رأي

 رأي أكاديمي..ماذا بعد تدمير قوات الكيان الصهيوني 320 هدفاً عسكرياً في سوريا؟!

    اعترفت قيادة جيش الكيان الصهيوني وحكومته بتدمير 80 بالمائة من أسلحة سوريا خلال مدة يومين وقد استعمل 350 طائرة لقصف 320 هدفاً على كامل أرض سوريا من شرقها حتى غربها ومن شمالها حتى جنوبها دون أن تطلق عليها طلقة واحدة وأن سماء سوريا كانت مفتوحة لها.

    يحتم الواجب الوطني والتأريخي والحقوقي من القيادة الحالية الجديدة في دمشق، أولاً أن تدين هذه الإعتداءات ببيانات واضحة ودقيقة، وثانياً عليها أن توجّه المهتمين السوريين وأصحاب القدرة والخبرة في وزارة الدفاع والمالية وبقية الوزارات المشمولة بإحصاءِ جميع خسائر سوريا جراء هذه العمليات العدائية السافرة من المعدات والذخائر والأسلحة والمصانع والمباني والطائرات والدبابات والمطارات ومعسكرات ومرافئ وسفن حربية وأجهزة رادار ودفاع مختلفة وأن تثمن وتحسب تكاليفها.

    وثالثاً يجب أنْ تتقدم للأمم المتحدة وإلى القضاء الدولي بشكاوى مكتملة وتغطي كل الأضرار التي سببها هذا العدوان، موثقة بالصور والفيديوهات والتصريحات والبيانات، مع تثبيت التزام سوريا باتفاقية إيقاف الأعمال الحربية مع الكيان وأن سوريا لم تكن فيها حكومة معترف بها عالمياً أو وطنياً ولم تكن مستعدة لعمل حربي هجومي أو دفاعي.

   ورابعاً، أن تكلف لجنة دائمة لمتابعة هذا الملف وأن لا تهمل السعي فيه مهما تطلب إصدار أحكام قضائية وتنفيذية بهذا الشأن من مدة زمنية. ولا شك أن الجهود في هذا المجال ستعود على سوريا بثمار وفوائد كبيرة.

     إن للقيام المبكر بهذا العمل الوطني، معنى كبيراً ومؤثراً في مواقف بلدان العالم من السوريين وحكومتهم الجديدة ودعمها. إن لهذا المسعى مدلولاً مهماً ألا وهو القدرة الإدارية والهيمنة والوعي على ما يدور ما سيؤثر في تقييم الدول واحترامها للحكومة الجديدة.

   إنّ مثل هذا الحق لا يسقط بالتقادم ولكن فعالية المطالبة به مبكراً، لها استحقاقاتها، في وقت لم تقم فيه الحكومة السورية بأي نشاط عسكري على الجبهة، ولم تُلغ إتفاقية إيقاف النشاطات الحربية. وأيضاً لكي تكون بيد الحكومة حجة قوية تعزز مواقفها المستقبلية المحتملة أو الأكيدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*د. علي محمدرشيد النصراوي، أستاذ متخصص بالفيزياء. درسَ في ألمانيا وعملَ في جامعة المثنى.  

مقالات ذات صلة