
تنشر شبكة “برقية” هذه المحاضرة المسجلة على اليوتوب باللغة الانكليزية، والمترجمة إلى العربية، وما ننشره هنا هو كامل النص الذي نقلناه بعناية وعناء ودقة حرفية إعماماً للفائدة، اعتقاداً منا بأهمية مادة المحاضرة في هذه الظروف التي يشيع فيها “قاتل عالمي” يسمى الكورونو فايرس!. هي في الحقيقة واحدة من أهم بل “أخطر” محاضرات البروفيسور بروس ليبتون “D. Bruce Lipton” المعروف على صعيد العالم.

“الاعتقاد”..هو الذي يتحكم بحياتك. الذي تعتقده هو الذي يخلق حياتك، في الخارج ومن الداخل!. وسوف أشرح لك لماذا يصعب عليك تغيير “اعتقادك”. إذ حتى عندما تتحدّث لنفسك، وتحاول إقناعها فإن المراد لن يتم. إنّ الأمر صعب جداً، ولكنني فيما بعد سوف أريك كيف يكون سهلاً تغيير “اعتقادك”!.
“الإدراك” هو الذي يتحكم في “اعتقادك”، لإنّ الكيفية التي ترى فيها الحياة، هي التي تحدد سلوكنا. إنها تتحكم في جيناتنا، ويمكنها إعادة كتابة الشفرة الجينية. ولكن بما أن إدراكنا يكون أحياناً صحيحاً، وبعض الأحيان خطأ، فمن الأفضل أن نسمّيه “اعتقاد”. إذن هذا الاعتقاد هو ما يتحكم بالجسم. أنت لست ضحية جيناتك، إنما أنت مسؤول عما يحدث في حياتك. تكلمنا سابقاً عن الخلية الواحدة. الآن سوف أتحدث عن “مجتمع من الخلايا”. إذا نظرت الى نفسك تجد أنك لست كياناً واحداً، فأنت مكون من 50 تريليون خلية. ولكن من المهم فهم كلمة مجتمع أو “community”. كل خلية ذكية، ولكنْ عندما تكون في مجتمع، تتخلى عن ذكائها الشخصي من أجل الاستجابة للنداء المركزي. وهذا المجتمع يمثل شيئاً يُدعى بـ”الكائن الحي”. وفي هذا المجتمع، فإنّ الخلية يجب أن تتبع ما يقوله الصوت المركزي. لو أمر الصوت المركزي الخلايا بالموت، فسوف تموت الخلايا. والصوت المركزي هو العقل، والصوت المركزي هو العقل، وسوف اتحدث عن ذلك لاحقاً. الحديث عن طبيعة جزءيْ العقل. ولكن لماذا نعاني من مشاكل في التحكم بحياتنا؟. ما أتحدث عنه هو كيفية عمل هذا العقل. أولاً هناك إشارات من البيئة، البيئة الداخلية والخارجية. ووظيفة الدماغ هي استقبال الإشارات ثم تفسيرها، ومن ثم إرسال المعلومات الى الخلايا للتحكم في السلوك والجينات. لذا فإن وظيفة الدماغ هي الإدراك ومن ذلك يخلق العقل. كلنا سمعنا عن شيء يسمى تأثير “الدواء الوهمي”. وهذا الأخير، هو عندما يكون لديك فكرة إيجابية للغاية أن هناك شيئاً ما يمكنه أن يشفيك، حتى لو كنت لا تعرف هذا الشيء، مثلاً “مجرّد قطعة سكر”، لكنك تعتقد أنه دواء حقيقي، يمكنك شفاء نفسك بذلك. هذا يعني ليس الدواء الذي جعلك تُشفى ، إنما هي فكرتك عن الدواء جعلتك تعالج نفسك. وتكشف الاحصائيات أن 1 من 3 من جميع العلاجات الطبية بما في ذلك الجراحة، هي نتيجة تأثير الدواء الوهمي.
الحقيقة تكمن في تأثير الدواء الوهمي، بشرط أن يكون لديك تفكير إيجابي. والمشكلة هي أن الكثيرين يسألون عن ماهية “التفكير السلبي”. ولكنْ هذا ما لا يخبرك به الطب!. هناك تفكير سلبي ويسمى “تفكير سلبي وهمي”. وبالقوة نفسها التي يمكن للتفكير الإيجابي شفاؤك بها، فإنّ التفكير السلبي يمكن أن يقتلك!!. كلاهما يؤثران، واحد أكثر إيجابية، والآخر أكثر سلبية، لكن تأثيرات الجانبين هي نفسها تماماً. الأول سوف يتسبب في شفائك، والثاني يمكن أن يُمرضك. والمغزى هو أن التفكير السلبي، يستطيع أن يخلق جميع أعراض العلاج الكيميائي.
الآن فكر في هذا الأمر: لو أخبرك الطبيب، أن لديك مرضاً وأنك سوف تلاقي حتفك، وأنت تصدق الطبيب لأنه المتخصص في مجاله. هذا الاعتقاد الجديد سوف يسبب لك المرض ويمكن أن يؤدي الى وفاتك. لذلك أصبح “الاعتقاد” جزءاً من الطب. لقد سمع الكثيرون منكم عن عُقار أو دواء “بروزاك”. كل سنة يتم إنفاق مليارات الدولارات على شراء هذا الدواء. وهنا المفاجأة، فدواء الـ”بروزاك” ليس أفضل من “قطعة سكر”، لأنه في الأساس دواء وهميز. ومع ذلك فإن الناس الذين يتعاطونه يؤمنون بالدواء كثيراً!!. الأمر الذي يجعلهم يشعرون بأنهم أحسن عند استخدامه. لذلك إذا كنت تعتقد أن ذلك الشيء جيد لك فسيكون جيداً، وفي الوقت نفسه، إذا كنت تعتقد أنه ضار لك فسيكون سيئاً.
في جنوب الولايات المتحدة، هناك مجموعة دينية تسمى المعمدانية الأصولية. وهذه المجموعة تضع نفسها في حالة من النشوة “نشوة دينية” يعتقدون أن الله يحميهم وبالتالي يستعملون الثعابين، والأفاعي السامة مثل الأفاعي الجرسية، فيتم لدغهم من طرف تلك الأفاعي ولا شيء يحدث لهم. إنّ بعض هؤلاء يتناول سم “الإستركناين” بجرعات قاتلة، عندما يكونون في حالة الاعتقاد تلك، فلا يؤثر السم فيهم!. لهذا إذا كنت تستطيع شرب السم الزعاف، إذن لماذا تقلق كثيراً، بشأن السموم والطعام والهواء وغير ذلك؟. لأنّ لدينا اعتقاداً أن السموم يمكن أنْ تقتلنا وحتى على عبوة السكائر يخبرونك: التدخين سيقتلك. وعلى الرغم من أنني أعرف هذا، إلا أنني لن أشرب سم “الاستركناين”، فما السبب؟ لأنّ اعتقادي ليس قوياً مثل اعتقادهم. لذلك إذا كنا ننشأ ونبرمج على معقتدات قوية سنكون أقوى مما نحن عليه الآن. الإيمان مهم في كل شيء بما في ذلك صحتنا ونمونا والعالم الذي نعيش فيه. السؤال إذن هو إذا كنا قادرين على البقاء بصحة جيدة، لماذا نمرض؟ وأحد أهم الأسباب هو “التوتّر” STRESS، وسأريكم الآن كيف يعمل التوتر، باستخدام الخلايا ومن ثم الناس. لذلك عندما ترى الخلية شيئاً يساعد على النمو، تنتقل إلى المصدر بأذرعها من أجل الحصول عليه. ولكن إذا رأت شيئاً ساماً فإن ما تفعله هو الابتعاد عن الخطر، وتقوم بالانغلاق على نفسها. الخلايا لا يمكنها الانفتاح والانغلاق في الوقت نفسه. وأيضاً لا يمكنها التقدم ولا التراجع. والخلاصة أن الخلايا يمكنها النمو أو البقاء في حالة دفاع. لكنها لا يمكنها أن تكون في الحالتين معاً وفي الوقت ذاته. والشيء نفسه يحدث للانسان، فالعقل سوف يدرك البيئة، إذا ما رأى شيئاً يعتقد أنه يشكل تهديداً. وسوف يرسل إشارة الى الخلايا تخبرهم أنّ البيئة غير ملائمة. ويُدعى هذا النظام محور “الغدة النخامية-الغدة الكظرية”. وما تحت المهاد هو جزء من الدماغ (انظر الجزء الأسفل من صورة الدماغ). يقوم تفسير الإدراك. وعندما يرى

المهاد التوتر ، سيعمد الى إخبار كامل الجسم بأنّ شيئاً ما قد حدث. لذلك يرسل إشارة الى الغدة النخامية والتي تسمى “الغدة الرئيسة”. وتلك الغدة ترسل إشارات الى 50 تريليون خلية، ولكنْ إذا كان الأمر تهديداً، سيرسل الإشارات الى الغدد الكظرية، والفهم المشترك للغدد الكظرية هو المواجهة أو الهروب “fight or flight”، ومن ثم تبعث الغدد الكظرية هرمونات التوتر الى الجسم، وأول شيء تفعله هذه الهرمونات “سأقتبس ذلك من كتاب علم وظائف الأعضاء” هرمونات التوتر تسبب زيادة تركيز الدم في الذراعين والساقين. فلماذا تفضيل الذراعين والساقين. هذا صحيح حتى يتمكن المرء من الجري والقتال. ولكن يفوتك شيء ما عندما أقولها بهذه الطريقة: إذا كان الدم يتجه بشكل تفضيلي الى الذراعين والساقين، أين كان الدم متركزاً قبل الذهاب نحو الذراعين والساقين؟ كان في “الأحشاء”، فما هي وظيفة الأحشاء؟ النمو-الصحة-الصيانة. حسناً، إذن من المنطق إذا غادر الدم الأحشاء ماذا يحدث لقدرتك على النمو والحفاظ على نفسك؟ طبعاً تنخفض والسبب هو أننا عندما نكون في حالة دفاع يتوقف النمو. أي مثل الخلية الواحدة. يكون الجسم كله في نمو أو الحماية، وليس في كليهما في وقت واحد. هذا هو السبب في أن العلاج الكيمياوي سام للغاية. لانّه يقتل الخلايا المنقسمة، سواء أكانت خلايا سرطانية أو خلايا طبيعية. لهذا السبب خلال العلاج الكيميائي يعاني المريض مشاكل في الهضم، وتساقط كثير للشعر، ومشاكل عديدة في الجلد. لذلك إذا كانت أيامك مليئة بالضغوط، فأنك تضخ الكثير من الهرمونات في جسمك لتوجيهك للقتال أو الهروب. لهذا السبب بالذات أنت تمرض. عندما تكون تحت الضغط أنت لا تستبدل الخلايا بمعدل طبيعي. لذا فإن المشكلة هي أن هرمونات النمو تغلق النظام المناعي . ومن المهم أن تعرف أن كل واحد منا تقريباً مصاب بجميع الجراثيم الممرضة التي لدى البشر الآن. لذا أخذتُ الآن عيّنة من دمكم، فسأريكم جميعاً أنّ لديكم فيروسات وبكتيريا وطفيليات. وقد تقول حسناً إذا كنتُ مصاباً فلماذا أنا لستُ مريضاً؟ لأنه إذا كان جهازك المناعي يعمل بشكل صحيح سوف يصفـّي هذه الطفيليات والجراثيم، لكنْ في اللحظة التي تبدأ فيها بإغلاق جهازك المناعي، سوف تبدأ هذه الكائنات في النمو مرة أخرى. لذا فإن فكرة “مصاب بمرض” لا تعني حقيقة أن لديك مرضاً بالفعل. والأطباء يسمون هذه الجراثيم والطفيليات “الكائنات الانتهازية” لذلك إذا كنت تحت الضغط أو التوتر ” STRESS” فإنك تغلق جهاز المناعة، فتعطي هذه الكائنات الفرصة لجعلك مريضاً!. ولكن عندما نُبتلى ببعض هذه الأمراض، نذهب الى الطبيب ليعطينا الأدوية لقتل الجراثيم والبكتريا. حسناً مثل هذا الشيء يكون مفيداً جداً إذا كان المرض يسير بسرعة كبيرة. ولم تكن هذه هي المشكلة في المقام الأول. كانت المشكلة هي “التوتر” الذي يقفل جهاز المناعة. لذلك للحصول على الشفاء، لا بأس بعلاج المرض، لكن يجب أيضاً علاج “التوتر”. وحتى الآن لدينا مشكلتان مع التوتر، الذي يوقف النمو، والذي يغلق جهاز المناعة. وهناك مشكلة ثالثة أسمّيها زيادة التوتر ، إنها تضيف المزيد من الضغط. عندما تكون في حالة هروب أو قتال، هل تعتقد أنك تستخدم التفكير الواعي، أو المنعكس السلوكي؟ أنت تستخدم المنعكس السلوكي. فهرمونات التوتر تزيد من ضغط الأوعية الدموية في الأمعاء، مما يتسبب في انتقال الدم الى الأطراف ولكن عندما تفرز هؤمونات التوتر في الجسم، تصعد أيضاً الى الدماغ وتسبب ضغطاً على الأوعية الدموية في مقدمة الدماغ وهي منطقة الوعي لدفع المزيد من الدم الى الخلف من أجل منعكس سلوكي. هذا يعني عندما تكون تحت الضغط، تكون أقل ذكاء. وعلى سبيل المثال، أقدم لكم شعب الولايات المتحدة، والسبب هو أن الحكومات تعرف ذلك. ومنذ الحادي عشر من سبتمبر، يواصلون من خلال الإعلام والجرائد والتلفاز بث المزيد من التوتر. والنتيجة مهمة جداً منذ الحادي عشر من سبتمبر، تحقق شركات الأدوية أرباحاً أكثر بنسبة 20 بالمائة كل عام ولمدة خمس سنين. وتحصد مائة بالمائة من ارباح الأدوية. ومن المهم أن ندرك أن التوتر يؤثر عليك في العديد من المستويات المختلفة. ولكنْ جميعها تؤدي الى نهاية حياتك. لهذا نقول: صحتك الجسدية مهمة، لكن صحتك النفسية لا تقل أهمية