ثقافة

في (محفل عالمي)..بصماتُ تراثِ العراق تصنعُها جهودٌ ذاتية لمَفْتونينَ بُحبِّ بلادهم!

        في محفلٍ تراثيٍّ عربيٍّ مهم، سجل العراق مشاركتين تراثيتين في مهرجان أيام الشارقة التراثية الذي ينعقد سنوياً من كل عام في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شهدت الدورة الحالية مشاركة ثماني دول عربية، بينها المغرب،والأردن، وفلسطين، والجزائر، وعشرين دولة أجنبية، أبرزها الصين والهند وفرنسا، وإسبانيا، وروسيا، وهولندا.

        مشاركة العراق في هذا الحدث العالمي تمت بجهود ذاتية غير رسمية، قام بها عراقيون مُحبّون لتاريخ العراق وتراثه، تمثلت في حضور الغناء العراقي القديم، والأزياء التراثية وسط دعوات ومناشدات من المشاركين بأهمية توفير الدعم (المعنوي) من قبل الجهات الثقافية الحكومية العراقية لهم ولو على غرار بعض ما تلقاه المشاركات العربية والعالمية من اهتمام وتقدير ودعم مادي ومعنوي وإعلامي وهي تشارك في مثل هذه المهرجانات، لا سيما أنها تحرص على نقل صور من تاريخ العراق وتراثه إلى العالم.

    (طالعه من بيت أبوها)، و(عيوني الأفندي)، و(ميحانه ميحانه)، و(على جسر المسيب سيبوني) وغيرها كثير من تراث العراق الغنائي، جاءت لتشارك وتصدح هي الأخرى في ساحات منطقة قلب التراث بفعاليات أيام الشارقة التراثية، مع لمسات فنية لصورة بيت القصب العراقي ومكوناته، وأزياء العراق التراثية في مختلف مناطق البلاد.

      الفنانون من أعضاء فرقة الشمائل المتخصصة بتقديم الفولكلور العراقي القديم يستقبلونك بزيّهم التراثي المعروف (الأفندي) وهم كل من: أحمد بهلوان (عازف الإيقاع)، ونزيه الساهر (عازف العود)، ويوسف الدراجي (عازف الإيقاع)، وعازف الدف سند الحلفي، ويضيف هذا الزي لا سيما (السدارة الفيصلية) التي كانت سائدة في بغداد في الخمسينيات، جواً متألقاً للتراث الغنائي البغدادي يزيده جمالاً بهاء المعالم العمرانية التراثية كالأسوار والبراجيل وسائر المباني التراثية الأخرى في أرض فعاليات قلب الشارقة.

      يقول طالب عارف النحات مدير الفرقة: “هناك بريق خاص ودائم للتراث، فهو يستقطب الناس ويجذبهم إليه بكل مضامينه وفنونه؛ أمثال، قصص، حرف، لباس، وغيرها، ولا شك في أن الغناء التراثي من أبرز مكونات تراثات الشعوب، وقد جئنا للمشاركة في هذا المحفل المهم، وتقديم صورة مشرقة للتراث العربي بتقديم أغانٍ عراقية أسعدنا تفاعل الناس معها ومحبتها لا سيما أغاني ناظم الغزالي، عفيفة اسكندر، زهور حسين، وحيدة خليل، إضافة إلى داخل حسن، وحضيري أبو عزيز وغيرهم“.

    أما علي تحسين خليل البصراوي وخلود الكعبي المشرفان على بيت القصب العراقي ومحتوياته في أروقة العرشان الإماراتية التراثية، شاركوا بأزياء تمثل بيئات العراق المختلفة، مثل الجبل في الشمال، والسهول في الوسط، والبادية في جنوب وغرب العراق، كما استعرضوا مجموعة من المشغولات التراثية اليدوية، وعدداً من المقتنيات المُتْحَفية مثل الراديو والتلفزيون ومدفأة علاء الدين والجلسة الشعبية، وغيرها، إضافة لمجموعة من كتب التراث العراقي التي تحدثت عن تراث وتاريخ العراق وبغداد.

    ما أسعدنا في المشاركتين المذكورتين هو اجتذاب الجمهور والفنانين المشاركين في أيام الشارقة التراثية واحتفاؤهم بالأعمال العراقية، فالعراق بلد له تاريخ فني وتراثي واسع التأثير، ويغري الجميع باكتناه أسراره ومعرفة عراقة موروثه، ويسعد أي عراقي أن يرى بلده موضعاً للحفاوة والترحيب والسؤال عن فكره وثقافته وآيات حضارته. وكل هذا بالفعل يحتاج الى ملاحظة ودعم واهتمام، آملين أن تجد دعواتنا صدى لخدمة ثقافة العراق، وإظهارها بأجمل الصور.

مقالات ذات صلة