بقلم: صباح اللامي
يتيهون في دروب شتّى، ثمّ لا دربَ إلا دربُك… يزعمون أنّهم كشفوا (سرّ الأسرار)، وأنهم بلغوا أقطاب السماء بسلاطينهم، وأنّهم يوزّعون الرزقَ على سكّان الأرض، وأنّهم مالكوها المُعمِّرون المسيطرون الحاكمون، ثم لا كشفوا ولا بلغوا ولا زرعوا ولا ملكوا ولا عمّروا ولا سيطروا ولا حكموا، ولكنْ:
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ. الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ).
أولئك الذين يبتغون عَرَضَ الحياة الدنيا، أخذتهم مناهج الأرض ذات اليمين وذات الشمال، ثمّ لم يروا -بعد حين من الكدّ- إلا سراباً يحسبُه الظمآنُ ماءً.
ثمّ سنّوا لهم قوانينَ قوانينَ، وشرائعَ شرائعَ، وتعاليمَ تعاليمَ، وصاروا يقولون إنّ لهم مناهجَ مناهجَ، ثم -في آخر الأمر- لا منهاجَ إلا منهاجُك!.
*تأمرُ بالمعروف، وتنهى عن المنكر.
*توصي بالجار، كما لا يوصي به أحد من قبلِك ولا من بعدِك.
*وتعلمنا أنّ (النجاة في الصدق).
*وأنّ (الكذب خيانة).
*وتأمرنا كما لم يأمرْ أحدٌ من قبلِك ولا من بعدِك: (أدِّ الأمانةَ الى مَنْ ائتمنك ولا تخنْ مَنْ خانك).
*وتعلّمنا أنّ (الدين النصيحة).
*وأنّ الدين (قل لا إله إلا الله، ثمّ استقم)..
*وتعلّمنا أنّ الناسَ (سواسيةٌ كأسنان المشط).
*وتأمرنا أن نعبدَ اللهَ لا نشرك به أحداً.
*وتدعونا إلى اقتفاء أثر النور في ذريةٍ بعضُها من بعض أولئك هم خير البرية.
فيا أيّتها القلوب المشرئبة إلى حبّ أبي الزهراء، المصطفى، المختار، النبيّ، الهادي، المهدي، علم الأتقياء، ونور الأنوار، وباب النجاة، ونبع الطيبين الطاهرين، كوني مع الله، ومع الرسول، يكنِ اللهُ معك والرسول، وخذي بأسباب الهداية بين يديْ حيبِ الله، ويعسوبِ الدين، تَسْعدي كما لا يسعد أحدٌ من قبلُ ولا من بعدُ.
أبا الزهراء قد جاوزتُ قدري
بمدحِك بيدَ أنّ لي انتسابا
فأنتَ أبو كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة.
ويا سيدي -أبا الزهراء- يكفيك قدراً على الأوّلين والآخِرين، أنّ الله العزيز الحكيم ناداك بقوله المبين: (وإنك لعلى خلقٍ عظيم).. صدق الله العلي العظيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أنشر هنا نصّ المقال، حرفياً، بتمامه، ومن دون أي حذف، أو تعديل. ويمكنُ لمن يشاء من الزملاء أو القراء أو المختصين بمراجعة مثل هذه القضايا، التأكّد من عدد صحيفة الزوراء التي كنتُ المبادر إلى إصدارها، وإدارة تحريرها، بموافقة مجلس نقابة الصحفيين العراقيين، الذي كنتُ أحد أعضائه المنتخبين. وأظن أنّ أرشيف نقابة الصحفيين العراقيين ، وأيضاً أرشيف المكتبة الوطنية، متاحٌ للجميع.