سمير العجوز يرد على لطيف نصيف جاسم :أنا سمير مش محسن ؟!
في موقع « برقية » قرأتُ مقالة الدكتور أكرم المشهداني (هَوَس “فَبْركَةِ” أخبار وفيّات المشاهير!!…). وتفاعلتُ مع ما رواه من وقائع مثيرة. وتوقفتُ عند الفقرة السادسة من المقال المتعلقة بخبر كاذب عن موت السيدة أم كلثوم، قبل أن تموت حقيقة. ورغبتُ في أنْ أدلي بدلوي. ورحب الدكتور المشهداني بما انتويتُهُ، فشكراً له، وللأستاذ اللامي.
***
في منتصف عام 1973، استقدم الإعلام العراقي عامة، وجريدة الثورة خاصة، العديد من الإعلاميين والصحفيين والفنانين والكتاب المصريين. وكان الدافع مهنياً وسياسياً. ومن الأسماء التي استقدمتها جريدة الثورة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: محمد حجازي ومصطفى طيبة وسعد زغلول ونبيل زكي وعبد الرحمن الخميسي وطاهر عبدالحكيم وسعد التائه.
***
كان الكاتب سعد زغلول ، جاري في السكن بعد أن غادرتُ حياة العزوبية. وذات مرة دعانا إلى شقته المطلّة على ساحة عقبة بن نافع. وكان من ضمن المدعوين الصحفي الفلسطيني حسن الكاشف والصحفي الاردني حسن طوالبة والإعلامي المصري سمير العجوز، مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية في بغداد.
أين الصحيح في وفاة السيدة أم كلثوم؟ خلال تلك الدعوة روى العجوز ، المعلومةَ التالية :في أحد مستشفيات القاهرة ، انتقلت الى جوار ربها المطربة السيدة أم كلثوم. وعندما شاع الخبر هاجت الجماهير متوجهة إلى المستشفى.
ولخشية السلطات مما سينتج عن هذا السيل الجماهيري المليوني ، كذبت السلطات ذات العلاقة خبر وفاة السيدة أم كلثوم ، بينما السيدة ماتت حقيقة.
ومن القاهرة ، كانت برقيات مدير مكتب وكالة الأنباء العراقية في القاهرة الاستاذ محسن حسين ، تصل إلى بغداد ناقلة ما تصرح به الجهات الطبية المصرية :في برقية ماتت السيدة . وفي برقية أخرى لم تمت السيدة.
ولأنّ الخبر يهم العراقيين أيضاً، وأمام هذا( التشويش) ، اتصل مدير عام الإذاعة والتلفزيون في العراق ، وكان في حينها الاعلامي لطيف نصيف جاسم ، اتصل بمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط ، سمير العجوز وسأله عن الصحيح في وفاة السيدة. ولأن العجوز يعرف الحقيقة بشكل قاطع ، فقد رد على المسؤول العراقي بأنها ماتت. عندها قال المسؤول العراقي :
لعد محسن حسين إشلون إيگول ما ماتت ؟. أجابه سمير العجوز بأعصاب باردة: إستاز.. انا سمير مش محسن ؟!.