لبّيْكَ الّلهُمَّ لبّيْك..(14) أكاديمياً وصحافياً وفناناً أكملوا “حُسنّ الخلقِ” بـ”بصمة الإيمان”..
لم يصلني مِنهم، وهم في أحضان النّور الإلهي، أمامَ الكعبة المشرّفة، ما ينفعني صحافياً إلا الصور، وأربعة عشر اسماً، لحاملي أمانتها. هؤلاءِ المعتمِرون، أكملوا رحلة “حُسْن الخلُق” بـ”بصمة الإيمان”، في الحرم المكي الشريف، الذي تهفو إليه النفوس الخيّرة، وتعشقُ لقاءه، قلوبٌ يَشغفُها الصدق، والرحمة، ومعاني أنّ “الدين الأخلاق”، وأنّ “الدين المعاملة”، وأنّ “أوّل الإيمان إماطة الأذى عن الطريق”، ويوم سألَ أبو ذر الغفاري، رسولَ الله (ص) عن الإيمان، قال له: “قلْ ربّي الله، ثم استقم”.
وهؤلاء الذين جمعتهم الاستقامة بـ”حُسن الخلُق”، جَمَعهم هذه المرّة “الإيمان”، برجاءِ أنْ يتقبّلَ الله منهم بِرَّهم بالناس قبل الأهل والعشيرة، وحبّهم لوطنهم، ونشدانهم الحقّ في شتى أعمالهم، فمنهم الأستاذ الأكاديمي، ومنهم الفنان، ومنهم الصحافي. ولم نعرف عنهم جميعاً إلا ما هو جميل.
ولأنَّ رحلتهم هذهِ إلى الله تعالى، سأتركُ الحديث عنهم شخصياً، لكنَّ ما لابدَ منه، هو أنْ يعرفَ القارئ، قصة هذه التغطية الصحافية لرحلةٍ “عُمْرَويّة” ومن العمر أيضاً، سمعتُ بها ولم أدرِ أنّ “أبا ياسين” أعني الأخ الحبيب د. طه جزاع، مشاركٌ فيها..كنتُ قد أرسلتُ إليه “تهديداً صحفياً” بكشف أمرهِ للقرّاء إنْ لم يستجبْ لطلب صحافي عاجلٍ، لا مجال لرفع الغطاء عن سريّته الآن، فرفع في وجهي على “الواتصب” صورة تجمعُهُ بـ”أبي علي” الأخ الحبيب الأستاذ حمزة مصطفى..كانت صدمةً مفرحةً بحق، لاسيما أنهما قالا “دعوْنا لك”، وأنا صدقتهما لسببين، لأنهما لا يكذبان، ولأنهما أمام الكعبة المشرّفة، فأين يذهبان من “شارتِها”!.
وما إنْ سألتُ “أبا ياسين” عن أخينا الحبيب الأستاذ زيد الحلي، حتّى “صدمني” بالضربة القاضية، حين أرسل لي عبر الواتصب جميع هذه الصور التي أبهجتني، وأسعدتني، فجميع من فيها أعرفهم، أو أحبّهم من فنانين وأكاديميين وأساتذة كبار. للجميع المحبة والسلام.
“لبّيكَ اللهمَّ لبيك..لبَيكَ لا شريكَ لكَ لبّيك.. إنّ الحمدَ والنعمةَ لك والمُلك..لا شريكَ لك.
عُمرةً مبرورة، وسعياً مشكوراً، وعودةً ميمونة، اللهمّ اكتبها لنا قبل الرحيل من هذه الدنيا، واكتبها لكلّ الساعين بالخير، والداعين إلى الحق، والعافين عن الناس، والمؤمنين بأنّ لنا في رسول الله أسوة حَسَنة، وهو صلى الله عليه وسلم القائل “خير الناس من نفع الناس”، و”لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه”.. ولأنّ هذا الجمع “محبوبٌ” عند الناس، فهم إنْ شاء الله محبوبون عند ربّهم..