وداعاً أخانا وزميلنا الحبيب”صادق فرج”.. وداعاً.. ما أردنا لك الوداع..


بقلم: سعد محسن
الى رحمة الله زميلنا العزيز صادق فرج التميمي. يارب ارحم وبارك وامنُنْ بالجنةِ على أخي وصديقي العزيز “أبو هبة” الذي عانى آخر أيّامه، شديد الألم وضعف الحال وقلّة المال.
كيف أنسى صديق عمري، كان بالأمس معي يباغتني بقفشاته، وأجاريهِ بضحكاتي ونكاتي..نضحك معاً بعفوية وكبرياء. كانَ دائماً، يخفف عني آلامي وأوجاعي، لكنني اليوم أراه مسجىً، بعد أنْ سكن جسدَه الرقيق مرضٌ لم يقوَ على مقاومته، برغم علمي ومعرفتي بشجاعته وقوته، وصبره على الشدائد.
الا تبّاً للمرض اللئيم الذي عصر جسمك الرقيق، وانتهت بك الحال الى دنيا الفناء، نسألُ الله أنْ يكتبَ لك جنّات النعيم، ويجازيك بالخير، والبركات، والرحمات، بعدَ تحمّلك عاتيات الزمن الرديء، زمن افترق فيه الأخ عن أخيه، والصديق عن صديقه!.
أيها الصديق الوفي كم أبكيتني أيها الشيخ الجليل، لكنْ كم أسعدني صبركَ الجميل. لقد كنتَ إنساناً مؤمناً بأنّ وجودنا آجالٌ مؤجلة بمواقيتها.
اليوم أستذكر تلك الثقة التي أولاها لك زملاؤك، لتفوز في انتخابات نقابة الصحفيين، فكنت أهلاً للواجب المهنيّ، شجاعاً ذا بأس، لا تخاف الباطل، تنادي بالحق الذي هو ديدُنك.
عرفتك زميلاً في (واع) وكالة الأنباء العراقية، فازداد حبي لك، يوماً بعد يوم، وما زلتُ أتطلع إلى عينيك، الّلتين يُشّع اخضرارُهما في سُمرة بشرتك. أنت أيها العزيز، بيرقٌ من بيارق الرجال الأتقياء الأنقياء.
لقد عشتَ بيننا نقياً مخلصاً، لم تلوث كبرياءَك، خبائثُ الزمن الوبيل.. لو كان بيدي، لصحتُ بك أيها الحبيب: انهض من سباتك، فالذين يحبّونك كثيرون..مازلت تسعدهم بافكارك وجميل أخلاقك الراقية.
ليس بيدي يا أخي الغالي، ورفيق حياتي إلا أنْ أقرأ الفاتحة على روحك الطاهرة وأنت في عِلّيين مع الأنبياء والصدّيقين، إنْ شاء الله. إنّا لله وإنا إليه راجعون.
