون حديثي منحازا إلى جانب وطني ورفاقي الأسرى من كل محافظات العراق.

    وشدد في حديثه على القول: نعم حاول الإيرانيون اللعب على وتر الطائفية فحققوا بذلك نتائج ولكنّ “لعبتهم” هذه أخفقت في معظم المعسكرات. وهنا يمكن أن اشير إلى قضية مهمة وهي أن المستوى المعرفي والثقافي العالي للأسرى العراقيين، لم يكن حائلا دون سقوط بعضهم في حين أن كثيرا من البسطاء بل والاميين حافظوا على عراقيتهم بالفطرة الوطنية ولم يُسأل أحد منهم لماذا فالكل يؤكد أن الوطن يستحق التضحية والوطن على حق دائمآ.

    وأضاف عميد الأسرى متابعاً حديثه لشبكة “برقية”: أذكر مرة أن جندياً من عناصر الحراسات الداخلية الذين تختارهم إدارة الاسرى بعناية فائقة دخل على قاطعنا يوما ومن دون مقدمات قال أريد أن أوجه لكم سؤالا مهما:

    ما هو الاستعمار؟

   وكنا كلما أعطيناه جواباً رفضه، وقال هذا ليس هو الاستعمار ولما لم يبق جواب إلا وقدمناه له قلنا له ما هو تعريفك أنت للاستعمار؟..قال هو: عندما أسمع المؤذن يرفع الأذان باللغة العربية وعندما اسمع أمي وأبي يقرؤون القرآن باللغة العربية وعندما يتوجهان في الصلاة إلى مدينة عربية في جزيرة العرب ويعتبران أن صلاتهما لا تقبل من دون ذلك اشعر أن الاستعمار هو ليس احتلال البلد، ونهب خيراتها وإنما السيطرة على العقول وسلب الإرادة…هذاهو الاستعمار. 

— د. نزار السامرائي في سطور—

    -عمل منذ سنة 1971، مديراً للأخبار في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في العراق.

    -شغل منصب المدير العام لدائرة الإعلام الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام العراقية سنة 1980.

    -تطوّع للقتال ضد إيران في ألوية المهات الخاصة عام 1981، مؤمناً بدور ثان للصحافي في الدفاع عن وطنه.

    -أسر بتاريخ 24-3-1982 في جبهة “الشوش” في شمالي الأحواز العربية التي اغتصبتها إيران منذ زمن بعيد.

   -عاد الى العراق يوم 22-1-2002.

  – ويعدّ السامرائي عميد الأسرى العراقيين في السجون الإيرانية .

انتظروا الجزء الثالث

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى