وفاة الأميرة “فاضلة” بعد 66 عاماً على مصرع خطيبها آخر ملوك العراق “فيصل الثاني”!
الأميرة المنسيّة “فاضلة إبراهيم سلطان”، لم يكنْ يذكرها أحدٌ لولا رحيلها أمس إلى جوار ربّها..لم نعرف جهةً نشرَت لها نعياً رسمياً، برغم أنّها كانت ذات يوم خطيبة آخر ملوك العراق، الملك-الشهيد الذي جُندلت براءتُه يوم 14 تموز 1958، الانقلاب العسكري الذي سُمّي “ثورة”، والذي سُجّلت بذمّته مجزرةُ العائلة الهاشمية المالكة، التي لم ينجُ منها إلّا الأمير زيد بن علي رحمه الله، وأمّه وريثة العروش الأميرة “بديعة” لها الرحمة والذكرُ الطيب والتي رأيناها في سلسلة لقاءات أجرتها معها “الشرقية”، تختزنُ “حُزن الأرض” مع كل كلمة تنطقها، فتخرُجُ معها حشرجةٌ تثير الألم، فلقد سجّلت عيناها تفاصيل المأساة الدموية التي لم يرَ العراقُ بعدها خيراً حقيقياً حتى لكأنَّ ما رأيناهُ كان امتداداً لتلك المذبحة التي بدأها النقيب عبد الستار العبوسي، كانَ انتحر سنة 1970، وقيل إنّه ظلّ معذّب الوجدان، لنحو إثنتي عشرة سنة!.
والأميرة فاضلة، توفيت أمس السبت عن عمر 83 سنة، فهي مولودة في الثامن من آب 1941، بباريس، وهي من عائلة تركية أرستقراطية، أبوها الأمير محمد علي وحيد الدين بن إبراهيم، مصري الأصل، يرجعُ نسبه للوالي المصري المعروف، الألباني الأصل “محمد علي باشا”، ووالدتها الأميرة “خانزاده بنت الأمير عمر فاروق ابن السلطان العثماني عبد المجيد الثاني، ولها شقيق واحد، هو الأمير أحمد رفعت إبراهيم.
خطبها الملك “فيصل الثاني” رحمه الله تعالى، وأسكنه، وأسكن الأميرة “فاضلة” معه جنات الفردوس، وأمضى معها أياماً سعيدة انتهت إلى كارثة، فقد كان المفترض زواجهما في السنة نفسها التي جرت فيها حركة تموز 1958 بتعبير موسوعة “ويكيبيديا”. ولولا الانقلاب الذي جرَّ العراق الى ويلات متتالية، لكانت “فاضلة” ملكة متوّجة على بلدٍ اعتاد في الأغلب على “حزِّ” رقاب حكامهِ، والانتقام منهم شرَّ انتقام. إنّا لله وإنا إليه راجعون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تشكر “برقية” بامتنان، مشاركة الصحافي الكبير والمترجم القدير الأستاذ سعدون الجنابي على مبادرته في الإعداد لهذا النعي الذي نعدّه واجباً أخلاقياً، حِيال عائلة ملكية بريئة المقاصد، أحسنت كثيراً في أدائها لمهمة حكم العراق، فيما كانت نهايتُها المأساوية بداية لصراعات وانقلابات جرّت ويلاتها على البلد في أغلب عقوده التي مرّت على شعبه!.