أخبارعراقية

جثث..جثث..جثث..فهل يخشون “رهبة الموت”؟!

مراسلنا في بغداد، يروي تجربة خاصة يعيشها بنفسه، ولإنه في مصاب جلل، اختصرها برسالة عاجلة لخص فيها عذابات العراقيين، لما بعد الموت، فحتى الذين يتوفاهم الله، بالفايروس أو بغيره، يبقون “ملكوحين” لأيام وأيام في البرّادات التي تغصّ بالجثث، لا لسبب، إلا لأغراض “الابتزاز” من “المستخدمين” ذوي النفوس الضعيفة الذين لا خشية عندهم حتى من “رهبة الموت”. وهذا نص ما وصلنا من مراسلنا الزميل حميد الوادي:

“برقية”-بغداد: إكرام الميت دفنه،هذا ما نعرفه على مر السنين الطويلة ولكن كوفيد ١٩ جعل برادات الموتى تغص بالجثامين التي لم تجد أحداً يكرمها بالدفن، ما زال ذوو الموتى ينتظرون الجهة التي ستقوم بدفنهم. فهل إكرام الميت ابقاؤه في براد الجثث خمسة أيام، وما زال المسؤولون عن المستشفى يؤجلون التصريح بدفنهم. أحد الاشخاص توفي بتاريخ ١٦/٦/٢٠٢٠ ولم يدفن لهذا اليوم ولا يُعرف مصير جثمانه الى أين سيذهب وكيف سيدفن، أو من سيقوم بدفنه وهل سيغسل ويصلى عليه ام انه سيدفن بما هو عليه؟.

ذهبنا الى مسؤول الوفيات، وسألناه عن وقت الحصول على تصريح بدفن الجثة، فقال: “باجر ساعة ثنتين الظهر”. رجعنا خائبين وفينا ألف لوعة!..وفي اليوم الثاني وحسب التوقيت الذي ذكره كنا قد ذهبنا اليه، فإذا به يقول : “والله اليوم الحشد ما جوي..والثلاجة مقبطة بيها اكثر من ٣٠ جثة واذا مات واحد هسة لازم نعوفة بالشمس لان ماكو مكان بالثلاجة”..وأردف قائلاً: “تعالوا بالليل بلكي يجون بالعشرة”!!  رددنا خائبين ونحن نتباحث فيما بيننا عن “مهزلة” من يزعمون أنهم مخلصون لمبدأ إكرام من قد مات سريعا بصالة العناية المركزة التي تفتقر الى ابسط اجهزة العناية الاعتيادية وحلّ المساء وتحول الموعد الى اليوم الذي يليه وبقي كل شيء على هذه الحال. والى الان لا نعرف مصير الميت..لقد شارفنا على اليوم السادس ولم نجد من يعمل بوصيّة “إكرام الميّت دفنه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى