أدب

عبد المنعم حمندي: وهل ينفع النّدْبُ في وطنٍ ماتَ فيه الوطن؟!!  

ماتَ فيهِ الوطن ؟

…..

*دعوني أسمّي الشاعرَ المتفرِّدَ جرْساً، وحسّاً، ذا العزفِ المنفردِ، المكتنزٍ عشقاً لوطنهِ، وحبّاً لتاريخه، والمخلصَ لفنّه الشعري، “شاعر الغُربة”، فهو في الكأس قطرةُ حنظلٍ خارج سرابها، وهو دونَ كأسِ الحنظلِ، أشبهُ بـ”روبن هود”، أو “أبي ذر الغفاري”، يندُبُ نفسَهُ، ليُخاصمَ المترفين في دُجنّةِ الغابة، أو في مجاهل الصحراء، ليعيد إلى جائع لقمةً سرقها المترَفُ في قانون عليّ؛ “ما اغتنى غنيٌ إلا افتقر فقير”، أو ليُرجِعَ “فائض القيمة” إلى صاحبها البروليتير في قانون كارل ماركس.

  وبعدُ، فزميلُنا الشاعر المبدعُ الأستاذ “عبد المنعم حمندي” يستحق لقبَ “شاعر الغربة”، إذ لم أجدْهُ منشغلاً في شعرهِ، سواءٌ أكان داخل البلد، أو خارجَه، إلا بما يُشعرنا أنّهُ “غريبٌ”، فهو القائل:

   صَمتَ المنشدون ..

   وصار النعيقُ صديقاً

   وفي كل بيتٍ غرابْ،

   اغتربْنا  ..

   وهل بعدُ من أملٍ

   أن يعودَ إلى القيظِ ذاكَ السحابْ ؟.

   لم أشأ التحدّث عن “حمندي” شاعراً ، بلسانِ ناقدٍ، أو مراقبِ أدبيّ، إنما هي رؤية سوسيولوجية عميقة، لها بُعدها الزمنيّ في شعره، ولم تكن محضَ مصادفةٍ أو مجاملة.

                                                                              صباح اللامي

مقالات ذات صلة