
إهدأ، ولا تقلق، لا تحزن، لكي لا تكتئب!..يشاركك في هذا الهم نحو 99 بالمائة ممن حولك من الناس. فلقد أثبت بحث طويل الأمد –أجراه معهد علمي في كندا على عشرات المئات من البالغين الأصحاء- أنّ 1 بالمائة فقط من الناس “يأكل حتى يشبع ولكنْ يبقى نحيفاً ولا يسمن”!!. والكثيرون منّا يعرفون أشخاصاً بالتحديد من هذا النوع، لكنهم قلة قليلة، بل نادرة.
ويقول البروفيسور “جوزيف يينينغر” المشرف الأول على البحث العلمي في معضلة زيادة الوزن أنّ الدراسة أوصلت فريق العمل الى أنّ السبب وراء القدرة التي يتمتع بها هذا الذي يأكل ولا يشبع من دون أن يصيبه أذى السمنة، يفتقد إلى جين يسمى “ِِِِِALK“. وثبت هذا لدى فريق الباحثين بعد أن عكفوا على دراسة الملامح الوراثية لآلاف الأشخاص. لكنّ محتوى هذا الاكتشاف انطوى على حقائق يمكن أنْ نطلق عليها مهمة جداً وبعضها خطير:
-التجارب التي أجراها الفريق العلمي على الذباب والفئران، انتهت إلى أن إيقاف الجين المذكور “ALK” يؤدي الى استمرار النحافة حتى بعد إثراء الغذاء بالمزيد من السكر والدهون.
-وجد الباحثون أنّ البشر المصابين بـ”الجين اللعين” ضعفاء مقارنة بغيرهم من الأصحاء. وهي إشارة الى العلاقة بين “الجين” والسمنة.
-وحسب تصريح البروفيسور “بينيغر” من جامعة كولومبيا في كندا إنّ انتزاع الجين يمكن أن يكون في زمن آت علاجاً شافياً من السمنة. -أما الخطورة، فإنّ الجين “ALK”، كان لفترة طويلة موضع اهتمام الباحثين والعلماء، بسبب تحوّله بشكل متكرر إلى أشكال سرطانية، لأنه يغذي الورم، وبعض المرضى يعطون أدوية تعالج هذا الجين. ولم يكن يُعرف أي شيء عن علاقة هذا الجين بالنحافة، لأن مدار البحث كان منصباً على علاقته بأنواع من الأورام السرطانية. والسؤال الذي واجه الباحثين: هل يمكن استخدام تقنية مماثلة لتقنية علاج السرطان في معالجة السمنة؟. يبدو أن الباحثين جربوا ذلك فعلاً لكن على الذباب والفئران الذي راح يأكل بشراهة ويبقى في حدود وزنه، بعد تعطيل الجين المذكور!