أدب

 لم يَعُدْ في التَسامرِ معنى… لم يَعُدْ في المعاني سَمَرْ

شعر: صباح اللامي  

         إلى بقايا أوجاعِ صديقي الحبيب د. محمد الفيحان..

 “كلُّ طاغيةٍ صنمٌ..دُميةٌ من خشب

                                      الشاعر الفيتوري

بين قلبي..والرَّدى

مسافةُ عِشقٍ قديمْ 

يخامرُني

أو  ينادمُ صحوي

شجى وترٍ ميّتِ النغماتْ

   ***

لم يعُدْ في التسامُرِ معنى

لم يعُد في المعاني سَمَرْ

كلُّ وجهٍ وجومْ

كلُّ عينٍ زجاجْ

كل بيتٍ من الشِعْرِ

مقصلةٌ…في فحيح الغيابْ

 ***

الرّدى..زادُنا

واليقينُ افتراءْ

وبأسُ الضميرِ خرابْ

ونسلُ “العباداتِ” شكٌّ وخيمْ

    ***

يُساكننا الضيمُ  

لا نُتقنُ فنَّ اكتسابِ وَغَاهْ

كلّما ضاقَ بالعمرِ صبْرٌ

نجدّدُ في رمادِ “كراماتنا”..

ألفَ صبرٍ سواهْ

     ***

مشينا خُطى الحرفِ

درساً فدرسا..

وحسّاً فحسَاً..

وكأساً فكأسا

فلمّا بلغنا قريبَ ذراهْ

تدحْرجَ فينا المدى

كصخرةِ سيزيفْ

………..

وها نحنُ تحتَ الثَّرى

نعيدُ تلاوةَ أنفاسنا

من جديدْ!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*برقية حب” بقلم الإعلامي والكاتب القدير د. محمد عبد فيحان، نشرَها في صفحة الشاعر جواد الحطاب، ونعيد نشرها شاكرين:  

    فرسان ثلاثة في الصحافة والأدب. .. صباح اللامي .. جواد الحطاب .. هاني عاشور. أسماء لامعة ساطعة في جبين الشرف المهني والوطني والانساني .. مبدعون كبار في صياغة الكلمة الحرة .. ثقافة كانت أم صحافة .. لو تصفحت سيرتهم الوظيفية أو الاجتماعية لن تقرأ سوى عنوانات الوفاء والنقاء والشرف والعز والشجاعة في قول الحق والدفاع عنه أمام الظلم والباطل والطغيان. .. اصدقائي أحبهم بقوة الشجاعة التي تملأ ارادتهم وبحجم الحب الذي يفيض من قلوبهم … أدعو العلي القدير أن يبقيهم أعلاماً شامخة ترنو اليهم انظار الاجيال وتتطلع نحوهم عيون المبدعين بالفكر النير النبيل والخلق الرفيع والروح الوطنية العالية وكلمة الشرف والميثاق والعهد.

                                                      د. محمد عبد فيحان

    وتحت عنوان: (صباح اللامي  … الوفاء وجمال النفس ) كان الأخ الحبيب د. محمد الفيحان، قد كتبَ عنّي ما أعتزُّ به لأحفظَ كلماتِه مجدّداً في “برقية” التي تعرَّضت قبل شهور لغزوٍ تخريبي، واجهناهُ بشق الأنفس، وإليكم نصَّ ما كتبه:

    هذه الصورة بالأسود والأبيض تجمعني بِخلّي وصاحبي النبيل الأنبل صباح اللامي أحد أعمدة الصحافة العراقية الحرة المعاصرة … زمن الصورة في عام ١٩٨٥ في مبنى الإذاعة والتلفزيون في مكتبي حينما كنت رئيسا للقسم السياسي بإذاعة بغداد ، وكان اللامي أحد الأقلام والعقول الساطعة في البرامج السياسية للإذاعة  .

     ولأبي سيف صباح اللامي موقف أخوي وانسانيّ يفيض بالوفاء والإباء والحرية والتضحية والخلق الرفيع معي ومع والدي رحمه الله لا انساه ابداً ما بقيت حياً في هذه الدنيا .

     هذا الموقف جسده حينما تم اعتقالي في عام ١٩٨٧ من قبل مديرية الأمن العامة بتهمة التهجم على رئيس النظام السابق من خلال وشاية حاكها نفرٌ من الحاقدين المأجورين ، وحُكِم عليّ بالسَّجن المؤبّد ومصادرة أموالي المنقولة وغير المنقولة  . . الرجل الوحيد الذي وقف إلى جانب قضيتي ودافع عني دفاعاً مستميتاً لإيجاد مخرج لخلاصي من هذه المحنة الكبرى هو صباح اللامي  ووقوفه بكل ما يحمل من عقل وطيبة مع والدي واسرتي لتخيف قوة الصدمة عليهم  ..  وقد تعرض أبو سيف إلى المساءلة والملاحقة من قبل أجهزة الأمن آنذاك وتهديده بالاعتقال اذا لم يكف عن متابعة قضيتي واضطر لترك العمل في الإذاعة وبقي على اتصال دائم مع والدي للاطمئنان عليّ وعلى أطفالي بعد صدور الحكم الجائر ..

هذه مواقف الرجال الرجال الحقيقة التي لا تُمحى من الذاكرة مهما تقادم عليها الزمن ، فلم يأبَهْ هذا الرجل للتهديد والوعيد والملاحقة وأصرَّ على النبل والوفاء وترجمة قيم الصداقة الحقة بأروع معانيها السامية رغم التحدي الذي واجهه من قبل عناصر الأمن .

   وحينما خرجتُ من سجن الأحكام الخاصة في قرار العفو بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية زرتُه في مكتبه بجريدة العراق وكان سكرتيرا للتحرير آنذاك ، فقد احتفى بي احتفاءً كبيراً وأرسل بطلب عشاء مشوي لكل الموجودين بمعيته بالجريدة واخذني معه إلى بيته الكريم ومع أسرته الطيبة ، بقينا جالسين نتبادل أطراف الحديث حتى السابعة صباحاً

ألف تحية وتحية لك ابا سيف وانت تمثل رمزاً من رموز الوفاء والصداقة والإبداع والمحبة والجمال الحقيقي في النفس البشرية وما أحوجنا إليه اليوم .

                                           د. محمد الفيحان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق