نعم إنّه “الشيطان الأكبر”..



لم تكن تعلم ماري الأسكتلندية أنَّ ابنها دونالد ترامب المولود عام 1946. سيكون الرئيس 45 للولايات المتحدة الاميركية، وللمرة الثانية وهو الأكثر جدلاً ودموية وغطرسة لحد الجنون وربما شعرت بذلك وهي تتلقى شكوى ضد طفلها الذي لكم مدرس الموسيقى على عينه لأنه على حد قوله ( لا يعجبه ولا يعرف العزف).
وهذا الديناصور الهائج سىء السيرة ورفيق الغانيات وبنات الليل وزوج السحاقيات وربيب أبشع الراسماليين الذين لا يترددون أنْ يحرقوا أمة بكاملها من أجل حفنة من الذهب وهذا الترامب اسمه يدل عليه فهو لقب انكليزي مشتق من كلمة فرنسية قديمة تعني ( البوق أو صانع الابواق أو الضجيج ).
ولا نحتاج لسرد السيرة القذرة لهذا الخنزير البشري الذي يُعدُّ الأكثر دموية ليس في التاريخ الحديث بل القديم أيضاً وهو يشابه ذلك الجيل الأميركي من رعاة البقر الذي نحر وهجر عشرات الملايين من الهنود الحمر من السكان الأصليين لإنشاء أميركا وهو اليوم مع صديقه الإسرائيلي النتن يكرّران التجربة لتهحير ملايين الفلسطينيين من وطنهم لإقامة ريفيرا للسياحة لحلب القادة والامراء والرؤساء والاثرياء العرب في منتجعات تُشيَّد على أجساد الشهداء من الأطفال والنساء والمدنيين العُزَّل…وهذه خطوة اولى في ستراتيجية الشرق الجديد الذي خرَّب لبنان بعد فلسطين ودمر سورية وقبلها العراق وفعل ما فعله في اليمن والسودان وليبيا وستصل النيران لمصر والاردن، والاتي للخليج أكثر بشاعة….يحدث ذلك ونحن نعيش أسوأ حالات المذلّة والهوان حكوماتٍ وشعوباً…فلا أنسى ولن ينسى أي عربي غيور وإنسان حُرٍّ أصيل مشهد ذلك الحاكم العربي الذي يجلس أمام ترام مثل تلميذ مهان يوبخه أستاذه، لفشله في الامتحان منحني الرأس ترتجف شفتاه، وتزوغ عيناه، ويكاد أن تنفجر خصيتاهُ خوفاً وهلعاً…وما أشبه هذا المشهد بمشهد “أبي عبد الله” الذي لُقِّبَ بـ “الصغير”، وهو يبكي بأحضان أمه التي عنفته بخسارته للاندلس…!

ترامب ونتنياهو لن يتوقفا وهما يشاهدان الخذلان العربي الشعبي والرسمي لنصر الله والسنوار ولم يتعلّما الدرس الأول: عدوك لا يذعن الا للقوة وبغيرها سيتوسّع ويأكل الأخضر واليابس ويذل الجميع واولهم الاتباع والعملاء والذيول…والدليل أنّه الان يفتعل كل هذه الضجة لانه يخاف من نصر الله وهو ميت جسدياً، وحي بقلوب الملايين فيسعى لعرقلة التشييع ويمتنع عن تسليم جثمان السنوار خوفاً من عودته بطوفان جديد…
ويمنع وصول الاموال إلى لبنان خوفاً من إعادة الإعمار وعودة السكان… لعنة الله على من تخاذل في هذا الزمان وارتجف أمام البوق الاميركي والإسرائيلي النتن، واعتقد ان التطبيع سيحوّل الخنزير والديناصور لحمل وديع.. وتناسوا انه فعلاً الشيطان الاكبر الذي يخطط لإن يخرجكم جميعاً من أوطانكم لإقامة (إسرائيل الكبرى) وتحقيق أحلام التلمود وبرتوكولات صهيون ومشروع الماسونية العالمية….وحينها لا تنفعنا الاناشيد الوطنية والبكاء على الأمجاد والديار وسنحول جنودنا وجنرالاتنا لعمال للبلدية في جمهورية اسرائيل الكبرى. ونسائنا جواري للحاخامات ولأتباع العم سام و”ابو ناج”!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نُشر المقال في عدد أمس من صحيفة “الزمان” البغدادية، في عمود الكاتب “لمن تقرع الأجراس…؟”.