رويترز والغارديان: إيران مصرّة على “الانتقام”..وإسرائيل تهدّد بتحريم “قنبلتها النووية”!



“برقية”: خاص
تناقض السياسة الخارجية لترامب، وعدم وضوحها، يغذّيان عدم الاستقرار، ويخاطران بجرِّ “الأعداء في الشرق الأوسط” نحو أخطاء كارثية!. وأصبحت إسرائيل –بتعبير صحيفة الغارديان- واثقة بشكل متزايد وخطير من قدرتها على إعادة تشكيل الشرق الأوسط من دون دفع المنطقة الى حافة الهاوية!. إنّ تل أبيب تعتقد الآن أنّ ضرباتها السابقة لحماس، وحزب الله، ودفاعات إيران الجوية، خلقت فرصة قصيرة الأمد لأنهاء ما تسميه “التهديد الوجودي الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني” قبل فوات الأوان.
وثمة اعتقاد، بات يُتداول الآن في أروقة المجتمع الدولي، يؤكد أنّ “نتنياهو”، وقّت هجماته المباغتة، قبيل عقد آخر جلسات الحوار الأميركي-الإيراني في عُمان، خشية التوصل إلى “اتفاق”، فقرّر الضرب أولاً، إلا أن مسؤولين إسرائيليين –طبقاً لصحيفة الغارديان البريطانية- أفادوا أنّ لديهم “ضوءاً أخضر سريّاً” من الولايات المتحدة الأميركية، وإن كان مشفوعاً بـ”ادعاء” ترامب معارضته للهجوم الإسرائيلي!!.

ويشير “رأي الغارديان” إلى أنّ إيران تكاد تترنح تحت ضربات موجات الهجوم الإسرائيل، لكنها لا تريد أن تبدو بمظهر “الضعيف”، ظانّةً أن ما يناسبها التظاهر بعكس ذلك على المدى القصير، إذ لا يبدو أنها تستطيع فعلياً الردّ بأقسى مما فعلته الهجمات الإسرائيلية، ناهيك عن مواجهة الولايات المتحدة. ويتضح ذلك في المساومة التي تضمّنتها تصريحات ترامب، فهو من جهة يهدّد بـ”عصا” توجيه “هجماتٍ أكثر وحشية”، ثم يلوّح بـ”جزرة” عقد صفقةٍ قبل أن لا يتبقى شيء”!.
وحسب رأي “الغارديان” الذي نشرته أمس الجمعة فإنّ “الهجمات الإسرائيلية الصادمة” على إيران، تشكل إشارات أميركية مربكة تُفاقِم الأخطار الدولية. وذهب “الرأي” إلى أنّ التهور في حكومة بنيامين نتنياهو، وتناقض تصريحات دونالد ترامب، يعمّقان الأزمة في الشرق الأوسط!ّ.
وأوضح أن روسيا لن تتدخل لإنقاذ طهران، وبينما لا تريد دول الخليج عدم الاستقرار، فإنها لا تبدو منزعجة من رؤية “إيران” المنافس القديم يضعف.

وقالت الصحيفة البريطانية: إنّ السؤال الواضح هو مستقبل موقع التخصيب الإيراني الرئيس تحت الأرض في “فوردو”، والذي يعتقد الكثيرون أن إسرائيل لا تستطيع تدميره دون “قنابل أميركية مخترقة للتحصينات”. أما إذا كانت إسرائيل تعتقد أن القضاء على الأفراد وبعض البنية التحتية كافٍ لمنع التهديد النووي الإيراني، فهذه مغامرة خطيرة للغاية.
ومن المرجح أن يؤدي هذا الهجوم الإسرائيلي إلى تسريع طهران سعيها نحو الحصول على حالة نووية كاملة. كما يخاطر هجوم إسرائيل بتحفيز إجراءات أكثر يأسًا في هذه الأثناء. الأرجح أن إسرائيل تأمل في جر واشنطن إلى الصراع، إما بإقناعها بأن إيران “نمر من ورق” أو باستدراج طهران لمهاجمة أهداف أمريكية.
وترامب الذي ادّعى في خطاب تنصيبه قائلاً: “إرثي الأكثر فخراً سيكون صانع سلامٍ وموحّد”!. أكد الجمعة أنه غير قلق من اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط بسبب ضربات إسرائيل!.

وكان تقرير لرويترز باللغة الإنكليزية، أوجزَ مسار الحرب “الإيرانية-الإسرائيلية” حتى يوم أمس الجمعة، بأربع نقاط:
1-إيران تطلق مئات الصورايخ، بعد ضربات إسرائيلية على موقع نووي.
2-إسرائيل تهدف إلى منع إيران من بناء أسلحة نووية، حسب نتنياهو.
3-ترامب يحث طهران على وقف القصف من خلال التوصل إلى اتفاق نووي.
4-المرشد الأعلى لإيران يتهم إسرائيل ببدء الحرب ويتوعد بالانتقام المؤلم.
وأكد التقرير أنّ الصواريخ شوهدت في سماء تل أبيب، فيما أعلن الجيش الإيراني إطلاق مئات الصورايخ الباليستية على إسرائل ردّاً على قصف إسرائيل موقع نطنز النووي الضخم تحت الأرض، وقتلت كبار قادتها العسكريين.

وأوضح مسؤولون إسرائيليون أنّ ضرب موقع نطنز يحتاج بعض الوقت للكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بمنشآته. ولطالما اتهمت الدول الغربية إيران بتخصيب اليورانيوم في “نطنز” إلى مستويات مناسبة لصنع قنبلة نووية، وليس للاستخدام المدني، كما تؤكد إيران دائماً.
إلا أنّ إفادة رسمية، كشف عنها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أمام مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، أوضحت أن مصنع التخصيب التجريبي فوق الأرض في نطنز قد دُمّر. وبيّن غروسي أن الأمم المتحدة مافتئت تجمع معلومات حول الهجمات الإسرائيلية على منشأتين أخريين، وهما مصنع تخصيب الوقود في “فوردو”، ومنشأة في أصفهان.
وكان آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى في إيران قد اتهم إسرائيل ببدء الحرب، فيما قال مسوؤل إيراني كبير –حسب رويترز- إنه لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل وسيكون الانتقام مؤلماً!.
