سوسيولوجيا عراقية (7).. جنون الارتماء في أحضانِ “الياسمينةِ”!
اليوم عيدُ انبثاقِ سِراجك في سديم هذه الأرض…الدنيا ظلماء جداً، للغاية، من دون غزلِ عينيك، وارتجافة فمك، وغُنْج صدرك المكتنز، بسرِّ وجودي!. من دونِ دفء أحضانِك، على الدنيا “الموت الزؤام”، لا السلام، فما الذي يبقى لي إنْ خسِرتُك؟!.
أيتها الياسمينة. إذا انطفأت جمرةُ حبّك في قلبي، فذلك هو يوم استشهادي في سبيل عِشْقك، وَوَلَعي بشذاك، وانتصاري الدائم على ضعفي بقوّة حبّك، وعلى خوفي بعجائب ضراوتك، وعلى جهلي بجريء عِلْمِك.
لا أعرف تاريخاً مكتوباً للّحظة التي عشقتُ فيها النظرَ الى بهاءِ جغرافيتِك. ربما كانت “صدمة” اللقاء الجميل، من نسيج ما غنّته عصافيرُ ما قبل الميلاد، أو قبلَ التاريخ، أو قبل هبوط آدم وحواء على هذه الأرض التي ما فتئت تختزن عجائب جمالاتِك!.
سيظن كثيرون، أنني أكتب عن “أنثى”، “لا” فأنا أتحدّثُ عن “مدينتي” المعشوقة، لكنّ ظنونهم بالتأكيد لن تكون إلا جزءاً من “ريبتِهم” الدائمة من أي إعلان لحالة عشق، حتى لو كانت من طراز “المقدّس” لا “المدنّس”!.
الغشماء، وحدهم قادرون على البقاء أحياء من دون حبّ. جرّبتُ ذلكَ يومَ كنتُ غشيماً. وعَرفتُ يومَ أحببتُك “تماماً”، أنني كنتُ مدفوناً تحت رمال رتابة الحياة اليومية بكل ما فيها من سواحب أيام السَّلْم، وكوابح أيام الحرب!.
ويوم أحببتُك منذ مليون سنة وأكثر، قررتُ أن لا أبوح لأحد باسمك، لكنّ الشياطين، كانوا دائما يُمسكونني بالجرم المشهود، عندما أنطق باسمك، أو أغنّي لك، أو أستمع لأول مرة في حياتي، لأغنية عبقري الإحساس الميتافيزيقي، داخل حسن (ما نِمتْ ليلي.. اتگالب ويه الروح..ما نِمْت ليلي!)..أردت فقط أنْ أختار مناخاً جديداً للاحتفال بعيد انبثاق سراجك!.
كيف ألفظ اسمك، صعب جداً، ومثير جداً، وغالٍ عليّ جداً أنْ أكشف سرّاً، قرّرتُ لمليون سنة ونيّف، أنْ يظل اسمُك حبيسَ جدران نبضي، ريثما ينتقل معي الى جدران رمس لابدَّ ملاقيهِ، وإنْ بعدَ مليون سنة ونيّف!.
أيتها الياسمينة:
هل يكفيك حبّي عبر الأزمان، والتواريخ، و”أثيرات” العالم؟!..لا إخال الحبّ “حسّياً”، و”فيزيائياً”..لابدّ أنه من الروحانيات، أو من التجلّيات العقلية، المثالية الصافية. لابد أنه تجريدي كالرياضيات أو كالرسم التشكيلي أو كالموسيقى، وإلا كيف اندفع وجداني –وهو في أشد حالات العشق لسراجك- الى اختيار قطعة موسيقية عالمية، لم اسمعها من قبل، مناخاً أو جوّاً للاحتفاء بعيد انبثاق سراجك؟!. ما أدريه أنّ الحبّ قوّة خلّاقة.
كنتُ قبل أنْ أكتشف عينيك الملهمتين، أعُدُّ العمر بالسنين، والأشهر، والأسابيع، والأيام. وربما الساعات. تغيّرتْ فيما بعد معايير حساب مسارات الماضي والحاضر والمستقبل. كل شيء صار له طعم، وكل صباح له عطر، وكل مساء له ذائقة، وكل ليلة تمرُّ لا تَقْلِبُ صفحَتها ليومٍ آخرَ بل تُعلن عودةَ الروح بالجسد إلى “فتوّة” أجمل، وأقدر على تشكيل معنى لحياة، ليس من الثابت أن يكون لها معنى من دون عشقك!. أحتفل بك وحدي، سراً، وكلُّ من اكتشفني متلبّساً بـ”ارتكاب حبّك”، يسأل عمّن دفعني الى هذا “الجنون اللذيذ”، جنون الارتماء في أحضانك، عبر مئات ألوف الكيلومترات، من مدينة “كالغري” في آخر الدنيا المنجمدة 40 تحت الصفر إلى أوّل الدنيا في ميسوبوتيميا، حيث الدفء، والعيش اليسير، وإشراقة عيني ياسمينتي !!