رأي

 لا “تبختُر ترامب” يستحق الاحترام..ولا تصدير إيران لـ”ثورتها”!

        أسخرُ ضاحكاً في سرّي، وعلى نحوٍ  رجيم، مِنْ “الرئيس ترامب”، لظنِّه الخائب، أنّه “قويٌّ”، برغم علمهِ أنّه عاجزٌ مثلاً عن أنْ يفعل بروسيا، أو بالصين، ما فعله بالمنشآت النووية الإيرانية!. وازدادت سخريتي، عندما رأيتُ ترامب نفسّه، في يوم مضى من ولايته الأولى، يستجدي “صداقة” الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لا بسبب جمجمة رأسه الضخمة، إنما لجانب رؤوسه النووية التي يهدّد بها الولايات المتحدة، و “تفليس البيت الأبيض على الباگله “!.

     وإ ذن فالتكنولوجيا العسكرية الذكيّة التي جعلت “أبا إيفانكا”، يتبختر كالطاووس الهرِم في حدائق بيته الأبيض، ليست هي “الأقوى” ولا “الأعظم” ولا “الوحيدة” في العالم!..ولو كانت ثمّة “خلايا حكمةٍ” تجري في شرايينه التي يعتّقها الزمن يوماً بعد آخر، لأدرك معنى مِشية تبخترهِ التي مشاها كثيرون من الدكتاتوريين، والعتاة، والطغاة، فآلت عروشهم الى الخراب، بل وانحطَّ البِلى بدولهم نفسها، لتكون أثراً بعد عين!.    

       وقديماً قال الأولون: “إذا دعتك قدرتُك إلى ظلم الناس، فتذكّر قدرةَ الله عليك”، أو في الأقل أنْ كنتَ من غير المؤمنين بالله، فتذكّر قدرة القويِّ مثلِك أو من هو أقوى منك، كما هي الصين اليوم، وربّما روسيا في سرّها لا في علنها!.  

       أما الحديث عن فييتنام، هوشي منه، بكلِّ “عبقريتها الفدائية”، فإنّها واللهِ –برغم صمِتها المطبق منذ عقود- مضربُ المثل في الإباءِ الوطنيّ، والكبرياءِ، وعِزّة النفس والوجدان الحيّ، فهي التي أذلّت أميركا، ومن قبلها فرنسا، واليابان في عالم ما برحَ متعفّنَ الوجودِ، يكادُ يتفتّتُ من فرط نتانته، لا فقط من فرط عفنِ نتنياهو، وكل ما في أبجديته تاريخه من شرور، وخباثاتٍ، ودناءاتٍ، لا تنتمي الى بشرية الإنسان، وكراماتهِ.

     ولكي لا يحسبني “غشامى الناس” على ساحة الدفاع عن إيران، أقول –هي الأخرى- عليها أنْ تتعلّم من تجربة “خذلانها” الأخير، أمام قوّة الأقوى، لكي لا تستقوي –كما استقوت من قبل- على غيرها، ممّن حولها بتسويغات شعار “تصدير الثورة”، التي لم تعُد قادرةً على الثبات إزاء ما في العالم من تقدمٍّ يحتاج إلى منهج تقدميّ في حضارة صار  فيها حتى الذكاء الاصطناعي ذا أجيالٍ، لا جيلاً واحداً!.    

مقالات ذات صلة