تحقيق

من “سوراقيا”..إلى “إسراقيا”.. ربّما يكون الشرع نسخة “محسَّنة” من الجاسوس “إيلي كوهين”!!           

     تحقيق إخباري: حتّى وقتٍ قريب، كان بعض العرب “يتغنّى” بمصطلح “سوراقيا”، عادّاً (سوريا والعراق) امتداداً جغرافياً، يكاملُ بعضه بعضاً، في إطار تصوّر لوحدة “جيوستراتيجية” ظلت مرتقبة دائماً بين البلدين، لكنّ ما يتمنّاه العرب شيء، وما يريده الغرب على مرّ العقود الفائتة شيء آخر!.

    الآن، شرعت إسرائيل بمشروع آخر، ربما يكون تطبيقاً لردٍّ على “سوراقيا” بـ”إسراقيا” في إطار التغلغل الِإسرائيلي في سوريا، وليس مستبعداً أنْ يتضّح في قابل الأيام أنّ “الجولاني” سابقاً، و”أحمد الشرع” حالياً، إنما هو إيلي كوهين، محسّنٌ، يحقّق لتل أبيب ما تحلم به في جزء من مشروعها للتمدّد عبر الفرات!.

   إنّ الذين “ابتهجوا” بسيطرة الشرع على سوريا، بديلاً لبشار الأسد، وحكم عائلته الاستبدادي المتحالف مع إيران على مدى أربعين سنة، ينظرون إلى الأمر “عروبياً” في إطار تفاؤل الوصف، و”طائفياً” في إطار التخلص لا من “المدّ الفارسي” وحده في سوريا، إنما من “المدّ الشيعي المشبوه” أيضاً. لكنّ كل ذلك لا يُغطّي حقائق الغطاء التركي لـ”المدّ السُنّي المشبوه” الجديد، ولا الغطاء السعودي، الذي تولّاه وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، تحت لافتة “التوافق الإبراهيمي” لتطبيع نوعي مع إسرائيل على غرار ما فعلته الإمارات، والبحرين!.

   وطبقاً لتقرير نشرته “القدس العربي”،  قال موقع i24NEWS الإسرائيلي إن أرشيف إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي أعدمته دمشق عام 1965، نُقِل إلى تل أبيب عبر مروحية هبطت في السويداء، جنوب سوريا.
     ونقل الموقع العبري عما قال إنه “مصدر سوري في حديث لـ
i24NEWS ” أن “مروحية هبطت في السويداء جنوب سوريا (في الثاني من مايو/أيار الجاري) ونقلت أرشيف إيلي كوهين، كإشارة من الحكومة ولفتة من الرئيس السوري الشرع إلى إسرائيل والولايات المتحدة”. وأن ذلك “يمنع الحاجة للتحليق فوق الأراضي الأردنية أو اللبنانية”.
     وذكّر المصدر، بحسب الموقع، بجدل دار عند هبوط المروحية الإسرائيلية، عندما “تساءل كثيرون في البلاد -وكذلك في إسرائيل- عن غرض الهبوط، حيث ورد، من بين أمور أخرى، أنها (المروحية) كانت تقوم بتسليم الأسلحة والطعام للدروز الذين يعيشون هناك، وأنها كانت تقوم بتهريب زعيم الطائفة في المنطقة إلى إسرائيل. والآن اتضح من المصدر أن المروحية وصلت لجمع الأرشيف، الذي تم تأمينه من قبل أحد قادة القوات المسلحة التابعة للشرع”.

تساءل كثيرون عن غرض الهبوط، حيث ورد أن المروحية كانت تقوم بتسليم الأسلحة والطعام للدروز، وأنها كانت تقوم بتهريب زعيم الطائفة إلى إسرائيل.

ويلفت الموقع إلى أن “هذه التفاصيل تتوافق مع التقارير عن محادثات جيدة تجري في أذربيجان بين إسرائيل وسوريا، تحت رعاية تركيا”، و”محادثات مباشرة بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين والشرع نفسه”.
     وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن عن استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت ضمن “الأرشيف السوري الرسمي” المتعلق بإيلي كوهين، وأن العملية كانت “سرية ومعقدة”، ونفذها جهاز الموساد بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة.


    موضحاً أن “هذه المواد كانت محفوظة تحت حراسة مشددة من قبل الاستخبارات السورية لعقود”، وتشمل وصية أصلية كتبها كوهين بخط يده، وتسجيلات صوتية، وملفات من استجوابه واستجواب من كانوا على صلة به، إضافة إلى رسائل لعائلته وصور من مهمته في سوريا.
      كما ضم الأرشيف مقتنيات شخصية، مثل جوازات سفر مزورة، صور مع مسؤولين سوريين، دفاتر ملاحظات، ويوميات عن عمله مع الموساد، بالإضافة إلى ملف باسم زوجته نادية كوهين يوثق مراقبة الأجهزة الأمنية السورية لها خلال حملتها للإفراج عنه.
      وقد عُقد لقاء خاص بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس الموساد ديفيد برنيع مع نادية كوهين، حيث عُرضت عليها الوثائق والمقتنيات المسترجعة. وأكد برنيع أن “نقل الأرشيف يمثل إنجازاً أخلاقياً كبيراً وخطوة إضافية نحو معرفة مكان دفنه في دمشق”.

   ومن جانب آخر، تمركز رتل عسكري إسرائيلي، صباح اليوم الأحد 25-5-2025، على الطريق الواصل بين بلدة الحميدية ومبنى المحافظة بمدينة القنيطرة في جنوب سوريا.

    وذكر «تلفزيون سوريا»، الأحد، أن الرتل يتألف من 14 آلية عسكرية، بينها ثلاث دبابات من طراز ميركافا، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية عززت انتشارها في المنطقة، دون معرفة الأسباب المباشرة لهذه التحركات.

    ويشهد جنوب سوريا توغلات إسرائيلية داخل المنطقة العازلة، كما تُواصل القوات الإسرائيلية توسيع وجودها العسكري في محافظة القنيطرة.

وتُواصل إسرائيل نشاطها لتعزيز احتلالها قمم جبل الشيخ ومنطقة واسعة تمتد على طول الحدود مع سوريا، وأقامت فيها 9 مواقع عسكرية كبيرة ومنطقة حزام أمني ونشاطات عسكرية مكشوفة في عمق الأرض السورية شرق الجولان.

   وفي توغل إسرائيلي جديد، دخل رتل عسكري إسرائيلي كبير يتضمن أربع دبابات وأربع عشرة سيارة دفع رباعي، صباح اليوم الأحد 25-5، إلى مدينة السلام والمناطق المحيطة بمشفى السلام في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، وفق ما ذكرته مصادر محلية متقاطعة أشارت إلى أن هذا التوغل جاء بعد ليلة شهدت تحليقاً للطيران الإسرائيلي فوق محافظة درعا.

   من جهته، قال موقع «تجمع أحرار حوران» المحلي إن القوات الإسرائيلية تُواصل انتهاكاتها للأراضي السورية، وقد توغلت، صباح الأحد، برتلٍ يضم 4 دبابات «ميركـافا» وعدداً من السيارات العسكرية إلى المنطقة الواصلة بين بلدة الحميدية ومركز محافظة القنيطرة، ثم انسحب الرتل إلى القاعدة في منطقة المهدمة بالقنيطرة حيث تتمركز القوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.

وتقوم القوات الإسرائيلية بتوغلات يومية عند الحدود الجنوبية تترافق مع حملات تفتيش لأهالي المنطقة، وتدقيق في هوياتهم وأوراقهم الثبوتية، كما تقوم باعتقال الشبان السوريين. ووفق مصادر في المنطقة، أطلقت القوات الإسرائيلية سراح شابين من أهالي قرية الصمدانية، جرى اعتقالهما، قبل أيام، عند توغل القوات الإسرائيلية في القرية، وتنفيذها حملة تفتيش للأهالي، دون أسباب ظاهرة، علماً بأن قرية الصمدانية من القرى المحرَّرة، غرب القنيطرة، في حرب 1973.

 وكانت الإمارات قد توسطت في محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل، طبقاً لوكالة رويترز التي كشفت أن الأماراتيين قاموا بإنشاء قناة اتصال سرية بين الطرفين في وقت سعت فيه دمشق إلى تحقيق دعم إقليمي لاحتواء التوترات المتصاعدة مع جارتها الجنوبية.

ووفقا لثلاثة مصادر مقربة من الملف، فإن هذه المحادثات غير المباشرة ركزت على القضايا الأمنية والاستخباراتية وبناء الثقة بين البلدين اللذين لا يربطهما أي علاقات رسمية.

   وبدأت هذه الجهود أياما قليلة بعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للإمارات في 13 نيسان الماضي، حيث وصفتها مصادر بأنها مقتصرة حاليا على “مواضيع فنية” مع ترك الباب مفتوحا أمام نقاشات أوسع مستقبلا.

     وعلى صعيد إسرائيلي كانت “يديعوت أحرونوت” قد كشفت في وقت مبكر من هذا الشهر عن لقاء سري بين تل أبيب ودمشق. وكشفت مصادر استخباراتية عن مشاركة مسؤولين إماراتيين وسوريين إلى جانب خبراء إسرائيليين سابقين في “آلية تفاهم”، التي جاءت قبل أيام من شن إسرائيل غارات على مواقع قرب القصر الرئاسي في دمشق.

    وردا على هذه التطورات، نفت سوريا أي تهديد لإسرائيل، حيث أظهرت وثيقة رسمية اطلعت عليها “رويترز” تأكيد دمشق أنها “لن تسمح بأن تصبح سوريا مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل“.

      من جانبها، بررت إسرائيل غاراتها الأخيرة بأنها رسالة تحذيرية للحكومة السورية الجديدة فيما يتعلق بحماية الأقلية الدرزية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات طائفية متصاعدة.

ويأتي هذا التحرك الإماراتي في إطار سياسة أبوظبي الإقليمية التي تهدف إلى لعب دور الوسيط، خاصة بعد التقارب الإماراتي-الإسرائيلي عبر اتفاق التطبيع عام 2020.

       وكان لقاء الرئيس الإماراتي محمد بن زايد مع نظيره السوري في نيسان قد أسفر عن تقارب في المواقف، مما مهد الطريق لإنشاء هذه القناة السرية التي تعتبر الأولى من نوعها بين دمشق الجديدة وتل أبيب.

    وتواجه الحكومة السورية الجديدة تحديات كبيرة في توحيد الصفوف بعد 14 عاما من الحرب الأهلية، في وقت تتزايد فيه المخاوف الإقليمية من صعود التيارات الإسلامية في سوريا.

مقالات ذات صلة