الوطن العربي

رحيل الأديب العراقي الكبير جمعة اللامي في الشارقة..

       ودّع الدنيا هذا اليوم -عن عمر “78 عاماً”- الصحافي الروائي، الأديب الكبير جمعة اللامي، بعد أعوامٍ من معاناته مع مرض الفشل الكلوي.وأمضى جلَّ سنيّ غربته بالإمارات العربية، حيث احتضنته الشارقة ابناً بارّاً لها، وللعراق، ولثقافته الوطنية، والطبقية، والإنسانية. تغمّده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنّاته.

       وبعد أن أخفقت “برقية” في الاتصال مع أهله الكرام من هاتف الفقيد، للتأكّدِ من “نبأ وفاته” رحمه الله، اتّصلت بالصديق العزيز الأستاذ عمر علي حيدر ، الذي بادر الى الاتصال مع مقرّبٍ لعائلة “أبي عمّار”، الدكتور إياد عبد المجيد، والذي أكد بدوره الخبر. إنا لله وإنا إليه راجعون.

     وكان الأستاذ الكاتب جمعة عجيل درويش راشد اللامي المولود في محافظة ميسان في 1-تموز- 1947، قد غادر العراق سنة 1979، بعد أن عمل كاتباً وصحافياً في بغداد التي سكنها منذ سنة 1959، ثم حكم عليه بالسجن 12 عاماً سنة 1963، قضى منها ست سنوات متواصلة في أغلب سجون العراق ومعتقلاته.

     واستقرّ في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنة 1980. وشغل مناصب عدة في صحيفتي الخليج والاتحاد، وهو حتى رحيله الى جوار ربه، رئيس مركز الشارقة-ميسان العالمي للحوار والتنمية الثقافية. وكان متفرغاً للعمل في جريدة “الخليج” الظبيانية.

     ولفترة من منتصف السبعينات عملتُ مع الراحل في جريدة “الراصد” الأسبوعية، يوم كان مدير تحريرها. وفي سنة 2011، حضرنا، الدكتور أحمد عبد المجيد، رئيس تحرير “الزمان” البغدادية، وأنا أيام كنتُ رئيس تحرير صحيفة “المشرق”، منتدى صحافياً عالمياً عُقدَ في دبي، فكانت فرصة كبيرة أنْ نزور الأستاذ جمعة اللامي ببيته في مقر إقامته بالشارقة. وكانت الإعلامية البارزة السيدة فائزة العزّي، زوجة صديقنا العزيز محمد السبعاوي، قد تكرّمت حينها بإيصالنا -بسيارتها الخاصة- إلى شقة فقيدنا الراحل، حيث أمضينا ساعات لا تنسى بحضورها البهيّ، وبوجود السيدة الكنانية “أم عمار”، الزوجة الأصيلة، الفاضلة، التي جنّدت نفسها لرعاية الأديب الكبير جمعة اللامي في إبّان سني مرضه العُضال. له الرحمة والبركات وجنّات الفردوس إن شاء الله.

     ومن كتابه “عيون زينب”، اخترنا له بعض ما قاله عن بلده العراق:

يا شاهِدَ العَصرِ

أتَشرَّفُ ، اذْ أُعلنُ انا عراقي

***

ذات يوم، أحرقوا جَسدي،

ثُمَ طحنوا عظامي.

وضعوا الدقيق في قارورة،

وقذفوا بها إلى نهايات تخوم البحر السابع.

عند ذاك جاء الــيّ ملك الحيتان،

وقال:

يا عراقي..

***

لا تسألوا عن ماضيّ،

قولوا: كانَ برداً وسلاماً،

، كان روحاً وريحاناً،

قفلاً يتبعه مفتاحهُ

وسيفاً تأبَّطهُ الرَّعد.

***

سيدتي:

ِ التقت النُّقطةُ بالنُّقطة،

فهتف فيَّ الفراغُ :

عراق

ومن مؤلفاته مؤلفاته:

*من قتل حكمة الشامي، 1976م، مجموعة قصص قصيرة.

*اليشن، 1968م، مجموعة قصص قصيرة.

*الثلاثيات، 1979م، مجموعة قصص قصيرة.

*التراجيديا العراقية – مختارات.

*المقامة اللامية، 1999م، رواية.

*مجنون زينب، 1998م، رواية.

*عيون زينب، رواية.

*الثلاثية الأولى، 2000م، رواية.

*على الدرب – قصص قصيرة.

*عبد الله بن فرات – نصوص.

*أشواق السيدة البابلية – نصوص.

*الحرية والثقافة – نصوص في حرية الضمير.

*ابن ميسان في عزلته ـ شعر

*ذاكرة المستقبل ـ الحرية والثقافة

*ذاكرة المستقبل ـ مقابسات الشارقة

*دفتر الشارقة – 1 : ابن ميسان في عزلته… نصوص شعرية

*دفتر الشارقة – 2 : مدينة الحكمة؛ بوابة الكلمة… يوميات ثقافية في شخصية المكان

*كتاب الكائنات: التاريخ الشخصي للشجعان والقتلة

 ومن بحوثه:

*زايد: حلم مأرب: دراسة ثقافية تاريخية في الشخصية العربية

*الإبل في الإمارات العربية المتحدة: دراسة ثقافية تاريخية أدبية انثروبولوجية

*المسألة الفلاحية في العراق: بحث في الاقتصاد السياسي للريف العراقي

*قضية ثورة: الصراع والوحدة في منظمة التحرير الفلسطينية

     وكان الأستاذ جمعة اللامي، حصل على الجائزة الأولى في القصة القصيرة من المؤتمر الأول للكتاب الشباب ـ بغداد 1977. كما حصل على جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي في القصة القصيرة عام 2006م. وقلادة بغداد للإبداع سنة 2011؛ وجائزة العنقاء الذهبية الدولية عام 2007م.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق