رأي

مقالٌ على مقالِ الأستاذ أحمد صبري

تعقيباً على مقال أخي العزيز الصحفي الرائد/ أحمد صبري

الموسوم (ما لم يذكره بول بريمر في عامه بالعراق) بالإشارة لكتاب بريمر “عامي في العراق”، والذي اتسمت فترة حكمه للعراق بالفوضى والتخبط وفقدان الأمن جراء تداعيات الاحتلال الامريكي فاقول:

بول بريمر دبلوماسي أميركي عيّنه الرئيس جورج بوش الإبن رئيساً للإدارة الأميركية في العراق في 6 مايو/أيار 2003، بدلاً من الجنرال المتقاعد جاي غارنر. وتسببت قراراته في دخول العراق دوامة حروب لا تنتهي.

وكنت قد قابلتُ غارنر  بدعوة من صهره الجنابي مع عدد من كبار ضباط الشرطة بعد ان انتشرت الجريمة في الشارع بعد الاحتلال ولم يتمكن جيش الاحتلال من فرض الأمن بل زاد الوضع الأمني سوءا، وقد تكلمت مع غارنر بصراحة عن دور قوات الاحتلال في حصول التدهور في الحالة الامنية وانتشار الجريمة لان قوات الاحتلال حين احتلت العراق بنصيحة من سياسيين عراقيين ضمن ما اطلقوا على انفسهم بالمعارضة، ووعدوا جيش الاحتلال ان الناس في العراق سوف تستقبلهم بالزهور، وتم الاتفاق على ان يصدر بيان من غارنر يدعو قوات الشرطة العراقية لتمارس مهامها من مراكز ودوائر الشرطة. لكن الادارة الامريكية سارعت بعزل غارنر واستقدام بول بريمر مكانه.

   بول بريمر كان شيطاناً في جَسَدِ  وتصرفات انسان.. كان خالياً من الانسانية والرحمة، وشاركته زمرة من الضباط الامريكان ذوي الماضي الاجرامي، ومنهم العقيد جيم ستيل الذي قام باعمال لا انسانية وكان هو من قام باعتقالي و١٥ ضابطاً من حملة الشهدات العليا في كلية الشرطة بادعاءات كاذبة، وكذلك الميجور بيرنارد كيريك قائد شرطة نيويورك السابق، ومؤسس الشرطة العراقية الجديدة في عهد الحاكم بول بريمر، وان كيريك يقضي الآن أحكاماً جنائية في السجون الأمريكية، لثبوت تورطه بقضايا فساد إداري وسوء تصرف بالأموال، وتتراوح التهم بين قبول الرشوة والتهرب الضريبي عندما شغل منصب قائد شرطة نيويورك. وهو اول من شرع الفساد المالي ومارسه في العراق، واتخذ قرارات تسبّبت في كوارث.

كان بريمر طائفيا بامتياز ومارس الطائفية بابشع صورها، اتذكر أول وصوله الي بغداد كان يسأل كل من يقابله من العراقيين؛ هل انت شيعي ام سني. حتي انبرى أحد الشيوخ الشرفاء، وأقدمَ على تعنيفه بـ (رزالة) ناشفة ومستحقة،!! بجدارة حيث رد عليه بان (هذا الأمر ذاتي بين الشخص وخالقه، ولا علاقة لك ولأي كائن آخر ان يتدخّل في هذا الشأن الخاص جداً)، وقد سعى بريمر للتشجيع على الممارسات الطائفة التفريقية، وحرص على تاجيج الطائفية المقيتة من خلال تكرار كلامه عن المظلومية المزعومة..

   يمكن القول إن الأعمال التي أقدم عليها كل من العقيد جيمس ستيل وبيرنارد كيريك ومعهما بول بريمر أفعال تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، لا يمكن ان تسقط بالتقادم، وسيأتي اليوم الذي يحالون فيه مع سيدهم جورج بوش وباقي عصابة الغزو الى المحاكم الجنائية الدولية لينالوا جزاءهم العادل..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*صديقنا الغالي الدكتور أكرم المشهداني، المقيم في اسطنبول، كتب ملاحظة في ذيل تعقيبه، قال فيها: حيا الله الأخ الكاتب الوطني الغيور ابن الكرخ الأشم أحمد صبري.. وشكراً للاستاذ صباح اللامي الصحافي الوطني المخضرم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق