تحليل سياسي

ماذا فعل ترامب عند استيقاظه صباحاً في “جمعة الحرب”؟  

متابعة إخبارية

       برغم مآسي الحرب، فإنّ من أطرف ما قاله المعلق اللبناني “يعرب صخر”، المختص بالأمن القومي والاستراتيجي، متحدّثاً لقناة “العربية” قوله: إنْ كانت إيران، تمارس “بهلوانيّات” في سياستها الخارجية، فإنّ الرئيس الأميركي، يمكن أنْ يعطيها “دروساً استراتيجية” في البهلوانيات!. أما الخبر الأشد فداحة، فهو تصريح بريطانيا، أنّ استخدام أميركا لقاعدة “دييغو غارسيا”، يُقرّبها من المشاركة في الحرب. وكان الرئيس ترامب، قد قال إنّه يفكّر باستخدام طائرة لا يكشفها الإيرانيون في استهداف منشآت المفاعل النووي “فوردو”!.

        هذا يعني أنّ الحرب “الإسرائيلية-الإيرانية”، مرشّحة لأنْ تأخذ مساراً آخر، عالميّ السمات، وليس إقليمياً، لاسيما أنّ الإعلام الإيراني يردّد منذ يوم أمس قولَ المرشد علي خامنئي: “الآن، بدأت الحرب”!. ومن جانب آخر ظهر قيادي في الحرس الثوري الإيراني على الفضائيات، ليعلن “إنّنا لن نسمحَ لإسرائيل بأنْ تتمتع بالسلام مرة أخرى”!.     

       إنّ الذين يعتقدون أنْ الرئيس ترامب، انتبذ نفسه في البداية عن المساهمة في الحرب، مخطئون بالتأكيد، فصحيفة النيويورك تايمز لا غيرها، أشارت في تقرير لها إلى أن “ترامب ، بدلاً من الانضمام للهجوم أو عدم اتخاذ أي إجراء، اتخذ في البداية مساراً وسطياً، وقرّر منح إسرائيل دعماً لم يُكشف عنه حتى الآن من مجتمع الاستخبارات الأمريكي لتنفيذ هجومها”.

        والرئيس الأميركي يعرف تماماً وبالتفاصيل، أنّ إسرائيل بدأت التخطيط لضرباتها ضد إيران في ديسمبر-تشرين الثاني الماضي، وأنّ نتنياهو بدأ التخطيط لذلك في أعقاب تدمير تنظيم حزب الله وسقوط نظام الأسد، ولذا قدّم عرضاً لترامب حول برنامج إيران النووي عندما زار البيت الأبيض في فبراير-شباط الفائت، مستثمراً ما أسماه “فتح ممرٍّ جوي” مباشر من تل أبيب إلى الأجواء الإيرانية!. وكان ترامب قد قدم عرضاً في المكتب البيضاوي حول برنامج إيران النووي.  

    ومن الأدلة التي أشير إليها في الصحافة الأميركية، أنّ ترامب عندما استيقظ صباح (جمعة الهجمات الإسرائيلية على إيران)، كانت قناته التلفزيونية المفضلة “فوكس نيوز” تبث صوراً متواصلة تصوّر ما اعتبرته “عبقرية إسرائيل” العسكرية. ولم يستطع ترامب مقاومة أنْ “ينسب بعض الفضل لنفسه”. !!

      الخلاصة، إنّ تلميح ترامب لإمكانية انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، تقوّي الرأي الذي يذهب إلى “عدم وجود مؤشرات تُذكر –حتى الآن- على انتهاء النزاع بسرعة عبر الدبلوماسية”.

مقالات ذات صلة