في رثاء منذر آل جعفر..كانَ صوتاً لا يعرفُ الصمت!!
ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نودّع اليوم علماً من أعلام الكلمة الحرة، الكاتب والشاعر والصحفي والمحامي منذر آل جعفر (أبو النعمان)، الذي ترجَّل عن صهوة الحياة بعد صراع طويل مع المرض، مخلفاً وراءه إرثاً أدبياً وإنسانياً لا يزول.
لقد كان منذر آل جعفر صوتاً لا يعرف الصمتَ، مدافعاً عن الحق بالكلمة، وبانياً لجسور الفكر عبر أدبه وشعره وصحافته. هو من أولئك الذين لم يكتفوا بالحلم، بل جعلوا من أقلامهم سلاحاً ومن عدالتهم مرآةً للمجتمع. في كتاباته، كانت الكلمات تتأنق، وفي شعره كانت الروح تتجلّى، وفي مهنته كمحامٍ كان ضميراً حياً ينشد الإنصاف والحق.
إلى أخيه الأديب رباح آل جعفر، الذي شارك الراحل رحلة الكلمة والأدب، وإلى أولاده النعمان وعبد الرحمن وابراهيم وأصدقائه ومحبيه، أقول: عظم الله أجركم في فقيدكم وفقيدنا جميعاً. فقد كان منذر آل جعفر شجرةً وارفة الظلال، أغنتنا بثمارها، وها هي اليوم تعانق السماء، لكن ظلّها سيبقى راسخاً في قلوبنا وأذهاننا.
مازلتُ أتذكر آخرَ لقاءٍ بيننا في شقتك بحضور الصديق العزيز رعد اليوسف قبل عام مضى يومها ذكرتني بمواقف كثيرة مررنا بها كانت ال (آل) تجمعنا حتى ان وزير الاعلام وقتها كان يعتقد أنك أخي فيرسل سلامه لي بواسطتك ونفس الشيء يحصل معي.
أرثيك يا صديق العمر لا لأنّ الكلمات تكفي، بل لأنها واجب، ولأنها الوسيلة الوحيدة التي أمتلكها لكي أقول: “لن ننساك.”
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وأهله ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.