قصة القاعة التي تعقد فيها “القمة العربية”.. فمن بناها؟ وما هي دلالات ما يظهر فيها؟


إنها “القاعة الجماهيرية” في القصر الجمهوري، بُنيت بأيدٍ عراقية وبتصميمٍ عراقي من قبل دائرة الشؤون الهندسية في ديوان الرئاسة سنة (1991)*.
ينتصب في جدران القاعة 18 عمودًا، تمثل محافظات العراق كافة، وكل عمودٍ يحمل نصًا شعريًا ومجموعة تماثيل تعكس ما تتميَّز به تلك المحافظة من إرثٍ حضاري وتاريخي.

ترتبط الأعمدة الرمزية مع بعضها البعض في السقف بجسور، وتتقاطع الجسور بشكلٍ شبكي ورمزي كناية عن أصابع الأيدي المتشابكة لتعكس التلاحم بين أبناء الشعب العراقي في جميع المحافظات، وترسل رسالة مفادها أن الشعب العراقي كتلة متلاحمة في الماضي والحاضر والمستقبل، ولا يقبل القسمة، وهو بحد ذاته رقم صعب، ولذلك ارتفع هذا التلاحمُ بين أيدي العراقيين ليطرّز سقف القاعة، وليكون على هيئة خيمة عراقية وارفة الظلال على العراق وعلى ضيوفه، ومحبّيه، ودليلًا على كرم العراقيين وأصالتهم.

القاعة ( الجماهيرية ) تقع داخل المباني التي تضمُّ القصر الجمهوري، بقلب بغداد / الكرخ الجزء الأيسر .
حين دخلتها في قمة بغداد 2012 لفتتني الألوان الثلاثة فيها ؛ القهوائي والبيج والأزرق التركوازي فقط**، وأنّ كل عمود يمثل تاريخاً لمحافظة عراقية .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*غيرُ مُجْدٍ، الخوض في شؤون قصّة هذا “الصرح العظيم”، وشجونها، فذلك قد “يخدِشُ” نصاعةَ “سَمْتِ” اللحظة التاريخية. وعلى رأي أبي فرات، “فالصمتُ أفضل ما يُطوى عليه فمُ”!. لكنّني ألوذُ بعبقرية “الجواهري” أيضاً:
وقائلةٍ أمَالكَ من جديدٍ؟
أقول لها: القديمُ هو الجديدُ
كشفتُ بأمسِ وجهَ غدٍ رهيبٍ
أماطت عنه قافيةٌ شرودُ
“كزرقاء اليمامة” حين جلىّ
مصائرَ قومها بصرٌ حديد
وما كنتُ “النبيَّ” بها ولكنْ
نبيُّ الشعر شيطانٌ مريدُ
لعمركِ إنَّ سادرةَ الليالي
إذا لم تُخشَ عودتُها تعودُ
تعود بمثلِ ما حَملتْ وألقتْ
ومثلِ لِداتهِ الفجرُ الوليدُ
ومَنْ لم يتَّعِظْ لغدٍ بأمسٍ
وإنْ كان الذكيُّ هو البليدُ
**الإشارة إلى الألوان الثلاثة: القهوائي، البيج، والتركوازي، توحي بانسجام جمالي يعكس البيئة العراقية (تراب، صحراء، ماء)، في تناغم بين التاريخ، الأرض، والثقافة.
“رئيس التحرير”



