بقلم: عكاب سالم الطاهر
عن الرئيس العراقي السابق ، المشير عبد السلام محمد عارف ، أكتب ولكن باقتضاب ، وربما بتحفظ. وأصارحكم بان مشاعري تجاه الرئيس عارف (الأول) ، فيها من الإيجابي والسلبي الشيئ الكثير ، خاصة فيما يتعلق بمنهجه في الحكم . وكبشر وكحاكم ، فان المشير عارف له من المواقف ، وعليه من المواقف . هناك ما يُحسبُ له ، وهناك ما يُحسب عليه . وتلك سنة الحياة . وفي كل الأحوال رحمه الله .
صاحب نكتة
ويُعرف الرئيس عارف ، بأنه صاحب قرار جريء ، ومواقف اقتحامية . ولعل اذاعته البيان الأول للرابع عشر من تموز 1958، مَثَلٌ بارزٌ لمواقفه الشجاعة .
وعُرف الرئيس عارف ، أيضاً ، بنكاته التي تأتي (ثقيلة) ومُسيّسة ، كما يرى مراقبون . ومن خلال بعض نكاته تلك ، يجرح خصومَه ، او الذين يختلف معهم، ويُبالغ بذلك التجريح.
وتحتفظ الذاكرةُ العراقية بنماذج من تلك (النكات) ، التي كان يطلقها في هذا المكان أو ذاك ، وفي هذه المناسبة أو تلك .
من هو دَبَشْ ؟!
وفي الارشيف الصحفي ، اقرأ المعلومة التالية :
مساء يوم خريفي تحرك في بغداد بعض اعضاء تنظيم القوميين العرب (الناصريين) للقيام بانقلاب ، وتمكن رجال الامن من القبض عليهم ودون ضجيج او اعلان حكومي . وفي صبيحة اليوم التالي انعقد مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية ، عبدالسلام محمد عارف ، حيث يشغل الوظيفتين . وبعد جلوسه ووضع منهاج الجلسة امامه والموجودة امام وزرائه ، واذا به (يصفن) طويلاً دون كلام او يأذن لمقرر الجلسة بالبدء .
ذلك الوزير
وتحت حيرة الوزراء ركَزَ نظره على وزير الاعلام آنذاك عبد الكريم فرحان وهو أحد قادة القوميين العرب . وقام بمناداته بصوت عالٍ : (حَبَشْ ، حبش) واستمر بالنداء دون ان يجيبه أحد . ثم أكمل : إقبضْ إحسابك من دبَشْ . واستدار لمقرر الجلسة بالقول : يالله ابني باشر … .
معلومة نرويها فقط ، دون تعليق .
لكننا لا نعرف من هو ( دَبش ) . ولعل الكاتب
التراثي الثبت ، الاستاذ ابو رامي ( الباحث رؤوف الصفار )، يعرفنا بشخصية دَبَش ؟؟!!.
اما تسمية ( حبش ) ، فانها تذهب نحو
الدكتور ( الطبيب ) الفلسطيني جورج حبش،
مؤسس حركة القوميين العرب .
