كلُّ الظالمين عُراة..(ما عادَ في الدُنيا حَياءٌ تدّري..بردائة الزلّاتُ والسَّوْءاتُ)..

شعر: د. عبد الودود القيسي*
اليومَ كلُّ الظالمينَ عراةُ
كلُّ العراقِ إذا ظمئتَ فراتُ
ما فيهِ حتّى لو تموتُ، مماتُ
رسمتْ نخيلُكَ طول هاماتِ الإبا
فبها بنا صفةُ العلاءِ..صِفاتُ
لكَ يا عراقُ..العمرُ..تبقى خالداً
وإلى الهلاكِ عمالةٌ وغزاةُ
فلوجةُ الأبرارِ منكَ زهورُها
ثمرٌ وعِطرٌ، مسجدٌ وصلاةُ
لمّا يزلْ يحدو الجهادَ رجالُها
مَنْ مثلُهم صوبَ الجهادِ حُداةُ
لو ألفُ إبرهةٍ تستّرَ غازياً
فالساقطونَ الخائنونَ عُداةُ
بالأمسِ كانَ الظلمُ يسترُ بطشَهُ
واليومَ كلُّ الظالمينَ عُراةُ
اليوم في عصرِ الضّياعِ نقولُها
ضاعَ المكانُ وضاعتِ الأوقاتُ
بِردائهِ الزلّاتُ والسوْءاتُ
حتّى تباهى السّاقطون بِسقْطِهمْ
ونمَتْ على أحداقهم جَمَراتُ
فجراً وظُهراً للنفاقِ صلاتُهم
وبليلِهمْ خمّارةٌ وزناةُ
تجري العروبةُ في عروقي مثلما
يَجري بروحي دجلةٌ وفراتُ

بيني وبينَ العُرْبِ أنّى قُسّموا
ضادُ العروبة في الدماءِ سِماتُ
هيَ أمةٌ صالتْ على أحرارها
هي بعضُها من بعضِها تقتاتُ
هي أمةٌ عربيةٌ ما قَطّعتْ
أوصالَها الأرتالُ والقطعاتُ
لكنّها هيَ قطّعتْ أوصالَها
والصّحوُ فيها الموتُ والسكراتُ
ولذاكَ إنّي أستميحُكِ أمّتي
عُذراً..فبعضُكِ..لا البغاةُ، بُغاةُ
إنّا رضينا أنْ نفارقَ بعضَنا
وتخاصمَ الإخوانُ والأخواتُ
عجباً سَعَيْنا للفِراق تجمّعاً
وإلى التوحّدِ في القلوبِ سُباتُ
وكأنّنا صَرْعى..فتلكَ حياتُنا
تلهو بها النزواتُ والشهّواتُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كانَ شاعرنا لواءً في الجيش العراقي، باختصاص “طبيب عيون”، تخرّج في جامعة لندن، ويقيم حالياً في عمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية. وكانت اللحظة الفارقة في حياته، عندما حلَّ برايمر ممثل الاحتلال الأميركي، الجيش العراقي.
ويؤثر عن الشاعر المبدع الطبيب عبد الودود القيسي أنّه أوصى أنْ يُدفنَ بالزيّ العسكري.