كلمةٌ لابدَّ منها بحقِّ روح “السيد حسن نصرالله”!



نجَحت “الفتنةُ الرجيمةُ”..حَفَرتْ للناس خندقين، هؤلاءِ بـ”تهمةِ” أولئك، وهؤلاءِ أيضاً بتهمة أولئك!.. لكلِّ طرفٍ سيلُ أكاذيبهِ، خطاياهُ، آثامهُ، بل جرائمهُ!.
وفي مدلَهَمِّ الصراعِ لعقودٍ بين هؤلاءِ وهؤلاءِ، وأيضاً بتجييش وبـ”تجحيش” أولئكَ، وأولئكَ، ذهبت سُدىً، وتظلُّ تذهبُ تضحياتُ الأبطالِ، وتُقى الصابرين، ونبلُ الصافين، وحِلمُ الماكثين على كراماتهم، فيما تبقى أشرعةُ أحلام الفقراءِ الإنسانيةِ مفتوحةً على الآتي!.
عقيدةُ حسن نصرالله الدينية، المذهبية، هي أسُّ تقليدِهِ لإمامهِ “السيّد علي خامنئي”…كالشيوعيّ العراقي الذي اعتادَ تقليدَ “إمامهِ” الزعيم السوفييتي لينين، أو كالقومي الذي كان يقلِّدُ “إمامَهُ” الزعيم جمال عبد الناصر . ومثلما رُميَ نصرالله بـ”العمالة” لطهران، رُميَ الشيوعي بالعمالة لموسكو، ورُميَ القومي بالعمالة للقاهرة!.
وفي مسار احترام “البطولات”، ذاتِ العطر “ الجيڤاري”، يصطفّ شنقُ “فهد” زعيم الحزب الشيوعي العراقي سنة 1949، وشنقُ سيّد قطب مفكّرُ الإخوان المسلمين في مصر عبد الناصر سنة 1966، وتصفيةُ المفكّر الشيعي العراقي “محمد باقر الصدر” وشقيقته “بنت الهدى”، سنة 1980، ومصرعُ المرجع الديني “محمد صادق الصدر” وولديه “مصطفى ومؤمّل” سنة 1999، وأيضاً وبلا ريب، شنقُ الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين سنة 2006، ومصرعُ الزعيم الفلسطيني “يحيى السنوار” في غزّة، وأخيراً اغتيالُ زعيم حزب الله اللبناني “حسن نصرالله” في السنة نفسها، وفي أتّون الحرب ذاتِها!.

أنا لا أتحدّث عن “المبادئ”، ولا عن “الحق والعدالة”، ولا عن تاريخ هذه الشخصية أو تلك، إنما أتحدّث بلغة أشبه بلحنٍ تجريديّ عن لحظة كبرى في حياة الإنسان، سمّاها فهد “إنّ موتي انتصار”، وقال عنها سيد قطب “أنا أكبر من أنْ أسترحمَ الباطل”، وصرخَ لها بعلنية مصرعِه “محمد باقر الصدر”، وتلفّع لها “محمد صادق الصدر” بكفنهِ، وصعدَ صدام حسين مشنقتَهُ، رافضاً “غطاء الخوف” من حبلِها، وتلقّى السنوار رصاصَها ببطولة، واستعدَّ لها حسن نصرالله في غيابةِ أربعين سنة من الانتظار!ِ.
وعلى النهج ذاتهِ، ضُرّجت أرواح الأمة عبر القرون بدم “عمر” الذي سفكته طعناتُ الخنجر المسموم لأبي لؤلؤة، وعُفّرت بدم “عثمان” الذي حَزّت رأسَه سيوفُ الخارجين، مثلما اصطُبغَت بدم “علي” الذي سفحه سيفُ ابن ملجَم، وتماماً كما عُمِّدتْ أرواح الأمة بدم “الحسين” يوم الطفّ بكربلاء، تلك التضحية التي انتصر فيها الدمُ على السيف!.
إنّ للبطولةِ “عطراً” لا يجرؤُ المرءُ السويّ على إنكار الإحساس به، لكنّ “الفتنة الرجيمة”، هي التي علّمت هؤلاءِ، وهؤلاءِ، بقصديةِ أولئك وأولئك، لكي يسدُروا في غيِّ خندقيهما!.
أقولُ قولي هذا، وعلى الطيّبين السلام.
